الفصل الثاني

1.8K 83 4
                                    

"لو كان بوسعِ المرء أن يغرس خنجرًا في رأسه ليقتطع الجزء الذي يحمل ذكريات معينة لغدت الحياة جنة"
'أحمد خالد توفيق

-بكرهك
إتجهت إيلين نحو المرأة لتنظر لحالتها البائسة فـ هى تملك المال الذي يجعلها تعيش مثل الاميرات، هى بالفعل مثلهم لا يقوم والدها بإخراجها وعند خروجها بدون رضاه يقوم بمعاقبتها، تذكرت عند هروبها من الحرس وهى بالجامعة كان يقوم والدها بمعاقبتها، ثم عادت ذاكرتها للخلف عندما كان والدها يعاقبها ويتركها بغرفة مظلمة وهى بِعمر صغير وما أن تذكرت هذه الحوادث شعرت بالضجر كثيراً  لتمسح دموعها التي تجمعت بعينيها بأطراف أصابعها ثم إتجهت نحو الفراش لتستلقي عليه علها تهدئ قليلاً من هذا الضجيج برأسها..
كان ماجد يجلس بمكتبة وهو ينظر لبعض الأوراق بتمعن إلى أن أتت مارلين وهى تقول بإحترام
-تفضل سيدي
تحدث ماجد بنبرة حادة صارمة
-إيلين ممنوعه من الخروج ستظل بغرفتها الى أن اسمح لها بنفسي وستأخذين الهاتف الخاص بها هل فهمتي؟
اومأت مارلين بطاعة رغم إعتراضها داخلياً عن أوامرة
-حسناً سيدي
إتجهت مارلين نحو الأعلى وهى تشعر بالاسى على إيلين وما أن قامت بفتح الغرفة وجدتها نائمة على الفراش ثم نظرت لأثر الصفعة التي تظهر على وجهها فتسائلت بحزن
-عزيزتي هل انتِ بخير؟
نظرت إيلين إليها لتراها تناظرها بشفقه فتسائلت
-هل يوجد خطب
تحدثت مارلين بإشفاق
-أعتذر بشدة ولكن هذه أوامر والداك ولا استطيع ان أعصي أوامره
قالت بعدم إهتمام
-حسناً افعلي ما أخبرك به
-أين هاتفك؟
أشارات إيلين بيديها نحو هاتفها ثم وضعت الوسادة على وجهها وغفت..
إتجهت مارلين نحو الهاتف وقامت بأخذه ثم اغلقت الباب خلفها
في الليل...
إستيقظت إيلين وهى تشعر بألم رأسها يفتك برأسها ومعدتها تؤلمها من الجوع فهى لم تتناول شئ منذ الصباح فأتجهت نحو الشرفة شاعرة بالاختناق من الغرفة بإكملها
في الاسفل..
كانت مارلين تفكر بـ إيلين لتعبر عمّا يجيش بافكارها بصوت مسموع
-أشعر بالحزن من أجل السيدة إيلين
صاحت خادمة أخرى بـ أسى
-أنا أيضاً مشفقة عليها ولكن هذه أوامر سيد ماجد ولا نستطيع فعل شئ لها
تحدثت مارلين مجدداً
-ولكنها لم تتناول شئ منذ الصباح والآن أصبحت الساعه التاسعة سأذهب للسيد ماجد فـ هو بالنهاية والدها
ثم ذهبت من أمامهم لتتجه نحو المكتب الخاص بماجد، وانتظرت إلى أن اتى رده ثم دلفت نحو الداخل لتقول بتوتر ملحوظ
-سيد ماجد أُريد التحدث معك بعض الوقت
قال بهدوء وهو ينظر لتلك الاوراق أمامة بإهتمام -أسمعك
نظفت حلقها لتحاول التخلي عن توترها وقالت
-لم تتناول السيدة إيلين شئ منذ الصباح وكن..
رفع ماجد نظره عن الاوراق ليقاطعها بحدة
-مارلين إذهبي للخارج ولا أريد أن أستمع لشئ يخص هذا الموضوع هل تفهمين
-ولكن...
قاطعها ماجد مجدداً تلك المرة بتحذير
-مارلين
إتجهت مارلين نحو الخارج بسرعة وهي تشعر بالضيق يعتريها من قسوته..
أستمر عقاب إيلين وهي جالسة بغرفتها ووالدها يرسل لها الطعام مع الخادمات ولا يقابلها
.............
دق الجرس الخاص بالمنزل لتتجه الخادمة لفتح الباب وما أن رأت ليان صاحت بإحترام
-اهلاً سيدة ليان
نظرت ليان لأرجاء المنزل وهى تتسائل
-أين سيد ماجد؟
-بغرفة المكتب
إتجهت ليان نحو مكتب ماجد وبينما كانت ستطرق الباب استمعت لشئ جعل يديها تتوقف بسرعة
فقامت ليان بالاقتراب نحو الباب وهي تحاول الاستماع لحديثه
ماجد بسعاده عارمة متحدثاً عبر الهاتف
-الشرف ليا طبعاً هو حد يطول يناسب شخص زي الباشا
انتظر ماجد ليستمع لرده ثم قال بترحيب
-ينور في أي وقت طبعا
ما أن إنتهى ماجد من المكالمة شعر بالسعادة تغمره فقد اقترب لتحقيق هدفة ليقول بانتصار
-إيلين الكارت اللي هينقلني نقلة تاني وأخيراً السنين دي كلها طلعت بفايدة
شعرت ليان بالصدمة تعتريها فقامت بالتوجهه نحو الاعلى بسرعة ذاهبة بإتجاه غُرفة إيلين
قامت ليان بالطرق على الباب سريعاً الى أن استمعت لصوت إيلين
-ماذا هناك
صاحت ليان بصوت حاولت جعله منخفض لكي لا تثير الانتباه
-ايلين انتي سمعاني
كانت جالسة على الفراش بملل إلى أن استمعت لصوت ليان فـ قفزت سريعا من الفراش لتتجه نحو الباب بلهفة قائلة
-ليان انتي طلعتي ازاي!!
صاحت ليان بتوتر
-مش مهم اسمعيني كويس
ظنت إيلين أنه قد حدث مكروه ما لهذا تسائلت بقلق
-في ايه يا ليان؟؟
قامت ليان بقص ما إستمعت له بالأسفل لإيلين لتصيح إياين بعدم تصديق وهى تهز رأسها بنفي
-ليان أنا مش قادرة أصدق، إنتِ بتقولي ايه؟
شعرت ليان بالأسى عليها ولكن لا يوجد وقت لتضيعه فصاحت
-مش وقته يا إيلي لازم تفكري دلوقتي هاتعملي ايه
كانت إيلين تستند على الحائط مازالت غير مصدقة لحديثها بينما صاحت ليان بقلق لعدم استماع صوتها
-إيلين
اعتدلت إيلين مرجعة خصلات شعرها الثائرة للخلف ثم قالت
-طيب يا ليان إنتِ انزلي بسرعة قبل ما بابا يشوفك وأنا هاعرف اتصرف
-خلي بالك من نفسك يا إيلي وأي حاجه هتعمليها هتكون صح
إتجهت ليان نحو الاسفل بسرعة ثم اتجهت نحو الخارج وهى تشعر بالقلق من أن تقوم أحد الخادمات بإخبار ماجد بحضورها..
ظلت إيلين تدور بالغرفه، تفكر بما ستفعله ثم اتجهت نحو الشرفة وهي ترى الحرس بكل مكان فـ خطر شي على بالها مقررة تنفيذة قبل حلول المساء
بالاسفل..
ذهبت مارلين نحو مكتب ماجد لتقول بهدوء
-نعم سيدي
صاح ماجد بجدية
-اذهبي لغرفة إيلين وأخبريها أن تكون جاهزة على الساعة الثامنة وان ترتدي ملابس مناسب للسهرة
إتجهت مارلين نحو الاعلى ثم قامت بفتح الباب لتجد إيلين جالسة وهي تنظر للاشئ مما أثار ريبتها فصاحت بقلق
-سيدتي!
وقفت إيلين ثم اتجهت نحو مارلين لتقول بجمود
-نعم مارلين؟
تسائلت مارلين بإهتمام عند رؤيتها لملامحها الواجمة -هل انتِ بخير؟
قامت إيلين بوضع يديها على جبهتها وهى تصيح بصوت خافت متصنعة الحزن
-مارلين أريد التحدث معكِ بعض الوقت
-ماذا حدث عزيزتي هل انت بخير؟
-بخير ولكن أريد إخبارك بشئ
اومأت مارلين برأسها لتحثها على الحديث
-أستمع اليكِ
-أُريد مفتاح الغرفة
ما أن استمعت مارلين لحديثها قالت بتلعثم
-ماذا تقولين سيدتي، انتِ تعلمين اني لا أستطيع فعل هذا
إيلين بتمثيل مُتقن محاولة إكتساب عطفها
-أرجوكِ مارلين انتِ لا تعلمي ما ينتويه والدي، أرجوكِ، يريد أبي أن يُزوجني لرجل بمثل عمره وانتِ دائماً ما كُنتي تخبريني بأني مثل شقيقتك ارجوكِ تفهميني
صاحت مستنكرة لما تقوله
-ولكن لماذا يفعل سيد ماجد كل هذا!!
نظرت لها إيلين بحيرة فهى حقاً قد تسائلت كثيراً لماذا يفعل والدها هذا، ولِما يُعاملها بتلك الطريقة الجافة فـ على حسب عِلمها بما تُشاهدة لا يقوم أب بمعاملة أولادة بتلك الطريقة،كانت إيلين تفتقد الحنان فـ لم تتذوق حنان والدها ولم تكتفي بحنان والدتها فقد توفت والدتها وهى بعمر السابعة
قاطعت مارلين مواصلة افكارها متسائلة بقلق
-سيدتي هل انتي بخير؟
كانت إيلين في بادئ الامر تتصنع البكاء ولكنها لم تعي أنها كانت تبكي بالفعل لتقول بصدق
-لا لست بخير مارلين، إذا قام أبي بتنفيذ قرارة وزوجني صدقاً سأقوم بقتل نفسي
-ماذا تقولين سيدتي لا يمكن ان تفعلي شئ كهذا!
صاحت بتصميم مجدداً وهى تشيح بنظرها
-هذا ما سيحدث مارلين سأقوم بقتل نفسي لن أقدر على تحمل كل هذه الاشياء
تسائلت بقلق
-ولكن ماذا سيحدث إن علم سيد ماجد؟
قامت إيلين بمسح دموعها وهى تشعر بالسعادة لنجاح خطتها ولكنها ظلت بملامحها الحزينة لتقول سريعاً
-لا تقلقي لن يعلم أبداً بما حدث الآن وإن حدث شئ سأقوم بالقاء اللوم علىّ صدقيني..
قامت مارلين بوضع يديها بجيبها ثم اخرجت المفتاح لتقول بتردد
-حسنا والداك سيذهب من المنزل بعد قليل يُمكنك الخروج وقتها
قالت بإمتنان حقيقي وهى تمسك يديها
-أشكرك مارلين سأقوم بتحويل الكثير من الأموال لحسابك بالبنك حين يحين الوقت صدقيني
-يجب أن أذهب الان
إتجهت مارلين نحو الخارج لتغلق الباب ورائها بينما
قامت إيلين بتبديل ملابسها وأخذت الجيتار فـ تلك الذكرى الوحيدة المتبقية لها من والدتها، ثم وضعته في حقيبته وذهبت نحو غرفة والدها سريعاً لتذهب نحو الخزنة الخاصة به مخرجة العديد من رُزم الأموال لتضعها بحقيبتها ثم توجهت نحو الاسفل ملاحظة نظرات الخدم لها فشعرت بالقلق لهذا أكملت سيرها نحو الخارج بخطوات أشبه للركض وما أن وصلت للباب الخارجي أردف الحارس باستغراب
-إيلين هانم!!
إيلين بثبات عكس هذا الصخب بداخلها خوفاً من أن يتم إكتشافها
-أنا هطلع اتمشى شوية
تحدث الحارس بنبرة هادئة إحتراماً لها
-بس ماجد باشا مبلغنيش بحاجه
نظرت إيلين خلفها بتوتر ثم صاحت صارخة بغضب
-إنت مبتفهمش بقولك هاطلع اتمشى ولو عايز تتصل اتصل،بس صدقني محدش هيزعل غيرك
شعر الحارس بالتردد وبعد تفكير دام لثوانِ قال بهدوء
-إتفضلي يا هانم
إتجهت إيلين نحو الخارج وما أن ابتعدت قليلاً عن الڤيلا قامت بالركض بسرعه و أوقفت تاكسي لتخبرة بالعنوان سريعاً
اتجه السائق نحو العنوان بينما في الڤيلا...

أمواج العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن