الفصل الحادي عشر
زفاف العصر
:- أين تراك شاردا يا ابن خالتي ..
وضعت بحر قدح الشوكولاتة الساخنة فوق مائدة الطعام المستديرة والتي احتلت جزءا غير يسير من الصالة .. أمام كومة الأوراق والملزمات التي كان ضياء يدرس فيها استعدادا لامتحانه في الغد ..
انفرجت أساريره عندما داعبت رائحة الشوكولاتة أنفه ورفع رأسه إليها وهو يقول :- هل سبق وأخبرتك بأنك ابنة خالتي المفضلة ؟؟
قالت ضاحكة :- أيها المخادع .. أنا ابنة خالتك الوحيدة .. مما يعني بأن تزلفك هذا غير مجدي على الإطلاق .
عبس وهو يقول :- حسنا ... فعليا .. أنت لست ابنة خالتي الوحيدة .. شمس وقمر ابنتي خالتي أيضا كما تعلمين .. إلا أنهما أختي أيضا .. ولا أعرف إن كان هذا يجعلهما محسوبتين أم لا ..
هزت رأسها وهي تقول :0 لقد أصبتني بالصداع ... من الأفضل أن نتابع الدراسة ... أنت لامتحانك في الغد .. وأنا لامتحاني في الأسبوع القادم ..
كانت قد أعدت لنفسها هي الأخرى قدحا من الشوكولاتة الساخنة وضعته أمام أوراقها المكومة على الجانب الآخر من الطاولة .. عندما جلست .. وبدأت بمتابعة الدراسة ... لاحظت بأن ضياء قد عاد إلى شروده من جديد .. فرفعت رأسها قائلة :- حسنا ... ما الذي يشغل عقلك يا ضياء ؟؟
كانت الخالة نورا قد نزلت إلى السوق انشغالا بالتحضيرات اللازمة للزفاف المنظر بعد أيام .. الزفاف الذي يعرف كل أفراد عائلتي العروسين مدى زيفه .. مجرد استعراض يهدف إلى خداع جمهور جائع إلى الغيبة والنميمة .. بينما غابت شمس في متجرها كالعادة .. حيث باتت تتأخر كل مساء في عملها في مشغلها هناك .. في حين انعزل كل من ضياء وبحر في البيت كي يدرسا ..
زفر بقوة دون أن يحاول التظاهر بأن شيئا لا يزعجه .. وقال :- ماذا تظنين ؟؟ أنا لا أصدق بأن شمس تتزوج بذلك الرجل .. فقط لو تسمح لي بأن أذهب إليه وأشبعه ضربا .. هذا هو نوع الانتقام الذي يستحقه رجل مثله .. لا أن تتزوج به ..
قال العبارة الأخيرة باشمئزاز وغضب وكأنه يبصق .. منحته لحظات حتى يهدأ قليلا قبل أن تقول بهدوء :- ألديك شك بأنها تعرف جيدا ما تفعله ؟؟ أنت تعرف شمس .. وتعرف بأنها ليست سهلة .. وأنها لن تسمح لذلك الرجل بأن يؤذيها مجددا .. أقل ما نستطيع فعله لها هو أن نقف إلى جانبها .. ونمنحها ثقتنا ..
قال باستنكار :- هل يفترض بي أن أكبت رفضي لهذا الزواج .. بل أن أحضر حفل الزفاف المزيف المقام بعد أيام .. والتظاهر بأنني شقيق العروس السعيد ؟؟؟
صمتت دون أن تعلق .. إذ أنها ستنتظر حتى يوم الزفاف لتخبر خالتها بأنها لن ترافقهم .. وبأنها ستظل في البيت مستخدمة امتحانها كعذر ..
رجفة خفيفة اعترتها وهي تتذكر وجه لقمان الطويل ... قوي .. غامض .. مظلم .. ووسيم بتلك الطريقة البعيدة تماما عن وسامة ممثلي السينما .. لقد كانت وسامة فهد قاتل .. كانت مخيفة بقدر ما كانت جاذبة ..
لا ... هي لن ترغب أبدا برؤية لقمان الطويل مجددا ... كما لن ترغب بأن يعرف بعلاقتها بشمس .. إذ أن هذا لن يزيد الأمور إلا تعقيدا لابنة خالتها .. ولها .. إن أرادت حقا تلك الوظيفة التي وعدها بها ..
تمتمت وهي تعيد دفن أنظارها في أوراقها :- لا نملك جميعا إلا أن نراقب .. وننتظر يا ضياء .. ما من سبيل آخر مع شمس وأنت تعرف هذا ...
وكانت هذه هي الحقيقة ... فلم يعلق ..
أنت تقرأ
عن الحكيم إذا هوى(مكتملة)
Romantizmرواية بقلم المبدعة blue me الجزء الأول من سلسلة في الغرام قصاصا حقوق الملكية محفوظة للمبدعة blue me