الفصل الخامس عشر - اليوم المنشود

186 10 37
                                    

فتحت سولى عيناها بغرفتها، تلك الغرفة التى اصبحت ملجأها وملاذها الامن، لم تدرى كم من الوقت مر ولكنها لم تأبه، ارادت ان تنم مجددا، فهى لا تعلم متى سيزول السحر الذى قام به الكاهن الاكبر . . قد تعود الكوابيس بأى وقت، قد يعود خوفها بأى لحظة

ولكن مهما حاولت لم تستطع، فقررت ان تنهض لتجد اروجانز، ارادت ان تعلم بما اخبره الكاهن الاكبر
ذهبت الى الحمام وبدلت ملابسها المليئة بالدماء، لم ترد ان تفكر بشئ الان، لذلك بدئت بالغناء وكلما بدئت تفكر فى شئ ترفع صوتها اكثر بالغناء الى ان سمعت صوت دقات عنيفة على باب حمامها وصوت اروجانز الخائف يصرخ عليها "سولى ماذا هناك سولى، هل انتى بخير، ماذا بكى"
اُحبِطت سولى للحظة "انا فقط اغنى" اجابته بصوت مرتفع محاولة ان تتصنع الثقة بالنفس
بعد عدة دقائف من الصمت الذى يشوبه صوت الماء المتدفق من حمام سولى، اجابها اروجانز بصوته المعتاد "انا اسف، سأنتظرك بالخارج"، اسرعت وخرجت . . وجدته يجلس بجانب النافذة محدقا للخارج
"هل ظننت ان غنائى صراخ؟" سالته سولى بمجرد ان التفت
"لا انا فقط اصبحتُ قلق ومذعور اغلب الوقت مؤخرا" قال اروجانز مبتسما، محاولا الا يضايقها
اخبرها انها كانت نائمة لمدة يومين ثم اخذ يخبرها تفاصيل الحوار الذى دار بينه وبين الكاهن، متحاشيا اخبارها بأن انارهى قد تكون تتلاعب بهم جميعا، ومتحاشيا اخبارها نهاية حديثهما، فهو لم يكن مستعدا لمواجهة مشاعره والاعتراف بأنه يحبها، ولم يكن ليخبرها انها قد تموت محاولة انقاذ هذا الكون

كان عقله وقلبه ممزقين بين الافصاح عن مشاعره فربما قد تموت قبل ان يخبرها، او ان يتعامل مع تلك المشاعر بمفرده فقد لا ترغب به بعد ان كان بغيضا معها ومن قد يرغب به بعد ما فعله . . هكذا اعتقد
بعد ان استمعت سولى له، شعرت وكأن عقلها بدء يفكر بكل كلمة، استلقت على السرير ثم قالت "لما قد اجد شيطانا بداخلى، لما قد يتواجد شئ مثل تلك الانارهى بعقلى" سألت ولكنها لم تنتظر اجابة، نهضت سريعا وقالت "هل تعتقد انها تتلاعب بنا؟" اتسعت عينا اروجانز بدهشة لسرعة ادراكها
"اعتقد انك قد شككت نظرا لتعابير وجهك" قال سولى
"لا احد يعلم يا سولى، لا يمكننا ان نعلم ذلك، ان الكاهن يقوم ببعض الابحاث والقراءه فربما يجد شئ"
"هل تعلم يا اروجانز، بعالمى عندما ندخل احدى المنازل المهجورة، او المبانى القديمة ونجد نجوم مرسومة على الارض، نعلم انه تم استدعاء احدى الشياطين فى هذا المكان، او ان احدهم قام بطقوس غير قانونية وغير طبيعية بهذا المكان، وفى اغلب الاحيان لا يستطيع احد ان يمكث بذلك المكان سواء كان معبد او شقة او ايا يكن، فهل سنطلب من احدى الشياطين ان يرفع تلك اللعنة؟"
لم يفكر اروجانز كثيرا فقال "ماذا بذلك، قد يساعدنا احدى الشياطين بأنهاء اللعنة"
رفعت سولى حاجبيها بدهشة وقالت "قل ذلك مجددا وستضمن كرسيا بجانب ادولف هتلر وجوزيف ستالين"
ضحك اروجانز وقال "انا فقط لا اعلم، كل الاحتمالات موضوعة على الطاولة، ولا اى شئ ليؤيد او يعارض، لذلك لننتظر الكاهن فقط"
اومأت سولى برأسها، فهو محق، ولكن كان هناك ذلك الاحساس بقلبها ان شئ سئ سيحدث، ربما يكون الاسوء على الاطلاق، مهما حاولت لم تستطع ابعاد ذلك الشعور، ربما الافضل تجاهله . . هكذا فكرت
"ماذا كنت لتختار يا اروجانز لو كنت مكانى؟" سألته سولى وهى تفكر بما قالته انارهى
"ماذا تقصدين؟" سألها اروجانز
"ان كان لديك الاختيار بين ان تنقذ عالمك، عالماً انه قلة قليلة فقط منهُ هم الاخيار اما الباقية ففاسدون، او ان تعيش بلا كوابيس، ان تنعم بنوم هادئ، ايهما ستختار؟"
ارتعب اروجانز لما قالته سولى فهو يعرف حق المعرفة ان اى احدا مكانها كان ليختار نفسه "سأنقذ عالمى" قال اروجانز مترددا
ضحكت سولى وقالت "اروجانز انت منافق، كلنا بشر والبشر لا تفكر سوى بنفسها، انت فقط تظن انك ستختار هذا، ولكن اذا كنت مكانى حقا، لن يكون هذا اختيارك"

Solyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن