الفصل السادس والعشرون

381 14 0
                                    

الفصل السادس والعشرون
•• المتاهة .... ••


هل ندرك يومًا ما نفعله أم إننا نسير فى متاهة نتخبط فيها دون أن نصل لبر الأمان ...

المعمل ....
أخذت سميرة تُقلب فى الأوراق و الملفات على مكتبها بملل لتقف فجأة وهى تُعدِل من ملابسها ...
سميرة: أنا داخله لأستاذ أشرف ..

نظرت نحوها عبير بتفحص لتجهمها الغير معتاد ...
عبير: خير ... مالك وشك مقلوب ليه من بدرى ...؟؟!

بتهرب أخذت سميرة تبحث عن عُذر لضيقها المبالغ فيه ...
سميرة: ولا مقلوب ولا حاجة .. بس عايزة آخد إذن بدرى النهاردة ورايا مشاوير كتير ...

عَقدت عبير ذراعيها أمام صدرها تتطلع نحو سميرة بنظرة كاشفة ...
عبير: مشاوير برضه ولا عشان باشمهندس أمير مجاش النهاردة ...؟!!

أدركت عبير ما بها ، وصرَحَت به لتلتفت سميرة نحوها بتشتت ...
سميرة: دة عُمره ما غاب ... من يوم ما جيت الشغل وهو دايمًا موجود .. حتى يوم ما راح عشان البحث جه بعدها على طول ...

عبير : الغايب حجته معاه ... مش يمكن تعبان ولا حاجة ...؟!

سميرة بقلق: تفتكرى ...؟؟!!

ثم راودتها أفكار فى مخيلتها عن مكوثه بالبيت بمفرده وهو مريض ويعانى ، إنتابها إحساس بالشفقة على حاله لكن ليس بيدها حيلة ...
سميرة: أنا داخله أستأذن من أستاذ أشرف عشان أمشى وخلاص ...

دلفت لداخل المعمل لتجد أشرف يتابع أحد الأجهزة فإنتظرت لحين إنتهائه لتتحدث معه ...
أشرف : خير يا آنسه سميرة ...؟!!

سميره: لو سمحت عايزة أستأذن النهاردة بدرى شوية لو ممكن ..؟!

اشرف: مفيش مشكلة ... النهاردة مفيش ضغط شغل ولا حاجة ...

سميره: شكرًا يا أستاذ أشرف ...

كادت أن تنصرف حين عادت لتسأله مرة أخرى بإرتباك ...
سميرة: هو ااا ... باشمهندس أمير ... مجاش ليه النهاردة .. هو تعبان ولا حاجة ...؟؟!

لم ينتبه لتلك النبرة القَلِقه بصوتها ليجيبها بإنشغال لما يقوم به من فحص ...
اشرف: لا أبدًا ... هو كلمنى وقالى وراه شوية شُغل ومش جاى المعمل النهاردة ...

أومأت سميرة رأسها بتفهم ثم إنصرفت وقد جالت برأسها عِدة أفكار كلها تدور حول أمير وخطيبته السابقة ..
سميره : "يكون راح يقابلها ويصالحها علشان إلى حصل إمبارح !!!!! ... ولا يمكن هى إللى كلمته ... ما هى واحدة زى دى باين عليها مش سهلة ... وهو ميتسابش ... بقى كدة ... لا لا ... اللهم إغزيك يا شيطان .. إيه إللى أنا بفكر فيه بس دة ..."

كانت تتحرك بخطواتها دون وعى ليقطع صوت عبير الخشن تخيلاتها المضطربة ...
عبير : إيييه ... أخدتى الأذن ولا إيه ما تردى عليا ....؟!!

روايه لحظات منسيه بقلم (قوت القلوب) Rasha Romia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن