الفصل الرابع عشر - اتحبها . . ؟

185 12 5
                                    

كان العالم حولها يدور، كأنها علقت بداخل اعصار . . تدور وتدور منتظرة اللحظة التى يلقى بها الاعصار خارجه
عندما بدئت تشعر ان العالم حولها اصبح هادئ، ببطء فتحت عيناها . . وجدت اروجانز امامها مبتسما، يدها الجريحة بين كفيه، "لقد نجحتى" اخبرها مربتا على يدها
سحبت يدها واستلقت على الارض، كان الالم فى رأسها شديدا، وكأن اكليلا من الاشواك يزين رأسها واشواكه تنغرز بداخل جمجمتها
"كم مضى من الوقت" سألت سولى وهى تضع يدها فوق عينيها، لم تتحمل الضوء رغم انه خافت
نظر اروجانز الى ساعته واتسعت عيناه "اثنى عشر ساعة" قال غير مصدق، نهضت سولى متفاجئة فلم تتوقع ان يمر سوى ساعة على اقل تقدير ولكن سرعان ما هاجمها الالم فى رأسها، فبتأنى استلقت مجددا على الارض
"اذهب الان، استدعى الكاهن الاكبر واخبره" قالت سولى وهى ترجع يدها فوق عيناها، كان التفكير يؤلمها ولكن لم تستطع ابعاد فكرة انها اذا دخلت فى تلك الحالة مرة اخرى فلن تستطع الخروج، فستبقى فى ما يشبه الغيبوبة فى العالم الواقع، ولكنها علقت امالها على الكاهن الاكبر، فربما يعرف شئ، اى شئ مفيد
"ايفان" صرخ اروجانز على رئيس الخدم، فجاء مسرعا
كان ايفان يدعى ايفاندروس، ولكن على ما يبدوا كان الاسم طويلا بالنسبة لأروجانز، كان ايفاندروس مثله مثل الخدم، نفس الرداء الاسود الموحد، نفس المهام نفس كل شئ، حتى شكله لم يكن مميزا الى تلك الدرجة، ولكن كان ارجانز يفضله فكان اول من يناديه اذا احتاج شيء
"اهتم بجراحها، وخذها الى غرفتها الى ان استدعى الكاهن" قال اروجانز وخرج من الغرفة مسرعا
ارادت ان تهرع الى عرفتها وان تدفن وجهها بوسادتها وان تستغرق بنوم عميق لم يكن ليستطع احد ان يوقظها منه، ولكنها كانت خائفة . . .
لم تنظر سولى لايفان، فقط شعرت به يضع سائل ما على يدها جعلها تتألم بشده
رغم انها تكره الالم، ولكنها كانت شاكره لألام يدها، فلبرهة لم تؤلمها رأسها، وكأن الالم الذى تشعر به فى رأسها وجسدها قد تمركز بيدها

"ستقتلك الكوابيس ان لم تختارى محوها" سمعت سولى احدا يقول ولكن لم يكن صوت ايفان فهى تعرف صوته، كان ذلك صوت انارهى البغيض
ازالت يدها ببطء من على وجهها، ورأت ايفان يضمد يدها، فقط وجهه، كان وجه انارهى المشوه الخالى من الاعين "يجب ان تختارى" فتح فمه وهو ينظر لها، فخرج الكلام وكأنه مسجل
"ك . . ك ك . . كيف . . " تلعثمت سولى، شعرت وكأن الخوف قد شل لسانها
ابتسمت انارهى فدب الخوف بقلب سولى، زحفت بعيدا عنه، ولكن ايفان كان يقترب منها، لم تشعر بقدماها ولم تستطع الوقوف، لم يتبق لها سوى الصراخ فأطلقت العنان لصوتها
جاء اروجانز مسرعا، وجد سولى فى احد الاركان تصرخ وتبكى وهى تخبئ وجهها بين يديها، وايفان يبعد عنها عدة اقدام يحاول ان يهدئها ويتحدث لها
ركض اليها واحتضنها "ماذا حدث بحق السماء" صرخ اروجانز على ايفان منتظرا تفسيرا لما يحدث
"سيدى، كنت اقول لها ان تخبرنى اذا اشتد الم يدها، ولكنها بدئت بالصراخ" قال ايفان وهو يشعر بالحيرة
نظر اروجانز الى سولى، كانت ممسكة رأسها بكلتا يداها وتصرخ "ابتعدى عنى، ابتعدى"
اخذ اروجانز يربت على رأسها املاً ان تهدأ، ولكنها كانت تصرخ اكثر، بدئت تناديه وتستنجد به "اروجانز اين انت بحق السماء انقذنى منها اخبرها ان تبتعد اخبرها اى شئ ارجوك" كانت تتحدث بين دموعها وتصرخ بأسمه
شعر اروجانز وكأن قلبه يتمزق الى اشلاء، لم يكن بيده حيله، ليس هناك ما يفعله لكى يهدئها
بدء يحدثها على امل ان تهدء، ولكن لم يجدى شئ
بقيت سولى تصرخ وتبكى الى ان وصل الكاهن الاكبر، تلك المرة معه اربع كهنة اخرين، بسرعة كانوا قد التفوا حول اروجانز وسولى وبدوا بترتيل الصلوات
فى النهاية تمكنوا من تهدئتها، ولكن اروجانز كان بحالة يرثى لها، عيناه دامعتان وشعره غير مرتب، الدماء تلوث ملابسه وتقطر من يده
طلب منه الكاهن ان يبدل ملابسه قبل ان يجتمع مع، ولكن اروجانز رفض، وبدء يخبر الكاهن بما حدث لم يترك اى تفاصيل فحرص على اطلاعه بكل شئ
"هل تعلم اى معبد مدنس قصدت انارهى" سأل الكاهن اروجانز، فهز رأسه بالنفى
"لقد قصدت المعبد الذى تم التضحية بوالديك به"
لم يعلق اروجانز على ذلك، فبعقله العديد من الاسألة التى يجب ان يسألها
"هل تعرف من هى انارهى تلك" سأل اروجانز الكاهن
"بالطبع، ان لها تاريخ حافل" قال الكاهن متنهدا ثم اكمل "انها ربة الفوضى، جعل الناس منها ربه ولكنها لا شئ سوى شيطان صغير يحب ان يتلاعب بالبشر، قديما كانت تستخدم الاعيبها فتنشأ الحروب ويقتل الناس بعضهم بعض، كانت تظهر للناس بهيئتها تلك التى وصفتها يا اروجانز، لذلك بدء الناس بعبادتها معتقدين انها ستكف الاذى عنهم ان قدموا لها الصلوات والقرابين، وتخيل ماذا حدث، لقد تركتهم وشأنهم حقا، سئمت منهم لأنهم عرفوا انها سبب كل الاذى، وكل شئ سئ يحدث يقولون ان شاوز فعلته، لذلك تركت البشر فلم يعودوا مسليين بالنسبة لها"
عم الصمت لعدة دقائق كان الكاهن واروجانز يفكران بما يحدث وكل منهما يعلم ان الاخر يفكر بنفسى السؤال، كيف سترشدهم انارهى، ربة الفوضى، الى ازالة اللعنة؟
"هل . .هل ستكون سولى بخير؟" سأل اروجانز الكاهن
ابتسم الكاهن وقال "اتمنى ذلك يا اروجانز، قد اكذب عليك ان اخبرتك انها ستكون بخير، او انها قد تنجوا من ذلك، فهى لن تستطيع النوم مجددا ولن . ."
"الا يمكن ان نخدرها فقط؟؟" قال اروجانز منفعلا مقاطعا حديث الكاهن
"اترغب بحبسها فى كوابيسها يا اروجانز؟، على الاقل هى تستطيع ان تستيقظ ان اشتد الرعب عليها، نخدرها . . فلن تستيقظ، قد تموت من الرعب ويتوقف قلبها بسبب ما تراه فى تلك الكوابيس"
شعر اروجانز باليأس، وقد ظهر ذلك على وجهه "اتحبها؟" سأله الكاهن بصوته الهادئ
شعر الكاهن وكأن اروجانز على وشك البكاء، عيناه اصبحت بلورية تملؤها الدموع "انا لا اعلم، انا حقا حقا لا اعلم، كل ما اعرفه هو انها تمزق قلبى، تمزق قلبى ببكائها، حين اراها تتألم اتألم، حين تصرخ اشعر وكأن قلبى يتم اقتلاعه من مكانه، كونها تستيقظ من نومها كل عشر دقائق وهى تصرخ . . تؤلمنى، تؤلمنى حد الموت. عندما كانت منهارة على الارض منذ قليل، كانت تصرخ بأسمى وتستنجدنى ولم يكن هناك شئ افعله لأساعدها، اتعلم بما شعرت؟؟ تمنيت لو استطيع ان اخذ جزء من ألام الذى تشعر به لأخفف عنها ولو قليلا. انا لا اعلم ان كنت احبها، انا فقط اريدها ان تتحسن، ان تستطيع النوم، ان تبتسم بوجهى وتتحدث معى مثلما تفعل عادتا، هذا كل ما اريد" انهى اروجانز حديثه والدموع تتساقط من عينيه . . . .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

كان مفروض الشابتر ينزل بدرى عن كدة، ولكن كان للفاينل والميد تيرم رأى اخر، بكرة هنزل شابتر تانى انشاء الله 🤍🤍

Solyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن