الفصل الواحد والعشرون - اخى

103 9 27
                                    

كان لابد من ان يأتى الصباح . . .
استيقظ كلاهما، مرهقان، لم يكن هناك داعى لأعلان ارهاقهم، فكان ظاهرا على وجهيهما
كان يومهما طويلا، بدأ بجنازة ايفان . . . .
حرص اروجانز على ان يقيم له جنازة تليق به . . حضرها جميع الخدم وكافة المسؤلين بأمر من اروجانز
تم الباس ايفان بذلة سوداء مع وردة بيضاء بين يديه الموضوعتين على صدره . . . تم وضعه بتابوت بنى اللون بداخل المعبد الرئيسى حيث تقام الجنائز المهمة

كانت سولى حاضرة ولكن ليس وسط الجموع، لم ترد ان تلفت الانظار، ولم تكن مستعدة لتتحمل الاحاديث الجانبية ونظرات البشر، لذلك قررت ان تبتعد قليلا . . .
كان اروجانز قد ابتاع لها رداء جنائزى اسود طويل، خال من التفاصيل، ومعه غطاء اسود للرأس . . .
كان الجموع يرتدون الاسود جميعا، حتى الكهنة
كان هناك كاهن صغير هو الذى يقيم الصلوات الجنائزية لأيفان بدلا من الكاهن الاكبر الذى وضع ايفان بهذا التابوت
بعد انتهاء الصلوات وقبل دفن ايفان، صعد اروجانز على المنصة الصغيرة بجانب التابوت ليلقى كلمة . . .

كانت سولى تراقبه، يبدوا عليه الارهاق والحزن، ربما كانت الوحيدة التى لاحظت انه يمسح عينيه بأستمرار، ومنديله المبتل، وعيناه المنتفختان قبل ان يضع نظاراته السوداء . . . كان كل ما يحدث كثيرا ليتحمله

اخد اروجانز نفسا عميقا واخرجه "كان ايفاندروس احد اوفى الأشخاص الذين قابلتهم بحياتى" تنهد ثم اكمل "كان صديقى العزيز، كان دائما بجانبى اذا احتجت اليه. . ولكنى خذلته . . . لذلك سأحرص على ان ينال ما يستحق" انهى اروجانز حديثه وعاد الى مكانه فى الصفوف الاماميه

كانت سولى تتسائل وهى تنظر له، كان ايفان صديقه فماذا سيحدث عندنا تنتهى حياتها . . الفتاة التى يحبها . .
كانت تثق بكلامه، كانت تثق بأنه يحبها، رغم انها كانت تظن انه احمق ليكن لها المشاعر، ولكن لا احد يختار ان يعانى بمحض ارادته

ولكن لم تستطع سولى ان هذا الاحساس بأن ما يحدث غير عادلا . . وكأن الحياة تتلاعب بهما . . . وكأن سعادتهم شئ مستحيلا، شعرت وكأن بأكتمال سعادتها سينتهى العالم حتما
ارادت الرحيل . . كانت الابواب مفتوحة امامها، وكل قطعة بجسدها تود الهروب بعيدا . . ولكن الى اين تذهب وقلبها يسكن هذا العالم وهذا المكان

كان الرحيل صعبا، والمكوث اختيارا قاسيا
كل الطرق تؤدى لهلاكهما وتعاست كلا منهما، لم يكن الامر منصفا ابدا
"اذا فليهلك العالم كله معنا" قالت بصوت خافت

بعد الانتهاء من المراسم، وبعد وضع الكثير من الورود البيضاء على قبر ايفان، ذهب اروجانز وسولى معا الى المعبد المدنس، جلس كلاهما طوال الطريق بدون تبادل الحديث . .

كان الظلام قد حل، وكان المعبد مخيف . . اعمدته المهدمة المكسوة بالاشجار، وبوابته الصدئة بصوت صريرها جعل قلب سولى يرتعد . . "اروجانز لماذا نحن هنا؟" سألته سولى
"اريد ان اسأل ديافالوس ان كان سيكفيه اخذ الكاهن الاكبر" قال اروجانز وهو يدخل المعبد ممسكا بيدها
كانت سولى تعلم ان اروجانز يتمسك بأخر امل لهم معا، على نقيضها، قررت سولى ان لا شئ يهم سوى اروجانز وسلامته، لا شئ اخر يهم، لا هى ولا الكاهن ولا حتى هذا العالم

كان المعبد على حاله، لم يتغير به شئ، لا يوجد حتى اى اتربة على الارض رغم ان قدما لم تطأ ارض هذا المكان منذ غادروه سويا، وكأن الزمن توقف بهذا المكان
كانت النجمة كما هى على الارض حول المذبح، اقترب اروجانز منها "ديافالوس اعلم انك هنا، اريد التحدث" قال اروجانز وعم الصمت لثوانى

"ارى انك جئت مبكرا" جاء الصوت يشبه الصرير، لم يكن الصوت من داخل النجمة ابدا، بل من جانبه
التفت اروجانز فوجد سولى عيناها وفمها مفتوحان ونورا اصفر يخرج منهما، مثل ذلك اليوم تمام

تراجع اروجانز خطوة للخلف مرتعبا "هذا امر يجب ان احدثك بشأنه انا وسولى، اتركها ارجوك" قال بصوت مهزوز، وبعد ثوانى سقط سولى ارضا مغشيا عليها.
اسرع اروجانز وامسكها قبل ان ترتطم بالارض
"لا تقلق يا عزيزى، ستكون بخير" جاء صوت ديافالوس الساخر، نظر اروجانز فوجد سحابة سوداء بداخل النجمة، سحابة سوداء بها عينان مرعبة
"لما ليس بهيئتك الحقيقة؟" سأله اروجانز
"ان هذا العالم اضعف من ان يتحمل هيئتى يا فتى، والان هل جئت لتضحى بها ام بك، سأفضل سولى بالطبع" قال ديافالوس، وكانت السخرية ظاهرة رغم صوته المخيف المؤلم
فتحت سولى عيناها واعتدلت بجلستها "هل انت بخير؟" سألت اروجانز
"انا بخير لا تقلقى، هل يؤلمك شئ؟" فهزت رأسها نافية
"بحق السماوات وما فوقها، هل وقعتما بالحب" قال ديافالوس، فلم يجيبه احدا منهما، فقط نظرا الى بعضهما بصمت
"ان هذا حتما سيكون شاقا، الا يمكن التضحية بأحدكما فقط!! لا بالطبع وكيف ذلك، يجب ان نجعل الامور معقدة لديافالوس المسكين بالوقوع فى الحب وافساد الامر كله" قال ديافالوس بنفاذ صبر
"فقط نريد ان نعرف ان كان يمكن ان نضحى بالكاهن" صاح به اروجانز

"اخبرتك بالفعل، انت او هى، بكما ترفع اللعنة . . ما كان يجب ان تقعا بالحب واحدكما هالك لا محالة"
نظر اروجانز وسولى لبعضهما، علمت سولى انه يقصدها
"ولكن لما الكاهن، ماذا فعل لكى ترغب باعطائى اياه وانت يمكنك ان تقتله بأى وقت وبأى وسيلة تختار؟" سأل ديافالوس
"اراد ان يقتلنى ليضحى بسولى، اخبرنى انه ضحى بعائلتى مقابل المعرفة، هو لا يستحق موتا رحيما ابدا" كانت تعابير وجه اروجانز تميل الى الحزن اكثر من الغضب، ولكنه عاد الى سيجته بمجرد ان امسكت سولى بيده
"بالطبع، لقد سألنى ان كان يمكنه التضحية بأخيك، ولكن انت هو مرشد الانارهى، لذلك لا يمكن"
عم الصمت لبضع ثوان، اى اخ واروجانز كان وحيدا طوال حياته
"اى اخ؟ انا اخر شخص من عائلة ميتوس، انا المرشد الوحيد، ماذا تقصد بأخ"
للحظة استطاع اروجانز وسولى رؤية ابتسامة ديافالوس الشيطانية واسنانه المدببة من خلال الغيمة السوداء
"الم يخبرك؟" قال ديافالوس . . . .

—————————————————
رمضان كريم 🤩🤍
اتمنى محدش يكون اخد باله ان بقالى شهر معملتش ابديت😂💔

Solyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن