الفصل السادس عشر

919 58 0
                                    

نظرت لها إيلين بضيق يعتريها ثم إتجهت نحو الخارج لتجد رحيم يقف أمامها مرتدي حلة سوداء قائلاً بابتسامة
-يالا يا عروسة
نظرت له إيلين بحقد لتقول مشمئزة
-عروسة في عينك إنسان مريض
لم تختفي تلك الابتسامة من على وجهه ليقوم بامساك يديها عنوة ضاغطاً عليها بشدة وما أن بدأو بنزول الدرج مال عليها هامساً بتحذير
-تاني مره تخلي بالك من ألفاظك عشان متتأذيش..
ما أن وصلوا للأسفل وجدت جميع الأنظار موجهه نحوها،ليلفت نظرها تلك الفتاة التي تنظر نحوها بتهكم واضح على تقاسيم وجهها
قام رحيم بجذب المقعد لها لتجلس عليه ثم جلس بعد ذلك بجوارها ، و بدأ المأذون بمراسم الزاوج بينما أبدت إيلين إستنكارها لعدم سؤالة عن وكيلها، ولكنها إبتسمت ساخرة مخبرة نفسها أنه بالتأكيد أحد اتباعة..
قامت إيلين بالتوقيع على الأوراق، وظلت شاردة في ما سيحدث بعد ذلك بينما قام رحيم والشهود بالتوقيع..
أردف المأذون وهو يهم بالنهوض
-ألف مبروك 
أتجهت إمرأة في عقدها الخامس نحو رحيم لتقول بحنان
-مبروك يا حبيبي مبروك يا عروسة
نظرت إيلين للجميع بجمود وكادت أن تتجة نحو الأعلى ولكن منعها رحيم حين أمسك بيديها مقبلاً رأسها أمام الجميع قائلاً بهدوء لا يتناسب مع حديثة
-من دلوقتي إيلين بقت مراتي وتخصني ولو عرفت إن أي حد حاول يضايقها عارفين إيه اللي هيحصل كويس مش محتاج اقولكو
إقتربت منها أحد الفتيات لتقول بابتسامة وهي تمد يديها لتصافحها
-أنا دانة أخت رحيم
نظرت إيلين ليديها بضيق وكادت أن تتجاهلها ولكن قام رحيم بالضغط على يديها التي يمسكها فاضطرت لمصافحتها، حاولت إيلين سحب يديها منه ولكن بائت محاولتها بالفشل بسبب ضغطة على يديها فصاحت بضيق طفيف
-أنا تعبانة وعايزة أنام
أردفت والدة رحيم بلطف وهى ترى توتر الاجواء بينهم
-لسه العشا هايجهز وهانحتفل
لم تتحمل إيلين أكثر من هذا فـ هى الى الآن غير قادرة على استيعاب ما حدث منذ قليل
-قولت تعبانة وعايزة أنام
قام رحيم بترك يديها مردفاً بنبرة أثارت قلقها
-إطلعي
إتجهت إيلين نحو الأعلى سريعاً بينما أردفت أحد الفتيات بضيق
-إنت ازاي تسيبها تتكلم مع خالتو كده!!
-ده شئ ميخصكيش و مش محتاج أفكرك إنك ملكيش دعوة بيها يا هايدي
صاحت الفتاة بنبرة متوترة
-أنا معرفهاش عشان أتعامل معاها اساسا، بس أنا مسحمش إن حد يتكلم مع خالتو كده
اتجه رحيم نحو الأعلى متجاهلاً حديثها وما أن صعد للغرفة وجد إيلين تحاول فتح السحاب وما أن  إنتبهت له بالمرآه إعتدلت سريعاً صائحة بحدة
-انت بتعمل ايه اطلع برة
اقترب رحيم منها ليقول بنبرة عادية
-هساعدك اهدي
ابتعدت أيلين عن محيطة لتقول محذرة بعد أن أغلقت السحاب
-إبعد عني متقربش
أغمض رحيم عينيه بنفاذ صبر ليقترب منها مجدداً ضاغطاً على ذراعيها بكلتا يديه
- وبعدين بقا، قولتلك مبحبش أكرر كلامي مرتين، لما أقولك حاجه يبقي تنفذيها
كانت تشعر بالذهول مما يحدث لتخبر ذاتها أن جميع ما يحدث الآن ما هو إلا كابوس سخيف وستستيقظ، ولكن ليست كل الأماني مجابة حيث شعرت برعشة تسير على سائر جسدها لتجد يد رحيم تلامست مع ظهرها الذي ظهر بعد أن أنزل السحاب فابتعدت عنه سريعاً وكأن ماس كهربائي مسها لتصيح بغضب من خوفها
-إياك تلمسني أو تقرب مني تاني إنت فاهم!!!
نظر لها رحيم ساخراً ثم إتجهه نحو الخارج بينما إتجهت إيلين نحو الشرفة وهى تنظر حولها لعلها تستطيع الهرب ولكن شعرت باليأس الشديد عند رؤيتها المكان محاوط برجال الحراسة، فدلفت مجدداً للداخل متجهه نحو باب الغرفة لتجد تلك الفتاة التي تدعى'مي' أمام الباب والتي قالت ما أن رأتها
-مستر رحيم مانعك من الخروج لازم يبقي موجود عشان تقدري تطلعي من الاوضة
لم تهتم بحديثها لتقول بنبرة حادة
-أنا فين؟
-مش هاقدر أقولك أي حاجة مستر رحيم لما يجي هيبلغك على أي سؤال إتفضلي وهاجبلك العشا
نظرت إيلين لحديثها باستخفاف جلي قبل أن تقول بتهكم صريح
-مش مصدقة بجد اللي بيحصل 
ما أن أنهت جملتها كادت أن تتجة نحو الدرج ولكن أوقفها صوت مي المحذر لها
-متنسيش إن في حياة أربع أشخاص متعلقة بيكي
إتجهت إيلين نحوها صائحة بقلة حيلة
-جاوبيني طيب أنا فين؟
كررت مي حديثها وكأنها ألة مبرمجة للرد على حديثها
-مستر رحيم لما يجي هيبلغك كل حاجة ياريت ترتاحي عشان أكيد انتي تعبانة
.........................
وصل كلاً من مراد وأسر محافظة الاسكندرية وفور وصولهم إتجهوا نحو شقة خاصة بـ أسر،ليتسائل أسر عند ملاحظته شرود مراد
-إنت كويس؟
-لأ أنا مش مطمن خالص وحاسس اني قلقان عليها بجد
ظل أسر صامتاً لثوانٍ ثم قال بهدوء
-متقلقش يا مراد احنا هانعمل اللي علينا وهنلاقيها إن شاء الله، ممكن ترتاح شوية لحد ما اللوا يرتبلنا الدنيا هنا
همّ مراد بالنهوض ليقول
-مش هاقدر أنام أنا هانزل أتمشى شوية
-إعمل اللي يريحك 
..............................
كانت إيلين تجلس على الارضية، تُسند رأسها على حافة الفراش وهى تبكي بصمت،فُتح الباب ودلفت مي والخادمة خلفها
نظرت مي لتلك الجالسة بضيق ثم إستدارت للخادمة لتقول بلهجة آمرة
-حطي الأكل واطلعي
وضعت الخادمة الطعام على المنضدة الصغيرة ثم إتجهت نحو الخارج بهدوء،بينما إتجهت مي نحوها لتقول
-مستر رحيم لو جه وشافك كده هيضّايق حاولي تاخدي شاور وتفوقي وتغيري هدومك
لم تقم إيلين بالرد أو النظر لها فتنهدت مي بضجر واتجهت نحو الخارج
بالاسفل..
كانت تدور بالصالون وهى تصيح بغضب بعد أن توقفت أمام شقيقتها
-مش مصدقة بجد إن رحيم بعد ما سابني راح يتجوز واحدة زي دي!
نظرت لها شقيقتها بملل لتقول
- انتي هبلة يا هايدي ولا ايه، مش انتي اللي سبتيه يا حبيبتي؟ ياريت تبطلي كلام في الموضوع ده
-أيوة بس مش معنى كده إنه يروح يتجوز بالطريقة دي، بعدين أنا سيبته عشان تحكماته الغير طبيعية ويارتني بقيت حُرة بعد ما سيبته، ده مش بيخليني أكلم أي حد من صحابي فاكرني من ممتلكاته!!
أتت دانة في ذلك الوقت لتستمع لحديث هايدي فصاحت بتحذير
-حاولي يا هايدي تبعدي عن رحيم وعن مراته عشان كلنا نبقي مرتاحين وياريت الكلام اللي قولتيه من شويه ده تشيلية من دماغك، ولا تحبي رحيم يعرف إنتي بتفكري إزاي؟
صدح صوت رحيم من الخلف ليقول بهدوء
-دانة
إلتفتت إليه شقيقتها لتقول
-أيوة؟
-مستنيكي في المكتب
اومأت له دانة ثم ذهبت خلفه لتغلق الباب ثم تسائلت
-في حاجة حصلت؟
نفى رحيم برأسه ليقول بجدية
-عايزك تخلي بالك منها ومن تصرفاتها
-انتو هتفضلو معانا هنا؟
نفى برأسه ليقول
-لأ بظبط كام حاجه وهنمشي
إبتسمت له شقيقته لتقول بنبرة هادئة
-متقلقش
اومأ لها برأسه وهو ينظر لشاشة حاسوبة
-تقدري تخرجي
إتجهت دانة نحو الخارج بينما تنهد رحيم واتجه نحو الأعلى، وما أن قام بفتح الباب وجدها مازالت جالسة على الارضية تبكي فقام بتجاهلها، وأتجة نحو غرفة الملابس لتبديل ملابسة،ولم تمر سوا دقائق ليخرج ويقول بنبرة آمرة
-إدخلى غيري هدومك
لم تقم إيلين بالنظر إليه او بالاحرى لم تستمع إليه ليتحدث رحيم بصوت غاضب من تجاهلها له
-وبعدين معاكي ما تغوري تغيري
إنتفضت إيلين صائحة بغضب مماثل
-انت مستني مني ايه !!!!
لقيت واحد خاطفني، وبيتجوزني بالغصب، وبيهددني كمان، ده غير إني معرفش أنا فين، وإتجوزت واحد معرفش اسمه حتة، مستني أخدك بالحضن يعني ولا ايه !!!!
استلقى رحيم على الفراش واغمض عينية ليقول مستمتعاً غير مبالي بنظراتها الحارقة
-كُنت مستني أكتر من حضن بصراحة، بس يالا الصبر حلو، عموماً هتلاقي هدومك جوا إدخلى غيري
نظرت له إيلين بعدم تصديق لتشهر إصبعها السبابة وهى تصيح مهددة
-اللي بتعمله ده مش هيعدي كده ومراد هيلاقيني و هيرمي.....
قطعت إيلين باقي حديثها وقد أخرجت صرخة عالية بسبب إمساك رحيم لشعرها بين يديه متحدثا بقسوة
-إنتي آخر واحدة أفكر آذيها فـ بلاش تضايقيني، وبالنسبة للي إسمه مراد مش عايز أسمع إسمه تاني، وهيبقى كويس لو شلتيه من دماغك خالص عشان لو سمعت إسمه هتكوني بتقرئي الفاتحة على روحة تاني يوم
قامت إيلين بوضع يديها على يديه التي تمسك بشعرها قائلة بألم وهى تبكي
-إنت فاكر نفسك مين،صدقني مرا..
قام رحيم بترك شعرها ليقول بصوت عالي
-مي
دلفت مي للداخل سريعاً لتقول بقلق ما أن رأت حالته
-أيوة يا مستر رحيم؟
-رجالتنا وراهم
-أيوة
صاح بنبىة متوعدة دبت الرعب بأوصال إيلين
-خليهم ينفذوا
ما أن أستمعت إيلين لحديثة صاخت بقلق
-هاتعمل ايه؟؟ إياك تأذية والله لو أذيته هقتلك
كان يراقب حالتها بإستمتاع وابتسامة تعلو وجهه ليقول موجهاً حديثه لـ مي
-اعملي اللي قولتلك عليه يا مي، واقفلي الباب وراكي
أومأت مي برأسها وأتجهت نحو الخارج بينما قامت إيلين بضربة بقبضة يديها لتقول بترجي
-عشان خاطري لا
كاد رحيم أن يلمس وجنتها ولكنها ابتعدت سريعاً بذعر  بينما صاح هو ساخراً
-متخافيش هبقى حنين أوي عليه
جلست إيلين على أقرب مقعد لها وهى تبكي بقلة حيلة..
.....................................   
كان مراد يراقب تلاطم الأمواج بهدوء ثم ألتفت خلفة ليرى توقف تلك السيارة فادار وجهة للشاطئ مجدداً وهو يضع يدية على خصرة، بينما على الجهة الاخرى..
-نفذ حالاً
قام الحارس باخراج سلاح كاتم للصوت ليقوم بالتصويب على مراد بينما كان مراد قد أخرج سلاحة سريعاً ليقوم هو الاخر بالاطلاق على السيارة ليصرخ جميع من في المكان بينما ركض الرجل سريعاً نحو السيارة وذهبوا سريعاً بينما نظر مراد نحو لوحة السيارة وهو يضغط على يديه بألم شديد بعد أن قام بإرسال رسالة لأحد الاشخاص..
..............................
كانت إيلين تنظر لذلك النائم بلامبالاه لأي شئ فنظرت بجوارة لتجد هاتفة وكادت أن تذهب لتحضره فوجدته يتحدث وهو مغمض عينيه
-متفكريش
قامت إيلين بلعنة في سرها ثم اتجهت نحو غرفة تبديل الملابس،ورغم دهشتها من وجود جميع أنواع الملابس إلا أنها لم تبالي لتقوم بسحب بيجامة فضفاضة ثم إتجهت نحو الحمام لأخذ دوش، وبعد أن إنتهت قامت بتصفيف شعرها وجلست على الاريكه، تُفكر كيف ستقوم بالهرب
فتح رحيم عينيه ثم قال بهدوء
-متحاوليش تفكري عشان مش هاتقدري تهربي
صاحت إيلين ببرود حاولت إستحضارة
-لو فاكر اللي عملته ده هيعدي تبقى غلطان وأكيد عقد الجواز لما يتسجل هيعرفوا مكاني ووقتها هيقبضوا عليك
صاح بنبرة ضاحكة
-ومين قال إن العقد اتسجل في المحكمة؟
كانت إيلين تطالعة باستنكار لما تفوة به لتقول بصياح غاضب وقد تخلت عن برودها
-قصدك ايه؟ قصدك ايه يا مجنون؟!!!!
استلقى رحيم على الفراش ليقول بابتسامة جانبية بعد أن أغمض عينية
-اممم مجنون بيكي
كانت إيلين تطالعة بذهول شديد وقد أدركت حجم الكارثة التي وقعت بها..
.................................
دلف مراد للمنزل بينما صاح أسر بقلق عند رؤية ذراعه
-ايه اللي حصل لدراعك!!
مراد بألم بادي على وجه وهو ينزع قميصة بهدوء
-خدش بسيط
-خدش بسيط إزاي يعني يا مراد ده أثر رصاصة!
إستلقى مراد على الاريكة ليقول بتعب
-شوف لو في إسعافات أوليه جوا بس
ظل أسر يبحث عن علبه الاسعافات الاولية إلى أن وجدها فقام بأخذها ليبدأ بتعقيم جرح مراد رغم اعتراضة..
-ايه اللي حصل
كاد مراد أن يسرد عليه ما حدث ولكنه توقف عند استماعة لرنين هاتفه فقام بالرد عليه سريعاً
-عِرفته لمين يا عاصم؟
-أيوه لواحد إسمه وائل محمد عرفات ساكن في العجمي، وبيشتغل مع واحد إسمه رحيم الرفاعي

أمواج العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن