الفصل التاسع عشر - سيفيروس

107 9 21
                                    

اذا غفل الحاكم عن امور بلدته وناسه، تكون نهايته.
بعض الملوك والحكام دمرتهم غفلتهم، فترك احدى الملوك زوجته تتحكم بأمور البلاد، فأدى الامر لصراعات بين الشعب، ثم ثار الشعب على الحاكم فأسقطوه
واخر انغمس فى ملذات الحياة وترك اعوانه ينهبون كل شئ بالدولة . . تدمرت الدولة وانتهى به الحال مقتولا على يد ابناء شعبه

ولكن اروجانز لم يغفل عن شعبه، ليس الى ان جائت سولى، حتى بعد ان جائت قل اهتمامه بشؤون دولته ولكن لم ينسى مسؤليته ابدا
"ماذا يحدث بحق السماء" قال اروجانز
كانت الاصوات حولهما تزداد، انفتح الباب بقوة وظهر ايفان، كان يأخذ انفاسه بصعوبة وينظر خلفه
اقترب من اروجانز وامسك بذراعيه "ارحل الان يا اروجانز، يجب ان تترك . . " ولكنه لم يكمل جملته، رأى اروجانز سهما يخترق صدره، حاول ايفان التمسك بأروجانز ولكن قدماه لم تقوى على حمله

ببطء وضعه اروجانز على الأرض وهو يحمل رأسه بين يديه، كان الدم يخرج من فمه والحياة تفارق عيناه "ل . .ل . لا . .ت. تلحق بي" قال ايفان وتوقف صدره عن الصعود مجددا
حدث كل شئ سريعا ولم يستوعب اروجانز ما يحدث، هل توفى ايفان للتو؟ هل قتل امام عينى؟

تذكر اروجانز عندما كان صغيرا، كان الاطفال يكرهونه جميعا عدا شخصا واحد، كان ايفان هو صديقه الوحيد، بدئت صداقتهم بتحدِ سخيف بين الاطفال، فتسابقا من منهم سيتسلق اعلى شجره فى الحديقة . . بدء ايفان بالتسلق اولا محذرا اروجانز من اللحاق به "لا تلحق بي، سأعتبرك خاسرا ان فعلت"، بالطبع تأذى ايفان وكسر ذراعه، ولكنه كان يعلم المخاطر لذلك اختار ان يكون الاول، منذ ذلك الوقت واروجانز اعتبره اخيه
الى ان ترك ايفان دراسته ليساعد ابيه، فحالتهم المادية كانت صعبه، وعلى الابن ان يساعد ابيه
انقطعت اخباره لفترة كبيرة، ثم نجح اروجانز بتولى الحكم ليجد ايفان يعمل كخادم هناك فى القصر الرئاسى
حينها لم يتعاتبا ابدا، بل اصبح كلاهما اصدقاء مجددا وكان اروجانز كثيرا ما يتناول الطعام معه ويقضى اغلب الوقت برفقته

وها هو الان ايفان يفارق الحياة بين يدين اروجانز
"لا ترحل يا ايفان، لا ترحل ارجوك، انا لم افعل شئ لك يستحق ان تضحى بحياتك من اجلى يا ايفان" قال اروجانز وهو يربت على وجه ايفان "استيقظ يا صديقى ارجوك"
تذكر اروجانز كل المواقف التى جمعته بأيفان، وقد كان محقا، لم يفعل له اروجانز شئ، لم يساعده بشئ، ولكن قد فات الاوان

لم ينتبه اروجانز للدموع التى بدئت تتساقط من عينيه، ليس قبل ان تمسح سولى وجهه بيديها وتهمس له بأذنه "لا تبكى الان، واجههم اولا" قالت سولى واخذت رأس ايفان واراحتها على الارض واغلقت عيناه بيديها

نظر اروجانز حوله فوجد الغرفة مليئة بأشخاص لا يعرفهم، فقط شخصا واحد يمسك قوسا وسهم بيده شعره ابيض ولحيته بيضاء
"هل قتلت الحراس ايضا ايها الكاهن؟" سأل اروجانز الكاهن الذى كان يقف بين الحشود
"فعلت ما كان يجب ان افعل، الان يجب ان تختار يا اروجانز اما انت او هى" كان الكاهن يتحدث بثقة تنم على ان لا مفر من الاختيار، وان اما هو او سولى سيغادر الغرفة وهو على قيد الحياة ليواجه الاخر مصيره بالمعبد

استند اروجانز على طاولة مكتبه بكلتا يداه، ونظر لهم جميعا "بكل مرة انظر لك ايها الكاهن، اوه اجل انت لن تكون كاهنا بعد الان يجب ان اناديك بأسمك، بكل مرة تقع عينى عليك يا سيفيروس اشعر بالاشمئزاز ايها المنافق العجوز" اصدى الجموع اصوات اعتراض على اهانة اروجانز للكاهن ولكن الكاهن رفع يده فصمتوا جميعا
ضحك اروجانز ضحكة مصطنعة وقال "يا الهى، كان يجب ان تكون انت الرئيس وحاكم البلاد وليس انا يا سيفيروس"
"ان كنت انتهيت من المماطلة، فسلمها لنا الان، سننهى نحن الامر" قال الكاهن بثبات
"ولكن هل تعلم ياسيقيروس، انا هو الحاكم وليس انت، هل تظن ان مكانتك ستحميك، تلك المكانة التى جردتك منها الان" قال اروجانز بأبتسامة
لم يفهم احد ما يعنيه اروجانز، عم الصمت لدقيقة وكلاهما يحدقان ببعض، لم يحدث شئ الى ان صرخ اروجانز "الان"
كان هناك العديد من الصراخ والضوضاء، اصوات اسلحة ورجال تصرخ، كانت سولى تشاهد برعب، الدماء تتناثر حولها، ولكن الكاهن لم يتحرك، بل رفع قوسه وصوب سهمه على سولى
رأى اروجانز ما يحدث، علم ما ينويه الكاهن، التلك الدرجة يكرهه ويريد ان يراه يتألم
اخد اروجانز احدى الدفاتر من على مكتبه وقذفها على ايدى الكاهن . . . . رغم ان الدفتر اصابه ولكن السهم لم يخطئ سولى . . . .

------------------
حاسة ان سمعتى ككاتبة بتنزل الشباتر فى مواعيدها انتهت قبل ان تبدأ 😁
أعتذر مكنش عندى نت الحقيقة، بس دة شجعنى اكتب كتير، اتمنى الشابتر يعجبكوا🤍🤍

Solyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن