الفصل العشرون

396 17 2
                                    

الفصل العشرون
•• المستشفى ... ••

هو ذلك الجدار الصلب الذى أستندُ عليه ، إنه تلك الأعمدة والركائز التى تشد عضدنا فلا نهوى ، إنه أبى ....

لاحظ كرم تحول وجه الحاج سعيد الشاحب إلى اللون الأزرق وبدأت أنفاسه تتقطع بألم ...
كرم بفزع: عمى .. إنتَ كويس ...؟!

لم يستطع الحاج سعيد تحمل الألم لأكثر من ذلك ليطلُب من كرم المساعدة وهو يهوى بإرتخاء فوق المقعد ...
الحاج سعيد: إلحقنى ... يا كرم يا إبنى ... قولهم يجيبولى .... الدواء .... من جوه ...

إنتفض كرم من مكانه متلفتًا فى كل الإتجاهات فهو لا يدرى إلى أين يذهب ليعلى من صوته مناديًا ....

كرم: يااا .... طنط ... يا سميرة .... أى حد ...!!!

خرجن جميعًا بإندهاش لندائه عليهن الذى أثار إستغرابهم الشديد ...
ام هيام: خير يا إبنى ... إيه إللى حصل ..؟!!

كرم بإضطراب : عمى تعبان أوى وعاوز الدواء بتاعه ...!!

ام هيام بفزع: سعيد ..!!! إجرى يا سميرة هاتى الدواء ...

هرولت والدة هيام نحو الصالون لتجد زوجها ممسكًا بصدره بتألم شديد ووجهه إمتقع للون الأزرق يحاول إخراج الكلمات من فمه دون إستطاعة ....
ام هيام: سعيد ... سعيد .. رد عليا يا سعيد ... رد عليا بالله عليك ...

إلتف كرم وأخوات هيام حولهم فى حزن شديد ...
هبه: مالك يا بابا ....

سميره: الدواء .... أهو .... إديله الدواء يا ماما ...

أمسكت والدة هيام بعُلبة الدواء لكنه كان قد فقد الوعى ملقى بإرتخاء فوق المقعد ، ضاقت عينا كرم بإمتعاض مستنكرًا ما يفعلونه ...
كرم: إيه إللى إنتوا بتعملوه دة ... وسعوا للهواء شوية كدة وحد يتصل بالإسعاف فورًا ...

إتصلت سميرة بالإسعاف بينما حاول كرم جس نبض الحاج سعيد وإعطائه مساحة للتنفس ..

=====

هيام ....
إنتهت من جولتها اليومية بعملها الإضافى بالدروس الخصوصية متجهة بإرهاق نحو المنزل ...
لم تكن تدرى أن أبيها قد وافق على زواجها من كرم ، كما أنها لا تعلم بالموعد المحدد اليوم بينهم ...

قُبض قلبها عند إقترابها من البيت لتجد سيارة الإسعاف منتظره بالقرب من البيت والأجواء لا تخلو من تلك الصافرة محطمة الأعصاب لتَدُل على إصابة أحدهم بمكروه ما ...

سَبَقْت عيناها خطواتها لمعرفة من المصاب فى خِيفة وتوجس ، صدمها رؤيه والدها يحمله إثنان من المسعفين بإتجاه سيارة الإسعاف يتحرك إلى جوارهم كرم بقلق شديد ، تلحقهم والدتها وأخواتها ببكاء وصراخ مكتوم ...

إهتزت من داخلها وتشدقت عيناها بفزع فتظاهرها بالقوة يتلاشى الآن فهو سندها وأمانها ....

روايه لحظات منسيه بقلم (قوت القلوب) Rasha Romia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن