الفصل الرابع - التفكير

562 30 1
                                    

جلست فى غرفتها فى هذا القصر، اصطحبها احد الخدم اليها، لاحظت ان الخدم طبيعيين ايضا، اشخاص عادية بهيئة طبيعية وحتى اعينهم كانت طبيعية، مما جعلها تتأكدة ان اختلاف لون اعين اروجانز هو بالتأكيد احد الامراض.

كانت غرفتها بسيطة، الاثاث باللون البنى . . سرير، وخزانة ملابس، وطاولة زينة بأعلاها مرأة، وباب فى نهاية الغرفة به الحمام، عادية لأبعد حد.

استلقت على السرير، محاولة اهداء الاعصار المدمر فى عقلها، العديد من الاشياء لا تفهمها، العديد من الاسالة تريد ان تطرحها، ولكنها لا تريد ان تبدوا محبطة وبائسة

ما هو هذا الاريز؟! ولما يوجد مسخ كهذا على وجه الارض؟! وماذا سيحدث ان تم قتله؟! كيف وجدت هى هذا العالم؟! كيف يمكن لتلك السلالم ان تكون رابط بين كونين؟! هل ستستطيع ان تحيا فى هذا العالم؟! العديد والعديد من الاسألة بلا اجابة جعلت عقلها ينهار.

اعتدلت فى جلستها عندما سمعت احد يطرق باب غرفتها، وسمحت له بالدخول، كان اروجانز واقفا واضعا يدا على خصره والاخرى على مقبض الباب.

"فى تلك الفترة التى ستمكثيها هنا لا تخبرى احدا انك من عالم اخر، لا تخبرى احد اى شئ عن اريز، او عن لقائك الملحمى به، سيتم معاقبتك دوليا، واعدامك امام الجميع" قالها بأبتسامة، مما جعلها تشعر بالاستفزاز، وكم تكره هذا الشعور.

"اذن لما لا تنهى الامر الان وتوفر عناء الانتظار عنى؟!" نظرت مباشرة لعيناه بلا مبالاه، فلم تكن سولى ابدا الشخص الضعيف، ولن تكون ابدا هذا الشخص.

"اوه، كم اتمنى لو افعل ذلك، لكن ليس الان عزيزتى ليس الان" ابتسم بأستهزاء وغادر تاركا سولى تلعنه مرارا وتكرارا فى عقلها.

اينما تذهب كانت تجد اشخاص بغيضة. بكل مكان، وكما يبدوا الان بكل عالم، كان البشر لئيمين معها.

كانت تحاول ان تُحسن من نفسها وان تكف عن السباب والقاء اللعنات، ولكن ادركت ان افراغ غضبها فى ذلك كان افضل.

نظرت سولى لنفسها ف المرأة، فبالكاد تعرفت على نفسها، تلك الاعين الغائرة والهالات السوداء حولها، جسمها النحيل وعظامها البارزة، شعرها الطويل الذى اصبح اشعث من مياه الامطار، القميص الرمادى الذى لا تعلم كم من الايام مضت وهى ترتديه اصبح قذر، وملئ بالبقع، بنطالها الاسود كان فى اسوء حالاته، واظافرها سوداء، كانت فى حالة يرثى لها، وكانت فى امس الحاجة للاستحمام، والطعام بالطبع.

فتحت دولابها، ولدهشتها وجدت به القليل من الملابس، كانت تخص الرجال لا النساء، ولكن اى شئ سيفى بالغرض.

بعد حمام استغرق طويلا، شعرت كأنها شخص جديد، كأن العديد من المشاكل قد حُلت بالفعل، كانت الملابس فضفاضة قليلا، لم يكونوا مختلفين فى اى شئ اطلاقا عن الملابس فى عالمها، بنطال وقميص بأكمام طويلة، لا شئ غير معتاد.

خرجت من غرفتها، شعرها المبلل يبلل اكتافها، اوقفت اول خادم رأته وطلبت منه طعام، وقد كان.

اخذها الخادم الى طاولة الطعام الرئيسيه حيث كان اروجانز يتناول طعامه، وبمجرد ان رأها تبدلت معالم وجهه، وظهر على وجهه علامات الضيق، التفتت سولى للخادم واخبرته برغبتها ف الاكل بغرفتها، ولكن كان هذا غير لائق واخبرها الخادم بضرورة اكلها على المائدة مثل جميع الاشخاص.

من يضع تلك القوانين السخيفة؟!

جلست بعيدا عن اروجانز، فنظر لها وقال " اتخافين من ان اعضك ام ماذا يا عزيزتى؟!"

قلبت عيناها، وتذكرت كم كانت تكره هذا النوع من البشر، نظرت له وقالت "سولى، ليس عزيزتى، ولا، لا اخافك، فقط لا اشعر بالارتياح بوجودك." ادركت انها كانت وقحة، ولكنها فقط لم تستطع المقاومة.

بدا عليه الدهشة، ثم ابتسم وقال " اوه يا عزيزتى، ان وجودى امر مُحتم، يبدو انك ستشعرين بذلك كثيرا." وقد كان محقا فهذا منزله، وهو الرئيس. ولكن كان دائما بأمكانها ان تتجنبه.

مضى يومان وفى اليومان كان حريص على ان يكون موجود فى اى مكان تكون هى به، كان يلازم الطبيب اثناء فحوصات ذراعها، حتى بغرفتها كان يزعجها بأسالته الكثيرة عن عالمها والاشخاص هناك والمبانى، وكونها ممتنة لتوافر كافة سبل الراحة لها، كانت تجيبه على اسألته.

رغم كونه حقيرا عندما يتعلق الامر بأسألتها، ولكنها اختارت ان تكون الشخص الناضج هنا، الى ان حان وقت زيارة الكاهن والمختصين.

لم تكن سولى خائفة، لم يكن اروجانز يتوقع اى شئ سوى انه سيكون حرا منها، كان سولى واروجانز متيقنين انهم بعد انتهاء هذا الفحص، سيذهب كل منهم فى طريقه.

فكيف يمكن لفتاة من عالم اخر ان تعنى اى شى لهذا العالم؟ فتاة ضعيفة وهزيلة وحياتها بلا قيمة؟ كان الامر سخيفا.

ولكن، كان كلاهما مخطئ، وما حدث كان على النقيض تماما، فأدركا كم كانا ساذجين . . .

Solyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن