الفصل السادس

1.1K 61 5
                                    

صاح مستنكراً بنبرة تملؤها السخرية
-متقولش هرب مني الراجل مطلعش القطر اساساً شوف مصادرك بقا، ومين اللي قال إنه هايطلع القطر
-ازاي يعني !!!       
قام أسر بارجاع ظهره على المقعد ليصيح
-معرفش الراجل مطلعش المفروض أنا اللي اسألك السؤال ده
تسائل بإستغراب
-وايه اللي خلاك في القطر؟
أسر بعدم إهتمام
-إنسى حوار طويل
استمع مراد لطرق الباب فأردف بجمود
-إدخُل
دلف أحد الاشخاص  ممسكاً بالجيتار ثم قال بجدية
-الجيتار أهو يا أسر باشا
-و إنت جايبة هنا ليه وديه على المكتب
-حاضر يا باشا
اتجه العسكري نحو الخارج بينما صاح أسر بضيق وقد تعكر مزاجه
-هجيبلك الواد ده النهاردة
نظر مراد نحو الباب ليقول بتساؤل
-ايه حكاية الجيتار؟
إبتسم أسر عند تذكرة لتلك الغريبة فقال بنبرة هادئة
-لسه بحاول ادور على صاحبته
تهكم مراد ليقول
-سيبك من الحوارات دي وخليك في شغلك احسن
لم تغيب نبرته الساخرة عنه ليتحدث بثقة
-متقلقش الشغل من اولوياتي واني ادور على حاجة من ضمن شغلي
مراد مؤكداً على حديثه بسخرية
-طبعاً
تأفف أسر بضيق وقد وصل غضبة لذروته يقول محاولاً التحكم بغضبة وعدم إظهارة له
-في قضية هبعتلك الملف بتاعها دلوقتي
اومأ مراد برأسه بينما اتجه أسر نحو الخارج
___________________
وصلت إيلين وليلى إلى المنزل وسط نظرات الحرس لهم وما أن انتبهت لهم مالت على ليلى قائلة بتساؤل
-هما بيبصو كده ليه؟
-سيبك
دلفت ليلى و إيلين نحو الداخل بينما إتجهت إيلين نحو غرفتها لتضع الحقائب على الفراش وبدأت بـ إخراج الملابس التي قامت باقتنائها و اتجهت نحو المرحاض لأخذ دوش وبعد دقائق خرجت لترتدي ملابسها ووضعت الشريحة التي قامت بشرائها ثم دونت رقم ليان وما أن إستمعت لصوتها قالت بسعادة
-ليان ده رقمي الجديد
ورغم إرهاق ليان إلا أنها قالت بصوت حاولت إخراجه طبيعياً
-عاملة ايه يا إيلي
إيلين بملل
-بحاول اتأقلم بس في حاجه حصلت
شعرت ليان بالذعر لتتسائل
-حاجة ايه؟
إندهشت ليان من رد فعلها المبالغ به لتجاوب
-شوفت الحرس بتاع بابا، بس صوتك ماله اتغير كده ليه!
حاولت ليان اختلاق كذبة
-مفيش يا إيلي تعبانة بس، و في كام مشكلة حصلت في الشغل
ورغم عدم إقتناعها بحديثها الا أنها قالت بجمود
-طيب
ليان سريعا قبل ان تبدأ وصلة اسئلتها
-لازم اقفل دلوقتي يا إيلي وهكلمك تاني
تحدثت إيلين بضيق هذه المرة
-ماشي يا ليان مع اني مش مقتنعة بـ ولا حرف من كلامك
تجاهلت ليان حديثها ثم قالت
-هابعتلك فلوس على حساب ليلى
اغلقت إيلين مع ليان بعد أن ودعتها وهى تشعر بحدوث شئ سئ ولكنها تجاهلت هذا الشعور لتتجه نحو الاسفل، وجلست بالحديقة الخلفية على الأرجوحة وظلت تعبث بالهاتف محاولة تجاهل نظرات حارس الامن لها والذي لم يكن سوا هذا الذي اشتبكت معه باليوم الاول لها فقامت بترك الهاتف عندما شعرت بعدم تحملها لنظراته تلك،وصاحت بحدة
-هو في حاجه؟!لا يعني بجد بقالي قاعدة أكتر من نص ساعه وانت مشلتش عينك من عليا !!
تسائل الحارس ونظراته تخترقها
-انتي مين؟
إبتسمت إيلين بتهكم لتنظر له باشمئزاز صريح وهى تنظر له من اعلاه لأسفلة وجاوبت
‏-وانت مالك !!
ورغم نظراتها التي جعلته بشعر بالغضب إلا أنه صاح وهو يحك ذقنة
‏-كان في ناس بتسأل عليكي من شويه وباين إنها ناس تقيله وأنا مرضتش اتكلم بس ممكن اتكلم عادي
إبتسمت لتقول بنبرة واثقة
‏-بس انت مش هتقدر تتكلم
نظر لها بإعجاب ونظرات لم تعجبها
‏-واثقه أوي في نفسك لا عجبتيني
ظلت تنظر له بنظراتها تلك وهى تعبر عن اشمئزازها منه لتقوم بسبة والتوجهه نحو الداخل دون انتظار أن يرد، واثناء مرورها بالصالون رأت بيانو بأحد الاركان فأتجهت نحوه بحماس وهى تنظر له بعدم تصديق، ثم جلست على المقعد لتبدأ بالعزف وهى تبتسم وخلال ثوانِ اندمجت فوراً وأكملت العزف بحماس
‏أتى أحد من خلفها ثم تحدث قائلاً بانبهار
-ايه الجمال ده !!
‏توقفت إيلين بسرعة ثم نظرت خلفها لتجد محمد والد ليلى فقالت بإبتسامة
-شكراً
-اتعلمتي فين؟!    
شردت إيلين لوهلة ثم اردفت بنبرة يشوبها الحزن‏
- متعلمتش بس كنت أوقات بلعب في المدرسة والجامعة
نظر لها محمد ليقول بحنان
-تيجي اعلمك أنا؟
‏ابتعدت إيلين له قليلاً وهى تشعر بالسعادة ليجلس محمد بجوار إيلين ثم بدأ بالعزف وهى تراقبه بشغف..
‏قامت ليلى بالنزول عند استماعها لصوت الموسيقى ثم قالت بدهشة
-محمد باشا بيعزف بنفسه ده يوم الهنا والله
‏التفت إليها محمد وهو يعزف ثم قال
-ليلو تعالي
إتجهت ليلى نحو والدها لتقف بجواره وهي مستمتعة بالموسيقى..
‏______________
مسائاً....
‏كانت إيلين مستلقية على فراشها تنظر للاشئ، تفكر بما سيحدث معها بعد ذلك،هى بالتأكيد لن تمكث هنا، عليها الذهاب بأقرب وقت، ولكن إلي أين ستذهب! فإذا قامت بحجز غرفة بالفندق سيعلم والدها ما أن تقوم بالحجز وبنفس الوقت تشعر انها عبئ على من في المنزل، كما أنه لا يصح المكوث أكثر لوجود شاب أخر
تأفأفت إيلين بضجر فـ هى كُلما حاولت النسيان وعدم التذكر تتعمق بتفكيرها
‏اعتدلت إيلين بنومتها ثم وضعت الوسادة على رأسها محاولة النوم..
___________
‏كان أسر يجلس على الاريكه وهو يحتسي القهوة، يحاول التفكير كيف سيجدها الآن!!
‏نظر للجيتار ثم قال بفضول
‏-يا ترى وراكي ايه!!
قام أسر بأخذ نفس عميق ثم اتجه نحو الفراش
‏_____________
‏استيقظت إيلين لتظل عدة دقائق نائمة على الفراش لتمسك هاتفها ووجدت الساعة الثانية عشر ظهراً  فقامت بالتوجهه نحو المرحاض لأخذ دوش ثم ارتدت ملابسها  وقامت بامساك حقيبتها واتجهت نحو الاسفل
‏-فين ليلى؟     
‏-في اوضتها
‏اومأت إيلين برأسها ثم اتجهت نحو الاعلى مجدداً
_________
تحدثت ليلى بضيق لشقيقها
‏-أنا مش بشوفك غير كل فين وفين ولما اشوفك بتكون نايم ومفيش فرصه نتكلم مع بعض 
تسائل مراد بنفاذ صبر
‏-عايزة ايه
ليلى بنبرة مصممة
‏-تعتذر لايلين يا مراد
خرجت ضحكة ساخرة منه ليقول
‏-إيلين مين دي اللي اعتذرلها انتي مجنونة؟!
فكرتي في الكلام ده قبل ما تطلبيه طيب؟!
تنهدت ليلى بتعب من الجدال معه لتقول
‏-انت غلطت يا مراد ولازم تعتذر
نظر لشقيقته ليقول بنبرة حادة
‏-مين دي عشان اعتذرلها اساساً، دي واحدة الله اعلم جاية منين، ومتقلقيش هاعرف عنها كل حاجة وعشان انتي قلبك طيب بس، تلاقيها واحدة متعرفهاش وبتساعديها اصلاً، وفي الاخر هتلاقيها بت شمال، وكان في ناس بتسأل عليها كمان يعني واضح إن وراها حوارات
‏ تجاهلت ليلى جميع حديثه ثم تسائلت سريعاً بقلق
-ناس مين؟
‏-متخافيش مقولتلهمش إنها هنا بس أكيد هايرجعو وساعتها هايعرفو، أنا بس حبيت أبلغك إنها لو ممشيتش هابلغ الحرس يقولو للناس اللي سألت عليها إنها هنا، أنا مرضتش اقولهم إنها موجودة عشانك بس
قالت بتحذير وهى تشير بإصبعها
‏-مراد إياك
‏مراد بملل ذاهباً نحو الخارج
-اطلعي من دماغي بقا عشان منمتش طول الليل..
وما أن قام بفتح الباب وجد إيلين تقِف أمامة

أمواج العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن