الفصل الرابع والعشرون

10.9K 304 16
                                    

الفصل الرابع والعشرون






:- ما الذي فعلته ؟؟؟
هتفت شمس بسؤالها الهادر في وجه قمر التي طأطأت رأسها عاجزة عن الرد على سؤال شقيقتها التي تركت العنان لنوبة سعال كي تهز صدرها هزا .. قبل أن تعود لتنظر إليها .. وتقول بصوتها الذي لم يتعافى تماما من المرض :- هل أرسلت لخالد حقا تطالبينه بالطلاق ؟؟؟ هل أنت مجنونة يا قمر ؟؟؟
قالت نورا بغيظ :- هذا صحيح ... ومنذ ذلك الحين الرجل لم يتصل بها أو يأتي لرؤيتها حتى..
أمسكت شمس خصرها بكلتي يديها وهي تقول :- ما الذي كنت تحاولين إثباته بالضبط ؟؟ مدى حبه لك .. مدى تمسكه فيك ؟؟؟ وما الذي يعنيه تجاهله التام لطلبك السخيف هذا إذن ؟؟
رفعت قمر رأسها قائلة بعناد :- لا يعني شيئا .. إنها حرب إرادات بيننا ... هو يظن بأنني سأتراجع عن مطلبي .. وأنني سأعود إليه صاغرة ...
قالت شمس من بين أسنانها :- وأنت تظنين بأنه سيأتي إليك صاغرا ... أنه سيتوسل إليك أن تعودي إليه ... ظننتك تعرفين خالد أديب بعد زواجك به لست سنوات .. ربما هو يحبك ... ربما هو يقدس الأرض التي تمشين عليها ... إلا أنه عنيد كالحجر ومجنون إن وضع شيئا نصب عينيه ... وأنت لا تستطيعين أبدا كسر رأسه يا قمر ... هو خالد أديب بحق الله ..
زفرت بقوة وهي تصارع صداعها الذي يأبى مفارقتها منذ بدأت الانفلونزا التي فاجأتها قبل أيام في منزل آل طويل بالتلاشي عنها .. وقالت :- أغيب لأيام عن البيت لأجدك قد أغرقت نفسك في الفوضى ..
قالت قمر بصوت متشنج :- هي ليست فوضى ... أنا أعرف ما أفعله ..
:- وما الذي تفعلينه بالضبط ؟؟
رفعت قمر رأسها قائلة :- أنهي زواجي بخالد ... أنا لا أستطيع أن أكون زوجته بعد الآن .. وإن لم أتصرف بهذا الشكل .. فإن خالد أبدا لن يسمح لي بالرحيل ...
التفتت شمس نحو نورا قائلة بنزق :- حاولي إدخال بعض التعقل إليها ... ابنتك المفضلة ..... مجنونة .... ستخرب بيتها بسبب نوبة اكتئاب عابرة .. أما أنا ... فسأدخل لأنام عل هذا الصداع الذي يأبى أن يزول يتركني أخيرا ...
قبل أن تتركهما وتدخل إلى غرفتها ... خرج ضياء وهو يقول :- أين بحر ؟؟؟ ألم تعد بعد ؟؟؟
تنهدت نورا وكأنها تشعر بأحمال الدنيا كلها تجثم فوق كتفيها ... وقالت :- ابنة خالتك ستتأخر قليلا اليوم ... إذ لديها عمل ..
التفتت شمس قائلة باهتمام :- إنها تلك الحفلة التي تقيمها آمال الطويل ... صحيح ؟؟؟ لقد عرفت بأنها كانت تخطط لها منذ أسابيع ... من الطبيعي أن ترافقها بحر كي تساعدها في عملها هناك ... توقف عن القلق عليها يا ضياء ... بحر ليست مراهقة .. وتستطيع الاعتناء بنفسها ...
زم فمه بغضب ... وهو يرفع مجلة كان يمسك بها :- إن كان هذا هو نوع اعتنائها بنفسها ... فأنا لا أحبذه إطلاقا ...
التقطت شمس المجلة من يد ضياء .. وحدقت في صورة الغلاف مشدوهة للحظات .. قبل أن تلتفت نحو نورا قائلة من بين أنفاسها :- ما هذا بالضبط ؟؟؟
كان وجه نورا شاحبا وهي تحدق في الصورة ... قبل أن تقول وهو تهز رأسها :- لا أعرف ... كان يفترض بالأمر أن يقتصر على مشاركتها في بعض عروض الأزياء .. وأن تلتقط بعض الصور الدعائية .. لم تتحدث بحر أبدا عن ظهور صورها في المجلات ...
كزت شمس على أسنانها وهي تقول :- وعلى الأرجح هي لم تعرف ... تلك الحقيرة آمال الطويل تفعل ما تريد دون انتظار استشارة الآخرين .. سأريها مكانها فور أن أتحدث إليها تلك الـ ...
أسرعت نورا تقول :- شمس .... تذكري أنها لا تعرف بصلة القرابة بينك وبين بحر ... انتظري عودة بحر على الأقل وافهمي منها ما حدث ... وبعدها سنتصرف ...
قال ضياء بغيظ :- أنا لن أنتظر عودتها ... أنا ذاهب لإحضارها بنفسي ... لقد تأخر الوقت ... وما من ابنة عائلة محترمة تعود وحدها في هذا الوقت ..
فتحت شمس فمها لتعارضه ... إلا أن نورا أسرعت لتمسك بذراعها مانعة إياها وهي تقول :- اذهب يا ضياء ... فقط احرص على ألا تحرجها ... أتفهمني ؟؟؟
زم فمه دون أن يقول شيئا ... إلا أن عينيه الشبيهتين بعيني شقيقتيه ... كانتا عاصفتين تماما بالمشاعر وهو يرتدي فردتي حذائه ويغادر ...
تمتمت قمر من مكانها :- أنت تعرفين بأنه يزداد تعلقا ببحر يوما بعد يوم يا نورا ...
قلت نورا بصلابة :- هو ما عاد صغيرا ... في اليوم الذي سيؤمن فيه بأن بحر لا تفكر به إلا كشقيق ... سيتقبل الأمر كرجل حقيقي ... خوفي عليه وعلى مشاعره .. أبدا لن يدفعني لمنعه من ممارسة دوره كرجل المنزل ... إن أراد أن يطمئن على عودة ابنة خالته سالمة إلى البيت .. فأنا لن أمنعه ... هي ابنتي أيضا ...
التفتت نحو شمس الواجمة وقالت :- أنا متأكدة أن في الأمر خطأ ما ... بحر لن ترغب أبدا بأن تظهر صورها في المجلات .. ليس وتاريخ والدتها مازال يجلدها بسياطه حتى الآن ... سننتظر عودتها .. ثم نفهم منها ما حدث ...
نقلت شمس نظراتها بين كل من نورا وقمر ... قبل أن تتمتم بإرهاق :- إلى أين تذهب هذه العائلة ؟؟
ثم التفتت ... واختفت خلف باب غرفتها ...








عن الحكيم إذا هوى(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن