الفصل الثانى والعشرون - صوت باكى

111 9 10
                                    

شعر اروجانز بالخوف، لا يعلم لما . . ولكنه كان خائفا، ربما خائفا مما هو على وشك ان يسمع، او خائفا من ان يكون ديافالوس يتلاعب به
لم يعلم حقا، فقط كان شاكرا انه يجلس على الارض بجانب سولى، لأن قدماه لم تكن لتحملاه
"اروجانز " قالت سولى "انا هنا لا تقلق" قال وهى تحكم قبضتها على يده
"هل يمكنك ان توضح لنا" قالت سولى لديافالوس، فضحك بصوت مرتفع، جعل القشعريرة تحرى جسديهما
"انا حقا لم اتوقع هذا من ذلك الكاهن المخادع، هذا الرجل يستحق ان يكون احد امراء الجحيم بحق" قال ديافالوس من بين ضحكاته . . تمنى اروجانز وسولى لو يتوقف قبل ان تنفجر اذنيهما

"هل تعلم يا اروجانز كيف ضحى الكاهن بعائلتك" قال ديافالوس بعد ان توقف عن الضحك اخيرا "لقد جعلهم يجتمعون هنا بهذا المعبد، اخبرهم ان يحضروا جميعا لأن صلوات مهمة ستقام، ارسل كهنة لتتأكد من حضورهم جميعا حتى الاطفال، وكنت انا هنا منتظرا، كان قد رسم مثل تلك النجمة وغطاها لكى لا تكون ظاهرة، ثم اغلق الباب وذبحهم جميعا بيده، بالطبع ساعده الكهنة الذين كانوا معه، ولكن اتعلم ماذا فعل بعد ان انتهى من عائلتك، لقد قتل الكهنة الذين ساعدوه، لكى لا يفشى احدا سره، لم يتبقى سواك بالمعبد، واخيك الذى يكبرك بعام كان بالمنزل مريضا، لذلك تركته والدتك بالمنزل، انا اعلم ان الكاهن ابقى كلاكما منفصلين ولكن ظننته اخبرك بالفعل، ليس وكأننى اهتم يا عزيزى، انا فقط اجد الامر ممتعا للغاية" انهى ديافالوس حديثه تاركا اروجانز غارقا فى بحر من افكاره
احست سولى بجسد اروجانز يهتز فأحاطته بيديها "اروجانز ابق قويا" همست له بأذنه وكان صوتها هو ما ابقاه بوعيه، قاوم اروجانز رغبته بالبكاء والانهيار
ساعدته سولى ليقف على قدميه
"كم تبقى لى من وقت بدون كوابيس؟" وجهت سولى سؤالها لديافالوس
"ثلاث ايام"
"اعطنى المزيد من الوقت وسأعطيك ما تريد"
ضحك ديافالوس "ثلاث ايام اخرى هو كل ما استطيع اعطائك اياه، قد اكون انا من صنعت اللعنة ولكن حتى انا لا استطيع ان اتحكم بها" انهى حديثه بضحكة اخرى
لعنته سولى الاف المرات بعقلها لأستمتاعه بمعاناتهم
ببطء اخذت اروجانز الى الخارج
وت نفسخا بهذا الموقف مجددا، لم تعلم ماذا تقول او كيف تريحه من الامه لذلك اثرت الصمت

عندما وصلا الى المنزل، اخذته سولى الى غرفته
كان اروجانز مشتت، لا يستجيب لندائها، لا يجيب على اسألة الخدم، كأن عقله محبوس بمكان اخر
ولكن سولى كانت تعلم انه يعانى، جلس على سريره ووقفت سولى اماه تحاول ان تحدثه
"اروجانز!"صاحت به اخيرا، نظر اروجانز لها ببطء والدموع تتساقط من عيناه . . . لم تستطع سولى ان تقاوم رغبتها بأحتضانه
دفن وجهه بين بيديها وهو يبكى، واخذت سولى تغنى
لم يكن صوتها افضل شئ ولكن لم ترد ان يسمع احد صوت بكائه، لم ترد ان يرى احد هذا الجانب من اروجانز

"صوت باكي

صوت باكي

يدوي في داخلي

ظلامٌ من بعيد

كالموتِ اجتاحني

بقلبٍ دامي

متُْ اُعاني

والكرهُ في خاطري

وعشتُ من جديد

بقلبٍ ليسَ لي

الآمي في آتٍ لاح لي

غيماً يكسوهُ شتات

والماضي بي حلماً باهتاً بالي

يبدو لي بعدَما مات"

ظلت تغنى الى ان هدأ اخيرا وأفلتها . . .
"سأذهب لأجلب لك بعض الماء" قال سولى ولكنه امسك بيدها "ابقى" قال بصوت متحشرج انهكه كثرة البكاء

كانت عيناه داميتان ومنتفختان . . . وجنتاه وانفه لونهما وردى، وبالطبع رداء سولى مبتل تمام
"ماذا يجب ان افعل؟" سأل اروجانز، لم يكن يحدث نفسه بل كان يسألها هى
"بشأن اى شئ بالتحديد؟"
"كل شئ يا سولى" قال بضعف، وضع وجهه بين كفيه وغمغم "انا لا اعلم ماذا افعل بعد الان"

"انا لا اتفق معك، انت تعلم تمام ماذا يجب ان تفعل، لنجد اخيك، ثم نتخلص من الكاهن، ثم نتخلص من اللعنة، وبهذا تكون حرا" قالت سولى

ابتسم اروجانز بحزن "حتى انتى تخطتين للتخلى عنى يا سولى"
امسكت سولى يداه، ولكنها لم تعلم بما يجب ان تخبره، فهى لم تكن يوم الشخص الذى يعطى املا زائفا

"هل اخبرتك من قبل . . . طوال حياتى لم يحبنى أحد، لم تكْن لى عائلتى اى حب، لذلك كبرت وانا اسمع القصص عنه فقط . . . بدئت بالعمل وظننت اننى سأجد من يُعرفنى على ذلك الاحساس اللطيف ولكن فقط وجدت تراهات، لذلك ظللت اقرأ عن تلك المشاعر . . . ثم جئت الى هذا العالم وظننت ان الامر سيستمر، ظننت اننى قد افقد حياتى بين اصابع اريز العملاقة بدون ان احب او ان يحبنى احد . . . وجئت انت بغرورك وتكبرك، فظننت انك لن تكون ابدا مميزا بالنسبة لى، الى ان حدث العكس تماما، انا احبك يا اروجانز . . . ظننت ان الامر سيكون صعب فأنا لا اعلم كيف احب ولكننى احبك من قلبى، اريد ان اكمل حياتى معك، اريد ان اتقدم بالعمر معك . . . ممسكة بيدك هكذا، اريد ان نتنزه سويا ونحن بعمر الخمسين واطفالنا حولنا يتمنون ان يحظوا بمثل علاقتنا، اريد ان الفظ اخر انفاسى ممسكا بيدك وان يكون اخر ما الفظه هو 'احبك'" اخذت تمسح عينيها بأكمامها "لذلك انا لن اتخلى عنك ابدا، انا لن اتركك، انت الشئ الوحيد الجميل بحياتى ايها الغبى"

اخذ كلاهما يبكى الى ان استغرقا بالنوم . . لا يعلمان ماذا يخبئ لهم الغد . . .

--------------
كلمات الاغنية ليست من تأليفى، بل هى اغنية حقيقية من تأليف ايمى هيتارى، النسخة العربية من الاغنية الافتتاحية لأنمى tokyo ghoul

Solyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن