الفصل السابع والثلاثون

350 19 1
                                    

الفصل السابع والثلاثون
•• كاذب ...••

مازال الليل بمنتصفه ومازالت المواجهة بأولها ، حين وقفت هيام بشموخ تواجه تلك الشقراء التى لا تعلم بعد لما قد جائت بها إلى هذا المكان المقفر ، لكنها لم تهتم لخوفها الذى يسرى بداخلها لتخرج تلك القوية المتمكنة من نفسها ومشاعرها وثباتها ...

المستودع ....
وقفت هيام بتحدى موجهة سؤالها بثقة لهذه الشقراء لكنها لم تتوقع هذه الإجابة على الإطلاق ....
هيام: فلننتهي .. قولي لي ماذا تريدين مني الآن ...؟!

المرأة : بداية أُعرفِك بنفسي ...... أنا كاثرين .... زوجة كرم ...

لحظات عاشت بها كالمغيبة بالتأكيد كل ما تمر به هو حُلم أو كابوس مريع ، تهدجت أنفاسها بقوة وهى تطالع كاثرين بنظرات مصعوقة من دهشة وصدمة حين وصفت هذه السيدة نفسها بأنها زوجة كرم لتضطرب هيام من داخلها فلم تتوقع ولو بخيالها أن لـ كرم زوجة غيرها ...

بل بالعكس تمامًا لم تتخيل أن كرم قد عرف أو كان له علاقة بأى فتاة قبلها ...

بالطبع كما شعرت وكما قال لها ... أنها الأولى والأخيرة بحياته ... فكيف يكون زوجًا لغيرها ...!!!

إضطراب تفكيرها لدقائق بسيطة جعلها مشوشة تمامًا لكنها متيقنة بداخلها أن حُب كرم لها حقيقيًا وليس مصطنعًا أو مزيفًا لقد أحبها بكل ذرة تملأ كيانه لقد أحست بذلك ... ولم يُكذِبها إحساسها من قَبل ..

لتتمالك هيام أعصابها وتبدأ إستعادة ثقتها بنفسها مستكملة حوارها مع هذه الشقراء بثقة ممتزجة بسخرية ...
هيام بثقة: كاذبة ....!!!

رفعت كاثرين حاجبها وهى ترمق هيام الواثقة بنفسها بطرف عينيها قبل أن تجيبها بثقة مماثلة ...
كاثرين: لا ... لست بكاذبة بل هو من كذب عليكِ ... ويجب أن تتيقني من ذلك ....
لقد تزوجنا أنا وكرم منذ أربع سنوات ... وما لا تعرفينه أننا نحب بعضنا البعض كثيرًا ... نحب بعضنا بجنون ... لهذا ولمصلحتك يجب أن تخرجى من حياته الآن .. لنعود إلى حياتنا الطبيعية كزوج وزوجه .. و .....

قطعت كلماتها لوهلة لتستكمل بكلمتها الأخيرة التى أطاحت بكل ثبات لدى هيام حين لفظت كلمة ...
كاثرين : و إبن ...

لم تكاد هيام تفيق من صدمة كلمتها الأولي بأنها زوجته حتى ألقت على مسامعها هذه القنبلة الثانية أن لهما طفل ....

لتزداد هيام صدمة و إندهاشًا فحينما ذَكرت أنها زوجته ويعشقان بعضهما البعض تخيلت كذبها لأى سبب ما ... فـ كرم فرصة رائعة لأى فتاة لهذا لم تصدقها ...

وأوزعت أن كل ما تتحدث به هُراء كاذب لكن صدمتها حين ذكرت أن لهم إبنًا ....

لتهمس هيام لنفسها بألم: "إبن" ... متجوز وعنده إبن .....؟؟!

شعرت هيام بأن تنفسها يضيق شيئًا فشيئًا ، كما لو كان قد أطبق فوق صدرها حِملا ثقيلاً أطبق عليها لتحرك رأسها نفيًا ببطء ويدور برأسها أسئلة عدة ...

روايه لحظات منسيه بقلم (قوت القلوب) Rasha Romia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن