نظرت إيلين نحو كلاً من رحيم، ومراد بكراهية شديده بينما كاد مراد أن يتجه نحو إيلين، ولكن أوقفة صوت رحيم الحاد
-خليك عندك، وإياك تقرب منها
نزل السائق من السيارة، واتجه نحو رحيم وسط نظرات إيلين المتوترة له بينما
نظر رحيم نحو إيلين بعد أن قام السائق باخباره شئ ليقول بهدوء
-روح انت
-إيلين يلا عشان تمشي معايا
نظرت إيلين له متهكمة من نبرته الآمرة لترد بنبرة لاذعة
-وإنت مين أصلاً عشان امشي معاك؟
إنت واحد كداب،وأناني بتاع مصلحتك، عارف يا مراد أنا فعلاً استوعبت، وفهمت إني عمري ما حبيتك أنا بس لقيت صدر حنين اترمي فيه، عشان كده إتوهمت إني بحبك، لكن إنت كنت مجرد شخص بيملي الفراغ اللي جوايا، أنا بكرهك يا مراد والمرة دي بقولها من كل قلبي أبعد عني، ومتحاولش تقرب مني تاني، أنا بقيت واحده متجوزة دلوقتي
-كان في الاول يا إيلين بس صدقيني حبيتك بجد بعد كده تعالي معايا وهخليكي تنسي...
كان رحيم يبتسم لما يحدث وعندما رأى مراد يقترب منها قاطعة قائلاً
-هو مش أنا قولتلك متقربش منها ولا البعيد مبيفهمش؟ إيلين مراتي
-ايلين تعالي معايا وسيبك من الكلام اللي بيقوله ده
اشار رحيم لإحد الحراس ليقوم الحارس بالاقتراب منه موجهاً له لكمة قوية دون أن ينتبه له مراد
تأوة مراد بألم ليقوم بوضع يديه على وجنته ثم وجهة حديثة لرحيم
-هتندم صدقني
-مستنيك
-هجيلك تاني يا ايلين
صاحت إيلين بغضب
-متجيش ولم الباقي من كرامتك وامشي من هنا أنا مش عايزاك
إتجه رحيم نحو إيلين ثم أمسك يديها قائلاً
-يلا يا حبيبتي
إتجهت إيلين معه نحو الداخل وما أن دلفت قامت بسحب يديها قائلة بغضب
-إوعي تفرح بسبب اللي حصل بره لإني بكرهك أضعاف كُرهي ليه
-المهم إن مبقاش حد موجود دلوقتي ناقص أسر وهنبقى مرتاحين
-إنت واحد مجنون ومحتاج تتعالج والله
إبتسم رحيم لها ليقوم بالتمليس على وجنتها قائلاً
-مجنون بيكِ وإنتِ علاجي يا إيلين..
وفي عدة ثواني تغير وجهه للغضب عكس حالته منذ قليل ليمسك شعرها بين يديه متحدثاً بقسوه
-بس مش معنى كده هسيبك تغلطي كده كتير، إنتِ اللي خلتيني أوريكي وشي التاني إستحملي بقا
قامت إيلين بإمساك يديها لعله يخفف من قبضته قائلة بغضب-سيب شعري يا زبا..
صرخت إيلين بألم عندما وجدته قد ترك شعرها ويقوم بلوي ذراعها متحدثاً بغضب
-اخرسي، اخرسي يا إيلين انا هوريكي دلوقتي
قام رحيم بترك ذراعها ليمسك معصمها ضاغطاً عليه بقسوة ثم إتجه بها نحو الخارج مجدداً، ووضعها بالسيارة ثم ذهب سريعاً نحو أحد الاماكن!!!
في المساء بأحد المباني ذات الطبقة المخملية..
كان رحيم يجلس على مقعد خشبي أمام إيلين التي قيد كلاً من قدميها ويديها
-مكنتش عايز أعمل كده صدقيني
كانت إيلين في حالة مذرية وهى تبكي لتقول
-انت ليه بتعمل معايا كده عشان خاطري سبني وصدقني مش هاقول لأي حد على حاجة
صرخ رحيم بغضب
-مش هاقدر أسيبك أنا بحبك إنتِ ليا أنا وبس ولازم تحبيني إنتِ فاهمة
-أنا كده هكرهك مش هاحبك مفيش حُب بالعافيه، وده اللي لازم تعرفه، إنت لازم تتعالج من المرض ده
-انا مش مريض بطلي تقولي الكلمه دي، أنا بحبك
-لا إنت مريض عندك حب تملك وده مرض لازم تتعالج منه
وقف رحيم فجأة ليقوم بالقاء المقعد الذي كان يجلس عليه لتصرخ إيلين بفزع بينما صاح رحيم بجنون
-قولتلك مش مريض أنا مش مريض
وضعت إيلين يديها المقيدة أمام وجهها، وظلت تدعو بسرها أن تتخلص منه في أسرع وقت
إستعاد رحيم هدوئه ليقول
-انتي هتفضلي هنا
-فُكني أكيد مش هافضل كده
-لا هاتفضلي كده لحد ما تعقلي يا إيلين، وأنا هاجيلك عشان تاكلي وخلاص كده، وإياكِ تعملي حركة من حركاتك، وتفكري تهربي عشان في نفس اللحظة هتبقي بتودعي صاحبتك
-ملكش دعوه بـ ليان عشان لو ليان حصلها حاجة مش هيبقى ليا حد عشان تهددني بيه وساعتها أنا اللي هاقتلك يا رحيم خلي الكلام ده في دماغك وافهمه
نظر رحيم لها مما جعلها تشعر بالرهبة بينما صاح رحيم
-أول مرة أعرف إن اسمي بالجمال ده
أغمضت إيلين عينيها وكادت أن تبكي من برودة بينما تسائل رحيم بعبث-فين التليفون
قامت إيلين بفتح جفنيها لتقول بتوتر
-تليفون ايه؟
-فين التليفون اللي خدتيه من السواق يا ايلين؟
-مخدتش حاجه
اقترب رحيم منها مما جعلها تلتصق بالأريكة الجالسة العالية،ليقوم رحيم بوضع يديه في جيبها وأخرج الهاتف ثم قال بسخرية
-المره الجاية تبقي تلعبي مع حد قدك، سلام يا قطة ومتنسيش كلامي
ما أن وصل لإيلين صوت إغلاق الباب صرخت بغضب
-زبالة وحيوان ربنا ياخدك
بدأت إيلين تبكي على ما يحدث لها، وما ان هدأت نوعاً ما ظلت تنظر حولها لعلها تجد شئ حاد تستطيع أن تَحِل هذا الرباط الذي يقيدها فرأت مزهرية بجوارها، لتقوم بالتسحب على الاريكه، الى ان وصلت لها وأوقعتها بيديها المعقود، وما أن وقعت أصدرت صوت ضجيج عالي، فنظرت تلقائياً نحو الباب خوفاً من أن يدخل أحد فقامت بسحب قطعة بقدمها ووضعتها أسفل الحذاء وفي ذلك الوقت دلف حارس للداخل لينظر نحو المزهريه التي انكسرت ليقول متسائلاً
-ايه اللي حصل؟
قامت إيلين بتجاهله ناظرة للجهه الاخرى بينما قام الحارس بجمع الزجاج المتناثر وإتجه نحو الخارج وما أن خرج قامت إيلين بالجلوس على الارض
لتحاول مسك قطعة الزجاج بيديها لتفشل عدة مرات إلى إن أمسكتها جيداً وبدأت بقطع الحبل الملتف حول قدمها..
....................................
-أنا جيتلك قبل ما أمشي عشان أقولك كلمتين يا أسر، وعايزك تحطهم حلقه في ودنك، إيلين مش هاسبهالك ومش هاسبها للي إسمه رحيم وهخليها ترجعلي تاني
-هانشوف يا مراد
قام مراد بالتوجه نحو الخارج وعند فتحه وجد ياسمين شقيقة أسر أمامه فأردفت بابتسامة
-مراد عامل ايه؟
-كويس، سلام
قام مراد بالذهاب بينما شعرت ياسمين بالدهشة لاسلوبة الحاد فـ أغلقت الباب ثم دلفت نحو الداخل لتجد أسر يجلس على الاريكة فاتجهت نحوه قائلة باشتياق
-أسر وحشتني أوي
قام أسر باحتضانها ليقول بحنان
-وإنتِ كمان وحشتيني ياحبيبتي طمنيني عليكي؟
-كويسه عشان شوفتك اكيد
أبعدها أسر عن أحضانة ثم ألقى بنفسه على الاريكة بأريحية ليقول
-إنتِ اللي بتهوني عليا كل التعب اللي بشوفه يا ياسمين
-طمني عليك
-أنا تعبان ومش عارف أعمل ايه، حالي اتغير يا ياسمين من ساعة ما شوفتها للأسف ملحقتش اقعد معاها أو اتعرف عليها
-سهلة هات معلومات عنها
نفى أسر برأسة ليقول محاولاً إيصال شعورة لشقيقته
-مش كده يا ياسمين، أنا جبت كل المعلومات عنها أنا عايز أتعرف عليها هى وأتعامل معاها، نفسي اشوف ضحكتها، عارفة يا ياسمين لمّا بتضحك بحس حالي بيتشقلب مش ببقى على بعضي بجد، بحسني عيل صغير فرحان بـ لعبة جديدة لسه جياله، معرفش ايه اللي بيحصلي، نفسي أعرف بتفكر إزاي، وأسمعها وهى بتتكلم عن أحلامها وعينها بتلمع، نفسي أعمل حاجات كتير جداً معاها بس كل حاجة بتحصل عكس اللي نفسي فيه، اللي كنت فاكرة صاحبي طلع واحد أناني بتاع مصلحته، وإستغلها وبصراحة يا ياسمين مش هقولك أنا كويس في اللعبه دي لإني كنت عارف اللي عمله وموقفتهوش، بس بجد كنت هقولها، و يوم ما كنت هقولها لقيتها إتخطفت حسيت إن روحي هى اللي إتخطفت مني، مش عارف إمته وإزاي ده حصل، بس أنا حبيتها بجد يا ياسمين كنت فاكر انه مجرد اعجاب عادي ويروح لحاله ، خصوصاً إن الفترة اللي عرفنا بعض فيها كانت صغيرة جداً، بس هى بقت واخدة عقلي وتفكيري، مبتروحش عن بالي أبداً، ويوم ما الاقيها، لقيتها بتقولي أنا بقيت واحدة متجوزة مش عارف هساعدها إزاي
كانت ياسمين تراقب ملامح شقيقها التي تتغير من السعادة إلى الحزن وما أن انتهى من حديثه قالت بهدوء
-كلامك فكرني بمقولة لـ غسان كنفاني
"لم نتشارك القميص، لم نتشارك أكواب القهوة ولا المسكن، لم يجمعنا مكان أو صورة،كانت محادثة فقط،لماذا تُحاصر أفكاري هكذا !!!"
تنهدت ياسمين بعمق ثم قامت بأمساك يديه قائلة بحنان
-كل ده هيعدي صدقني أنا عرفاك كويس يا أسر مش إنت اللي تُقع من أول ضربة،إسعي لحُبك لحد ما توصلة، وميهمكش متجوزة أو لأ، إنت بتقول دي مخطوفه فأكيد متجوزة غصب عنها، ممكن يكون بيهددها بحاجة شوف وإعرف ايه نقطة ضعفها، ويقدر يأذيها إزاي وحاول تنقذها منه، مش أنا اللي هاقولك تعمل ايه، متسمحش لحد ياخدها منك
ثم أكملت مبتسمة
-شد حيلك بقا عشان عايزة أشوف اللي خطفت قلبك من أول نظره دي
ابتسم أسر لشقيقته ثم قبل جبهتها ليقول
-ربنا يخليكي ليا يا ياسمين
قطع حديثهم صوت رنين المنزل فـ كادت ياسمين أن تقوم ولكن اوقفها اسر مخرجاً سلاحة
-خليكي
اتجه أسر نحو الباب ونظر عبر العين السحرية ثم قام بفتح الباب قائلاً بترحيب
-سراج واحشني يا راجل
قام سراج باحتضانه قائلاً
-ايه الأخبار
ابتعد أسر عن الباب مردفاً ليقول مشيراً للداخل
-الحمدلله، ادخل
دلف سراج للداخل و ابتسم لياسمين ما ان رأها ثم جلس على المقعد بينما اردف أسر
-الطريق كان كويس؟
-اه بعدين إنت ناسي، اسكندريه دي بيتي التاني
-نورت بناسها
-طيب يا أسر انا هادخل أريح عشان تعبانة من الطريق
-تصبحي على خير
-وانت من اهله
بمنتصف الليل......
قامت إيلين أخيراً بقطع الحبال التي تقيد قدمها ويديها، وبعد ذلك ظلت تبحث عن هاتف أرضي الى أن وجدته فاتجهت نحوه سريعاً وقامت بإمساكه وبدأت بالضغط على عدة أزرار..
في الخارج...
كان الحارس يقف أمام الباب ليجد هاتفه يرن فقام بالرد عليه
-اتفضل يا رحيم باشا
-أدخلها بسرعة فكت الحبل
دلف الحارس للداخل ليجد إيلين تمسك الهاتف فقام بكتم صوتها ثم قام بقطع وصلة الهاتف..
بدأت إيلين تبكي وهى ترى فشلها في الهروب لتقول صارخة-سيبني... سيبني يا حيوان
أمسكها الحارس بأحكام بينما كانت إيلين تتلوى بين يديه ولكن بدون فائدة، إلى أن انتبهت لأنتيكه على طاولة بجوارهم فقامت بامساكها سريعا لتضربها على رأسه فتركها في ذلك الوقت لتركض نحو الخارج سريعاً....
أنت تقرأ
أمواج العشق
Romanceيظُنها الجميع فتاة ثرية، مدللة، وحيدةٌ والدها وتُغدق بالدلال.. ولكن ما لا يعلموه أنها تُعاني من أب قاسي لا يعلم الرحمة.. ذهبت ليان لصديقتها إيلين لتطمئن عليها وأثناء ذهاب ليان لمكتب والد إيلين إستمعت له بالصدفة يتحدث بهاتفه بما لم يتوقعة أحد وما أ...