الفصل السادس والعشرون - فلتنسانى

264 14 39
                                    

انتظرت سولى حتى غادر اروجانز لتفتح عيناها، ابتسمت واضعة يدها حيث قبلها اروجانز على جبينها

ارتدت ملابسها الفستان الاسود اللطيف، وغطاء الراس لتتخفى عن الانظار، نظرت الى المرآة وتسائلت كيف يمكن لشخص مثل اروجانز ان يحبها، فهى لا تملك جسدا جميلا، و وجهها شاحب وشعرها قصير

"لابد انه احدهم ضربه على رأسه وهو صغير" قالت سولى، وخرجت لتذهب الى المعبد، ورغم ان تلك ليست المرة الاولى لها للمعبد، الا ان قلبها كان ينبض بشدة كلما اقتربت منه

"مرحبا ديافالوس" قالت سولى بمجرد ان دخلت

"حمقاء، حمقاء وغبية، لم ار شخصا مثلك منذ قرون" صاح بها صوت ديافالوس من خلف السحب السوداء

"لم افعل شئ بعد" قالت سولى مبتسمة

"كان من الممكن ان تنجى، كان من الممكن ان تبدئى حياتك هنا، حياة جديدة ولكنك غبية" كان الاهتمام واضحا بصوت ديافالوس

"اوه هل وقعت بحبى الان، ان كنت مهتما بى فلترفع اللعنة اذن، واعدك ان ابدأ من جديد" نظرت له بأعين بريئة

"لا استطيع" اجابها ديافالوس بحنق

"اذن دعنى اسألك سؤال، ويجب ان تجيب، هل سيؤلم الامر؟" قالت وهى تذهب لأحدى اركان المعبد

"فى البداية، فقط فى البداية، بعدها لا شئ يؤلم على الاطلاق" قال ديافالوس

جلست سولى بركن قريب من ديافالوس، واسندت رأسها الى الحائط "سأجلب الكاهن معى لذا عدنى ان تذيقه عذاب ما فعل"

لم تكن تبكى، لم تكن حزينة، شعرت وكأنها فارغة، وكأن الفراغ احتل قلبها وعقلها، وكأنها كانت حزينة لمدة كبيرة جدا فأصبحت هى والحزن واحد . . . شعرت وكأنها وحيدة بهذا العالم . . . .

اسندت رأسها للخلف، وغطاء رأسها انسدل على وجهها، كانت جمالها يشوبه بؤس . . . تشبه اللوحات التى تجذب انتباهك لحظة دخولك الى متحف
.
.
.
عندما عادت كان اروجانز بالفعل فى انتظارها "اين كنتى بحق السماء؟!! لقد قلقت عليكى" قال اروجانز وهو يسحبها بين ذراعيه فى عناق

"سأخبرك لا تقلق، اخبرنى كيف جرى الامر مع اخيك اولا" قالت سولى وهى تتركه، لم تكن من عاداتها ان تكون اول من يفلت فى العناق ولكنها شعرت انها ستبكى ان استمر

جلس كلاهما واخذ اروجانز يخبرها بما حدث، كيف هرب من غرفة اخيه لأنه كان خائفا . . . ربتت سولى على كتفه لتطمئنه

ثم اخبرته انها ذهبت لأريز واخبرته ان اريز سيرفع اللعنة مقابل روح الكاهن "لقد اعجب اريز بنوايا الكاهن الشيطانية، يعتقد انه لا ينتمى لهذا العالم، وانا لا اخالفه الرأى" قالت سولى ممازحة فضحك اروجانز

"لا اريد ان ارفع من امالى حقا ولكنى اتمنى ان يحدث هذا، حينها سيصبح كل شئ على ما يرام" قال اروجانز ثم امسك بيدها "سولى هناك شئ يجي ان اطلبه منكى، عدينى ان تسمعينى ارجوكى" اومأت سولى برأسها

"عدينى انه ان حدث شئ لى يوما، انكِ ستعتنى بأخى، ساعديه لكى يكون انسان جيدا، وان لم يتحسن فقط كونى بجانبه، انا لا اريده ان يكون وحيدا بعد اليوم" اخذ اروجانز نفسا عميقا ثم اكمل" اعلم ان هذا كثير ولكنى لا املك احدا اخر لأطلب منه هذا"

نظرت سولى له لعدة دقائق، لم تكن تعلم انها يمكن ان تحبه اكثر

"لا تقلق، لن يحدث لك شئ" قالت سولى وهى تربت على يده

"ولكن يجب ان اطلب منك شئ انا ايضا" قالت سولى وهى تترك يده "اذا حدث شئ لى يا اروجانز، عدنى انك ستنسانى، عدنى انك ستكون قويا وستتخطى الامر، ييجب ان تنسانى وان تكمل بحياتك انت واخيك" انهت سولى كلامها وهى تنظر بعيدا، لم تقوى على النظر بعينيه

"لماذا تقولين هذا، ان هذا حقا قاسى، كيف يمكننى ان انساكى" قال اروجانز بضيق

"اروجانز انا واثقة ان لا شئ سيحدث لنا، ديافالوس اعطانى كلمته، كل شئ سيصبح على ما يرام" قالت سولى وهى تحاول ان تبتسم وتربت على يده

كانت سولى تعلم ان هذا غير عادل، لا شئ عادل بهذه الحياة  . . . .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 20, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Solyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن