الفصل السادس - الكابوس

400 21 3
                                    

صباح اليوم التالى، كانت هى واروجانز جالسان يتناولان الطعام، كان اروجانز كعادته على وجهة علامات الضيق، كان بين الحين والاخر يراقبها بطرف عينه، كانت تعلم ولكنها كانت مرهقة لقول اى شئ، او للجدال معه عامتا.

كانت الليلة الماضية عصيبة لها، ولكنها اتخذت قرارها.
"لا اريد ان اكون هيميرا" قالت وهى تنظر الى اروجانز بأعينها المرهقة.

كان عقلها ما زال فى صراع، كانت تحاول ان تتحكم فى مشاعرها المضطربة، لم يكن سهلًا، لم يكن هناك اى شئ سهلا بحياتها ابدا، كان كل ما تريده الان هو القليل من الهدوء وراحة البال.

"هذا ليس شئ يمكنك ان تختارية او ترفضية، هذا شئ فُرض عليكى، لا يمكنك سوى ان تقبليه." لم ينظر لها حتى، بل اكمل طعامه بلا مبالاة.

"لا اريد ان اكون هيميرا اريد ان . . " ولم تكد تنهى حديثها حتى صاح بها، "هل انتى حمقاء ام بكى خطب ما؟!! اخبرتك انه لا يمكنكى لذا توقفى عن النحيب، لا احد يرغب بكى كهيميرا فى هذا العالم اساسا، لا نريدك بتاتا، هل تعتقدين اننا سعداء؟!" كان يصارع انفاسه، اخذ نفسا عميقاً واكمل "لذلك توقفى عن النحيب واقبلى بالامر الواقع، والا اخذوكى ولا احد يعلم ما سيفعلون بكى لأنهاء اللعنة"

تذكرت سولى الماضى، ففى اغلب المواقف الشبيهة بذلك الموقف، حيث يصرخ عليها احدهم، كانت لتبكى او تصمت الى ان ينتهى الصراخ، ولكن هى لم تعد من كانت فى الماضى . . .

وقفت سولى واخذت نفسا عميقا، وبدئت تلقى الاطباق التى على المائدة على اروجانز، كانت تصرخ وتقذقها بأقصى قواها، لم تكن تتحكم بنفسها ولم تعلم ما اصابها

اصابته القليل من الاطباق، كان قد استدار كى يحمى وجهه، لذلك اصيب بعدد من الجروح فى ضهره . . .

لم تكتفى سولى بذلك، بل كان على وشك حمل احدى الكراسي وذلك حين اوقفها الخدم: امسكوها من الخلف، كانت تتنفس بصعوبة وترغب بالصراخ ولكن صوتها لم يخرج ابدا، ثم رأت اروجانز، الدماء تسيل على ظهره وهو يستند على الطاولة وينظر لها.

وعلى وجهه ارتسمت علامات الصدمة . . والخوف، بالطبع لم يكن يتوقع ذلك، بالطبع اعتقدَ انها اضعف من ان تأذيه.

شعرت بالاختناق اكثر عندما نظر لها، فهى لا تريد ذلك، لا تريد ان تكون هكذا، لا تريد ان تكون الشخص الذى لطالما كرهته، وحشا مؤذى . . .

نظرت لأسفل فانهالت الدموع من عيناها، لعنت نفسها كثيرا للبكاء علناً، تركها الخدم جميعا وابتعدوا عنها، كانت ستجرى لغرفتها لتحتمى بها، ولكنها لم تحظى بالفرصة، لم تكد تتحرك حتى شعرت بكهرباء تسرى ف جسدها كله، سقطت على الارض وجسدها ينتفض ورؤيتها مشوشة، رأت اعلاها احد الخدم، ممسكا بصاعق كهربائي ولكن كان الالم اقوى منها، فأغمضت عيناها وتمنت الا تفتحهم ابدا مجددا.
.
.
.
فتحت عيناها فلم ترى سوى الظلام الدامس، حاولت تحريك يداها او قدميها فلم تستطع، كان المكان ضيق كأنها بداخل تابوت، ولكن ذلك الضوء الخافت القادم من اعلى رأسها جعلها تشك فى ذلك، كان الضوء قادم من ثقب افقى . . وقفت على اطراف اصابعها لتنظر من خلاله، فرأت منزلها القديم، المنزل الذى تركته وهربت.

Solyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن