الفصل السادس عشر

429 20 3
                                    

الفصل السادس عشر
•• إنها لُعبة ... ••

يالها من حياة ، تتمنى فقط مرور الوقت الذى أصبح طويلًا مملًا باردًا ، ويكون ذلك هو أقصى أحلامك ....

بيت الحاج سعيد ...
جلست هيام بملل وضيق تحاول فقط قضاء بقية الوقت المتبقى من هذا اليوم متأملة حلول الليل الطويل لتخلد إلى النوم بإنتظار قدوم الصباح لبدأ يوم جديد .....

حاولت إشغال باقى يومها بعدة أشياء كلها ليست ذات قيمه حتى لا تفكر بأى شئ يمكن أن يُشعرها بما تفقده وتتمناه فليس لها حيلة بذلك ...

على النقيض تمامًا وصلت سميرة للتو بعد حماسها لإجراء تلك التجربة مع أمير لتشعر بالبهجة لمشاركته هذا الأمر ...

دلفت نحو غرفة المعيشة بروح الدعابة الشقيه التى تمتلكها لتجد والديها وأختها هبه يتابعون إحدى حلقات أحد المسلسلات التى تعرض بهذا الوقت ...
سميرة: السلام عليكم ... شكلكوا إتغديتوا وسيبتونى صح ...؟؟؟!

أجابتها والدتها وهى تشير نحو غرفة هيام ...
ام هيام: إحنا إتغدينا عشان معاد الدوا بتاع أبوكِ ... بس إتغدى إنتِ وهيام بقى ...

إتسعت عينا سميرة الواسعتين بتفاجئ لعودة هيام مبكرًا اليوم ...
سميرة  : هيام ...!!! هى جت ....؟!

لوحت هبه بكفها بالهواء وهى تتابع الحلقة بإهتمام دون أن تنحى عيناها عن شاشة التلفاز ...
هبه: من بدرررى ..

سميرة : غريبة ... إيه إللى رجعها بدرى النهاردة هى عيانه ولا إيه .... ؟!!

مصمصت والدتها شفتيها بإشفاق قبل أن تردف قائله ...
ام هيام: مش عارفة يا بنتى شكلها متضايق ... حاولت أسألها كالعادة بتقولى مفيش حاجة ..... ابقى شوفيها مالها هى بتحب تتكلم معاكِ ...

سميرة : ماشى حـ أشوفها ..

إنتبه الحاج سعيد لحديثهم ليردف قائلًا ببعض السعادة يُبلغهم فحوى مكالمة السمسار له منذ قليل ...
الحاج سعيد: و ابقى قوليلها يا بنتى أن خلاص الراجل أجر المخزن من أول الشهر إللى جاى ... أصلها  لسه متعرفش ....

ضغطت على حقيبتها التى مازالت معلقة بذراعها إستعدادًا للركض قائله بسعادة وهى تتوجه نحو غرفه هيام ...
سميرة : بجد ... الحمد لله .. أما أروح أفرحها ...

تركتهم سميرة مسرعة نحو غرفة أختها بينما نظر الحاج سعيد إلى زوجته نظرة فهمتها على الفور تعنى أنه آن الأوان أن ترتاح هذه الفتاة من حِملها الثقيل ومسئولياتها تجاههم ..

فحتى لو كان المال الذى سيتلقاه الحاج سعيد قليل إلا أنه سيكون مبلغ كافى لهم ومستمر بإذن الله ليخفف الحمل عن كاهلها الذى أُثقل للغاية خلال تلك السنوات الطوال ...

طلت سميرة من خلف باب الغرفة تطرقه بدقاتها المميزة ...
سميرة: قاعد لوحدك ليه يا جميل ... ياجميل .... ياجميل ....

روايه لحظات منسيه بقلم (قوت القلوب) Rasha Romia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن