الفصل الثاني عشر(عريس ميت حي)

11.6K 282 7
                                    

الفصل الثاني عشر

عريس ميت حي


:- لو أن ظروف هذا الزواج طبيعية ... لقضيت أنا وريان هذه الليلة في منزل لقمان .. وبما أنه ليس كذلك ولن يكون أبدا .. فأظننا سنبدأ منذ الآن الاعتياد على وجود ضيفة غير مرغوب بها معنا في المنزل ..
لم تظهر شمس أي ردة فعل على كلمات آمال الطويل وهي تنظر حولها في أنحاء ردهة المنزل الواسعة .. فور دخولها المنزل برفقة أكرم .. بعد رحلة صامتة في السيارة من صالة الاحتفال وحتى المنزل .. كان قد اختفى في مكان ما متمتما بشيء عن مكالمة هاتفية .. بينما ألقت السيدة آمال بكلماتها المسمومة هذه قبل أن تنسحب تاركة شمس وحدها .. في حين تململ ريان في وقفته وهو يتحاشى النظر إليها .. وجهه يبدو شاحبا .. إنما متوردا أيضا في مزيج من الإرهاق والحرج .. قالت بهدوء :- ريان .. إن كان لديك ما تقوله فانطق به رجاءً ..
تنهد وهو يقول :- أنا آسف يا شمس ...
قطبت قائلة :- عم تعتذر بالضبط ...
:- لأنني كنت السبب غير المباشر في تورطك في هذه الفوضى من جديد ..
تنهدت وهي ترى الذنب مرتسما على وجهه الوسيم .. منذ المرة الأولى التي التقت فيها شمس بريان قبل أربع سنوات .. اتفقا وكأنهما قد عرفا بعضهما طوال حياتيهما .. لقد كان دائما حليفها الأكبر .. الشخص الوحيد الذي تفهم حبها هي وأركان .. والذي شجعه إلى حد إصراره على أن يكون شاهدا على زواجهما ..
بعد طلاق كل من شمس وأكرم .. احترم ريان رغبة شمس في انتزاع كل ما ارتبط بماضيها مع أكرم وحجبه عن حياتها فلم يحاول أبدا الذهاب إليها أو السؤال عنها .. حتى التقيا صدفة قبل أسابيع ..
هزت كتفيها قائلة :- أنت محق ... إذ أنك من جعل الشرطة تشك بتورطك في قضية قتل بعد أن وجدت طريقة ملتوية أدعوك بسببها لقضاء الليلة في متجري ... كي نصل بالضبط إلى هذه النقطة ...
قال مصرا على رأيه :- أنت تعرفين ما أعنيه ... أنا كنت سببا بتورطك مع أكرم مجددا ..
أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول :- ألم تفكر بأنك ربما منحتني الفرصة التي كنت أنتظرها منذ سنوات بما حدث ؟؟
ارتسم القلق على وجهه وهو يقول :- شمس .. لا تقولي بأنك تطمعين في استعادة أكرم .. وأن هذا هو الهدف الرئيسي من كل هذه المسرحية ...
أطلقت ضحكة ساخرة وهي تقول :- أرجوك ... ريان ... هل عهدتني قط بهذا الغباء ؟؟ أنا لن أرغب بأكرم الطويل ولو جاء إلي زاحفا يتوسلني أن أصفح عنه ...
:- لماذا تفعلين هذا إذن ؟؟
هزت كتفيها مرة أخرى وهي تقول باقتضاب :- أنا لدي أسبابي ..
ثم التوى فمها بسخرية وهي تقول :- لا تقلق ... أنا لن أؤذي شقيقك الحبيب .. لن أنهشه بمخالبي كما كان يبدو على كل من والديك وشقيقك لأكبر أنهم ينتظرون مني أن أفعله طوال الحفل ..
صمت ريان للحظات ثم قال :- ليس هو من أخاف عليه من الأذى ؟؟
:- أنت تستخف بي لو ظننت أن نجاحه في إيذائي بهذه السهولة ..
:- أنا لا أقصد هذا النوع من الأذى يا شمس .. أنا أعرف بأن أكرم لن يحاول أبدا أن يؤذيك بشكل مباشر .. كل ما في الأمر أنه ... حسنا ... أنت تذكرين كيف كان الأمر بينكما قبل أربع سنوات ... بعكسه هو ..










عن الحكيم إذا هوى(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن