الفصل الثامن والعشرون والأخير

60 4 2
                                    

الفصل الثامن والعشرون والأخير

صدمتنا احيانا تدفعنا الي الصراخ.. العويل.. البكاء... ولكن اشدها حينما نصمت.. لا نقدر على أن نبوح بمشاعرنا... تعبت روحنا من الامها... لما يقولون ان الألم يقل بتتابعه علينا فنعتاد عليه... بل تزداد اوجاعنا بتكرار الألم

صغيره على كل ما هي فيه... أخذوا كل شئ منها ابيها... امنها... شبابها... والان حبيبها... كانت تجلس منهكه ف احد أركان المشفى ثيابها ملطخه بدمائه... تتمسك بقميصه الذي ازاحه الطبيب عن جسده حتى يشرع ف إجراء الفحوصات له... بينما تقف العائله اجمع حولها... لا يتكلم احد بل فقط صوت بكاء مرتفع... شعرت بحركات منديل على يدها رفعت وجهها لتجد ناديه تزيح الدماء من على يدها تبكي هي الأخرى... لا تعلم اتبكي ريان ام تبكي ابيها الراحل لكنها بكت... حاولت اخذ القميص من يدها لكن داليدا تمسكت به تهتف بصوت مبحوح :سبيه يا ناديه مفضليش منه غير دا
اقتربت منها ناديه تحتضنها لتهتف داليدا بألم :انت عارفه كنتي دايما جنبي وانا تعبانه فرحانه موجوعه... كنت دايما بقول معلش يا ديدا عشان مامتك ف دوله تانيه مش قادره تكون معاكي بس حتى وهي معايا ف نفس البلد سيباني... انا كنت يتيمه الام طول عمري وانا مش حاسه
ناديه بحنان :والله طول عمري بعتبرك بنتي واختي وصاحبتي... انت غاليه عندي زي تيم
داليدا ببكاء :تعبانه اوي يا ناديه... كان زعلان مني وماشي من البيت بسببي انا السبب
ناديه :دا امر ربنا... إن شاء الله هيبقى كويس

بينما على بعض خطوات منهم كان يجلس جاسم منكس الرأس يجلس مراد جواره يظهر الحزن على وجه مراد فريان ليس ابن أخيه فقط بل صديقه... ورفيقه ف العمل...تحدث جاسم بشرود :تفتكر ربنا عمل كدا عشان ينتقم مني
نظر له مراد بتعجب ليكمل جاسم :انا كنت خايف... كنت خايف عليكم... خوفت يأذوا حد فيكم...
لم يستطع ان يكمل باقي كلماته ليقترب مراد يحتصنه يهتف :المهم اننا نعمل الصح يا جاسم... شغلنا دا غلط
جاسم ببكاء :خلاص والله هبطل شغل ف السلاح... بس هو يقوم بالسلامه

ف تلك الاثناء ... دلف يوسف ملامحه مجهده كأنه كان يصارع وحشا ما بحث عن اخته بعينيه الا ان وجدها... توجه إليها يهتف بخوف : الحقيني يا داليدا
رفعت داليدا عينها له  لتسمعه يكمل :انا عارف مين اللي عمل كدا ف ريان
حازم بتسأل :مين اللي عمل فيه كدا؟
نظر يوسف حوله بتوتر لا يعلم ايخبرهم ام لا.. ليستمع لصوت ريم تهتف :مين يا يوسف
يوسف بدموع :بابا اللي عمل كدا
مراد بصدمه :اي
وقفت داليدا ع قدمها تهتف به :انت بتقول اي؟
يوسف : انا كنت رايح أقله ع اللي حصل... لقيته بيكلم واحد ف التلفون وبيقله انه نفذ المهمه ع اكمل وجه... وان قتل ريان هيخليكي ترجعي معانا إيطاليا وهو هياخد كل الفلوس
شعرت داليدا بأهتزاز الأرض أسفل قدمها لتستند ع الحائط ليكمل يوسف :انا روحت قولت لماما وهي راحت تواجه حبسها ف الاوضه وانا هربت من البيت... انقذي ماما يا داليدا

بسببك يا أبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن