الفصل الثانى - المسخ

1.2K 50 7
                                    

فُتحَ الباب، وتصاعدت رائحة قوية وكريهة لدرجة أنها شعرت بالاختناق. لعنت وهي تلقي نظرة حولها وتضع يدها على أنفها.

كان المكان واسعًا، مع هياكل عظمية مهشمة على الارض، وبأحجار اعينها كانت العناكب قد اقامت أوكارها. كانت الجدران مغطاة بالعفن الأخضر، والإضاءة الزرقاء كانت مشعة في الغرفة. ولكن سرعان ما وقعت عينيها على المخلوق المتواجد في منتصف الغرفة، ربما كان شخصًا، لا، لا يمكن أن يُطلق عليه اسم "شخص".

انه مسخ، كائن طويل القامة، يديه طويلتان تلتفتان حوله أكثر من مرة، وكانت قدميه تنحني للخلف. أما وجهه، فكان أبشع ما رآته في حياتها.

"من أي جحيم قد خرجت؟" همست بصوت منخفض. لم يكن لديه أعين في رأسه، وكان هناك ما يشبه الثقبان فقط في مكان الأنف، وفمه امتد من أذنيه بأسنان سوداء قذرة مدببة، وكان ينظر إليها مباشرة رغم عدم وجود عيون.

شعرت بقشعريرة شديدة عندما بدأ يحرك يديه ليكشف عن عينه، كانت هناك عينين، لم ترا مثلهما من قبل، تقعا في منتصف بطنه. وجدت نفسها في مأزق، كانت تدرك أنها لن تستطيع المغادرة الحية من هذا المكان، فهل هناك مجال للصراع مع هذا الكائن؟

تحرك الكائن قليلا فرأت من خلفه باب حديدى كبير، ولكن يستحيل الوصول اليه بدون لفت انتباه هذا المسخ او الاشتباك معه، ولكنها كانت متعبة، لذلك استسلمت لمصيرها، فلا مجال للرجوع، لن تصل ابدا.

"اسرع ايها اللعين!!" صرخت به، كانت يائسة، وكانت تتمنى أن ينتهى كل هذا بسرعة. فتح المسخ فمه واصدر ما يشبه الزئير، كانت الصوت مرتفعًا جدا، فشعرت بالدماء تسيل من اذنيها، لعنته العديد من المرات فى عقلها.

تحرك المسخ قليلًا فأغمضت عيناها، اخر شئ قد تريده هو رؤية هذا الكائن وهو يمزقها. امسكها بين اصابعه النحيلة، وشعرت بألم شديد فى اضلعها، كانت تصرخ وتصرخ وتعلم ان لا احد سينقذها، لا احد هناك ليسمعها
ولكن سرعان ما تركها المسخ لتقع على الارض بقوة. لم يكن لديها اى قوة لمحاولة الوقوف، قررت أن تبقى هناك على الارض مستلقية، منتظرة مصيرها اللعين.

كان المسخ يزأر، لم تعد تشعر بأذنيها، فقط بدمائها الدافئة وهى تنسال من أذنيها، ولكنها رأت الباب الحديدى يُفتح، رأت شخص يركض ناحية المسخ، احست بأحد يجرها وشعرت بالنور يحيط بها، اغمضت عيناها متيقنة انها لن تفتحها مجددا. ولكنها لم تدرك انها ستفتحها لترى عالم اخر مختلف، عالم لا تعلم عنه شئ.

Solyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن