الفصل الثامن عشر - السعادة لا تدوم

126 8 47
                                    

كان الصمت يعم المكان يشوبه فقط صوت انفاسهم، اروجانز يجلس امامها منتظرا ان تجيبه وسولى محدقة بالارض لا تنظر له حتى
كانت سولى تحاول تهدئة الصراع الذى يدور بين قلبها وعقلها، كانت تعلم ان عليها ان ترفضه، ولكنها تعلم انها حمقاء وتحبه، ليس فقط الان بل منذ ان بدئت تشعر بالأمان حوله، منذ ان بدء ان لا يضايقها وجوده حولها، منذ ان بدئت تستنجد به كلما كانت تتألم . . كانت اضعف من ان تصدق تلك المشاعر التى كانت تنموا ببطء

فى النهاية هزت سولى رأسها بالنفى
"ماذا تقصدين" قال اروجانز بصوت مهزوز
"لا، هذا لن يحدث" قالت سولى
"انا لا اطلب منكى ان احبك، انا بالفعل احبك يا سولى!، لا تفعلى ذلك من فضلك" قال اروجانز بضعف
رفعت سولى رأسها "حبك لى لن ينفعك بشئ، فليس مقدر لى ان اعيش حتى العام القادم يا اروجانز، حتى وان نجوت الان فلن انجوا فيما بعد، لا تحكم على نفسك بالشقاء" كانت تعلم لن لا شئ جيد سيأتيه، فهى بعداد الموتى بالفعل، ان لم يأخذها ديافالوس، فستأخذها اليه الكوابيس

"كل ذلك اعرفه، ما لا اعرفه هو مشاعرك!، سولى هل تحبينى؟" سألها اروجانز متغاضيا عن كل ما قالته، فهو ليس بأحمق، بالطبع يعرف كل هذا، هى فقط لا تعلم كم من الوقت قضاه وهو يفكر بكل هذا، ولكن كانت مشاعره اقوى من ينكرها او ان يتجاهلها

"لا احبك" قالت سولى وهى تنظر بعيدا عنه، محاولة بشدة ان تخفى رغبتها بالبكاء
"انظرى الى وجهى واخبرينى انك لا تحبينى" قال اروجانز، ولكن سولى لم تفعل ذلك، كانت تعلم انها ان نظرت الى عيناه، فلن يمكنها ان تقاوم
"سولى من فضلك "قال اروجانز برقة
"لديك اجابتى بالفعل"
نهض اروجانز واقترب منها، كانت جالسة على كرسيها وتنظر لأسفل . . ببطء رفع اروجانز رأسها تجاهه فوجدها تبكى . . . دفعته بعيدا ومسحت عيناها بيديها

"انت تكذبين" قال اروجانز وابتسم برقة، لم يستطع ان ينكر سعادته، كان الامر اشبه بالحلم بالنسبة له، كأن العالم اختفى من حولهما . . فقط هو وهى الان بتلك الغرفة ليحددا مصير علاقتهما، ولكن لا يهم فهى تحبه، وهو لا يريد شئ اكثر من ذلك

بدئت سولى تبكى اكثر، كانت تشعر بالظلم، لا شئ يحدث لها يقع فى اطار العدل
بدئت تحصى ما عانته بحياتها
عائلتها . . لم تكن يوما العائلة التى يمكن ان يعتمد عليها، لم يحبوها مطلقا
وظيفتها . . كم عانت من المضايقات فقط لأنها فتاة، ولم يكن هناك احدا ليدافع عنها ولو لمرة
حتى عندما ظنت انها ستبدء من الصفر بعالم جديد، كان القدر ضدها تماما، والان حتى الشخص الوحيد الذى احبها وبادلته الشعور لن تستطيع ان تبقى معه، لن تستطيع ان تعطيه ما يستحق

احتضنها اروجانز وهى تبكى واخذ يربت على رأسها ببطء "هل تبكين كثيرا عادتا؟" سألها
مسحت سولى وجهها وقالت "لم اكن ابكى بتاتا، فقط منذ جئت الى هنا"

مر الوقت وهما هكذا، لم يُرد اروجانز ان يفلتها، ولم تُرد سولى ان يتركها، ولكن كان لابد من ذلك، سحب اروجانز كرسيه وجلس امامها مباشرة، اخذ يدها وابتسم وقال "نحن لسنا بأطفال، اليس كذالك؟" فأومأت برأسها

"ايضا الوقت ليس لصالحنا، لذلك لن اطلب منكى ان نتواعد" قال ذلك وجثا على ركبتيه امامها، واخرج من جيبه خاتم، مصنوع من الذهب وبه ياقوتة زرقاء
كان يبدوا عليه القدم

"هذا الخاتم هو ارث عائلتى، يعطيه رب العائلة لأول ابن له عندما يتزوج، ويهديه الابن لزوجته قبيل الزفاف" قال اروجانز ويده تهتز قليلا، كان متوترا، كان يشعر وكأنه احمق، اراد ان يعطيها شئ ثمينا وقيما، ولكن اصبحت الفكرة سيئة ما ان قدم لها الخاتم

نظر لها فوجدها تبتسم، وعيناها مليئة بالدموع
"ان لم يعجبك يمكننا ان ان نذهب الان لنختار شئ اخر يناسبك، انا حقا اعتذر ان . . . " لم يستطع ان يكمل، فقد اخذت سولى وجهه بين يديها
"هذا كثير يا اروجانز، هذا الخاتم اثمن من ان احصل عليه" قالت سولى وهى تربت برفق على وجهه بيدها

اقترب اروجانز منها وقال برفق "ان استطعت ان اعطيكى نصف ما املك من وقت فى هذه الحياة، فلن اتردد لحظة يا سولى، قد اعطيكى حياتى كلها ان استطعت، لا يوجد ما هو اغلى منكى يا سولى، انتى اغلى ما املك"
وجدا نفسهما يقبلان بعضهما بعضا، لم يعلما من بدء او كيف حدث ذلك، فقط يعلمان انه قد حدث
لم تكف سولى عن البكاء لحظة، كانت سعيدة، لمرة منذ زمن، لم تتذكر متى كانت اخر مرة شعرت بسعادة كتلك
كان كلاهما اسعد من ان ينتبها لصوت صراخ الحراس وصوت الهتافات
كانا اسعد من ان يلاحظا اى شئ يحدث حولهما
ولكن السعادة لا تدوم

————————————
الشابتر بعنوان السعادة لا تدوم، وكأن القصة كان فيها اى نوع من انواع السعادة وكدة😂💔

Solyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن