الفصل الخامس والعشرون

386 17 1
                                    

الفصل الخامس والعشرون
•• لقد فعلتها ....••


بين الأمَانّى وتحقيقها ما هى إلا خطوة واحدة ، لقد إقتربت كثيرًا ، إقتربت إلى حَد كاد يدهشنى ولم أستَعب بعد تلك السعادة التي سأصلُ إليها ...

بأحدى الكافيتريات ....
جلست تُحرك ساقيها بغضب وهى تنفث دخان سجارتها بضيق فتلك أول مرة يعاملها أحد بهذه الصورة الوقحة ...
ميادة : أنا ....!! أنا يطردني ويبهدلني قدام الموظفة بتاعته !!! ... أنا ميادة زعزوع يعمل فيا كدة !!! ... بس الغلط مش عليه ... الغلط عليا أنا إنى طاوعتك يا عصام ....

رفع هذا الشاب الثلاثينى هامته بتماسك لتتجلى ملامحه القوية ووجهه العريض لشاب خمرى ذو وجه بيضاوى ولحيه سوداء منمقة بعناية وفم عريض ، رغم ضيقهُ مما فعله أمير إلا أنه حاول أن يُظهِر رد فعل هادئ تمامًا حتى لا يثير تلك المحتدة ليردف برزانة وصوت خشن مميز ...
عصام: معلش بقى يا حبيبتى .. متعمليش فى نفسك كدة ....

مالت رأسها بإستنكار لهدوئه المستفز لها ...
ميادة: أنتَ حـ تعديها كدة بالساهل ... لأ بقولك إيه .. أنت لازم تعلِمُه الأدب ... مش أنا إللى أنطرد بالشكل دة ...

أومأ عصام بخفة ليرضيها ويهدئ من روعها المتشنج منذ عودتها من المعمل ...
عصام: حاضر ... ولا تزعلى نفسك إنتِ بس ... هو فيه جَميل بيزعل كدة ...

ميادة: أيوة أيوة ... إضحك عليا بالشويتين بتوعك دول ...

عصام: وأنا أقدر برضه ...

ميادة: ماشى ... لما نشوف ....

====

بيت الحاج سعيد ....
بعد راحة لليلة كاملة جلس الحاج سعيد بالصالون ينظر نحو زوجته ويعيد النظر مرة أخرى نحو كرم الجالس أمامه يترقب رده بصبر قَلق يملؤه كل شغف وترقب حين أجابه الحاج سعيد .....
الحاج سعيد: بس كدة بدري أوى يا إبنى ...؟!

لم يعتاد كرم على أى رفض مطلقًا بحياته ، فله القدرة على الإقناع بشتى الصور وهو لن يتنازل الآن عن تحقيق حُلمه الذى يسعى إليه ...
كرم: إفهمنى بس يا عمى .. دة كتب كتاب بس ... عشان ألحق أخلص الورق لـ هيام عشان تسافر معايا ...

بتَفكُر للحظات فهو أيضًا يتمنى أن يرتاح ويطمئن على مستقبل إبنته الكبرى ليردف بإيجاب ...
الحاج سعيد : الأمر لله .... خلاص يا إبنى إللى تشوفه يبقى بإذن الله الخميس الجاي نعمل الخطوبة وكتب الكتاب وخلى الفرح قبل معاد السفر على طول ...

كرم: تمام يا عمى ... إللى تشوفه حضرتك ...

طلب الحاج سعيد بإظهار الفرحة بخطبه إبنته طالبًا من زوجته إحضار المشروبات ...
الحاج سعيد: يا أم هيام .. يلا هاتوا لنا الشربات بقى ...

تَذكّر كرم هذا المشروب السعيد الذى أصبح يشبه حياته وما حدث لها منذ مجيئه للقاهرة ...
كرم: الله ... شربات ...!!!

روايه لحظات منسيه بقلم (قوت القلوب) Rasha Romia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن