الفصل التاسع عشر

970 56 0
                                    


-وهو عشان من رجالتي هعرف كل اللي بيعمله ولا ايه؟
قام مراد بحك ذقنة دليلاً على شعوره بالضيق ثم قال ساخراً
-قولت مش هاتيجي دوغري برضو
ثم إسترسل حديثة بحدة
-روحو يابني هاتولي الـ**** ده وانت مطلوب التحقيق معاك
ورغم ضيق رحيم إلا انه قام برسم ابتسامة على وجهه قائلاً
-طبعاً أنا هاجيلك بكره القسم بنفسي وهجاوب على كل اللي هتستفسر عنه ونشرب الشاي كمان
-انت فاكرني جاي العب معاك !!!
فوق إنت بتكلم رائد في الداخليه يعني لما اقول معانا أمر من النيابه يبقي تيجي معانا
-شكلك مفهمتش فـ هكرر كلامي تاني، بكره هاجي ونشرب الشاي وتسأل على كل اللي عايزة ولو قولت غير كده إنت عارف اني اقدر من مكالمة واحدة القضية دي تتشال من تحت ايدك
خرج صوت العسكري من اللاسلكي يقول
-باشا حطيناه في البوكس
نظر مراد نحو رحيم ليقول ساخراً
-هنشوف رجالتك بتستحمل قد ايه
-أهو عندك إعمل اللي عايزه
القى مراد نظره سريعه على الارجاء قبل أن يذهب..
في الاعلى
كانت إيلين تجلس على الفراش وهى مازالت غير مُصدقة بإن مراد بالاسفل، كم تشعر بالعجز بسبب حالتها تلك لا تعلم ماذا يجب أن تفعل، مر سبعة أيام و لا تعلم أين هي الى الأن، تشعر بالضياع الشديد حاولت الهرب كثيراً ولكن بكل مره تفشل، قطع شرودها هذا دخول رحيم والذي غمز بعينية مردفاً بخبث آثار غضبها
-عجبتك المفاجأة
-إنت مستحيل تكون طبيعي بجد
-استريحي عشان هنمشي من هنا قريب
-هنروح فين؟
-ممنوع الاسئله الكتير، يالا عشان ترجعي الاوضة
مرت إيلين من جواره وهى تتجه نحو الخارج وقبل أن يخرجو قام رحيم بإمساك ذراعها قائلاً بتحذير
-المرة دي عديتهالك بمزاجي، بس المرة الجاية هتزعلي مني جامد أوي، وشيلي موضوع الهرب ده من دماغك عشان مش هاتقدري تهربي وحاولي تتأقلمي على حياتك الجديدة وإنك بقيتي مراة رحيم الرفاعي
كانت إيلين تنظر له بجمود وكُره يشع من عينيها بينما رحيم لم يبالي حيث أمسك يديها واتجهو نحو الخارج..
كانت ليان تجلس بالصالون والدموع متجمعة بمقلتيها، تشاهد تلك الصور التي تجمعها مع إيلين واثناء هذا أتى والدها مردفاً بحزن على حالتها
-لسه متعرفيش عنها حاجه يا ليان
-لأ إيلي وحشتني أوي يا بابا خايفة يكون جرالها حاجة
قام أحمد باحتضانها قائلاً بحنان:-مراد هيلاقيها بإذن الله يا حبيبتي متقلقيش
-ممكن أطلب طلب يا بابا
-قولي يا حبيبتي
-ممكن تسيب الشغل مع انكل ماجد هو بجد شخص مش كويس
-ليه عمل حاجة؟
-لا يا بابا بس مبرتحلهوش، وكمان اسلوبة وحش أوي
-للأسف مش هاينفع أسيبه دلوقتي يا ليو في كام حاجه لازم أخلصها وهفكر في بيع الاسهم بتاعتي
-هى مامي هاتيجي امته وحشتني اوي
-هاتنزل هى وخالتو"والدة مراد"قريب بس انتي عارفة إنهم مضغوطين في الشغل شوية
قامت ليان باحتضانة وظلت تدعو لإيلين بسرها..
في سيارة أسر...
-هلاقيكي قريب يا ايلين وهاتبقي بخير صدقيني
نظر أسر لهاتفه الذي يضئ ليجد إسم شقيقتة ينير الشاشة فقام بالرد عليها
-اهلاً ياسمين هانم اهلاً بموديل المستقبل
-مش عارفة من غير كلامك العظيم ده كنت هعمل ايه وهوصل للمرحلة دي إزاي
-أنا هنا لدعم المواهب الشابة اللي زيك
-شكراً يا أسر بجد لولا دعمك ليا أنا كان زماني ضايعة، النهاردة مضيت على أول عقد ليا وبقيت وجهه إعلانية لأشهر الشركات
-أنا معلمتش حاجة انتي وصلتي لـ هنا عشان انتي إنسانة مجتهدة،قوليلي انتي فين كده؟
-انا مروحه البيت
-ماشي خلي بالك من نفسك
-لقيتها ولا لسه؟
-قريب يا ياسمين هانت
-طيب بسرعة بقا شد حيلك كده عشان متشوقه جداً إني اشوفها
-ماشي هاقفل دلوقتي عشان هركن العربية
اغلق أسر معها ليقوم بركن سيارته ثم اتجه نحو البناية وما أن دلف للمنزل وجد مراد جالساً على أحد الارائك والضيق بادي على وجهه بوضوح فتسائل
-في حاجة حصلت؟
-شكل رحيم الرفاعي ده وراه حاجة
-شاكك في حاجة؟
-معرفش حاسس إن ليه علاقة بخطف إيلين
-جايز، أبوها طلع ميعرفش عنها حاجة من ساعة اخر مرة بعت رجلته الصعيد وأتقبض عليهم
اخرج مراد هاتفه وقام بالاتصال على عاصم واخبره بأن يجلب له معلومات إذا كان يوجد علاقة بين ماجد البحراوي ورحيم الرفاعي
.......................
كانت إيلين مستلقية على الفراش تطالع السقف بشرود ثم انتبهت لدخول مي فنظرت لها بغضب
بينما قالت مي بهدوء غير مبالية بنظراتها
-العشا جاهز اتفضلي
قامت إيلين بتكتيف ساعديها ثم لتصيح ببرود
-مش عايزة أكل
-مستر رحيم مستنيكي تحت هو والعيلة
شعرت إيلين بالضيق بسبب معاملتة تلك فقامت بالاتجاه نحو الخارج وعند عبورها بجوار مي قامت مي بايقافها متحدثة بتهديد مبهم
-مفيش أي حد عارف بشكل علاقتك مع رحيم، ياريت تاخدي بالك من تصرفاتك عشان سلامة الحبايب
نظرت لها إيلين بإحتقار ثم أكملت سيرها نحو الخارج لتتجه نحو الاسفل فوجدت رحيم يترأس تلك الطاولة وبجواره شاب يبدو أنه في أوائل الثلاثينات ووالدة رحيم وشقيقاته دانة وفريدة وابنة خالتة هايدي وشقيقتها رحمة،ثم نظرت لهذا المقعد الفارغ بجوار رحيم فقامت بالاتجاه نحوه لتجلس عليه
كانت فريدة تنظر لها ما أن جلست ملاحظة عدم اقترابها من الطعام فقالت ساخرة
-ما تقوليلنا لو متجوزة تحت تهديد السلاح، أصل ده مش شكل واحدة لسه متجوزة يعني
نظرت لها إيلين لتسيطر على ذاتها قائلة بهمس
-ده إنتِ نبيهه جداً
-فريدة كُلي وخليكي في حالك
-وياتري بقا ياا...
تصنعت هايدي الصمت لتقول ضاحكة بسخرية
-عيب والله بقالك اسبوع ومش عارفين إسمك !!
مالت دانة نحو هايدي قائلة بهمس
-اسكتي عشان كلامك بيعمل مشاكل
تنهدت إيلين قائلة بنبرة يشوبها الضيق
-عايزه اطلع الاوضه
-خلصي أكلك
كادت إيلين ان تعترض ولكنها صمتت عندما رأت نظراته الحادة فقامت بامساك الشوكة وبدأت بتناول طعامها، وبعد إنتهائها ظلت تبحث بعينينا على الطاولة لعلها تجد هاتف تستطيع أخذه فوجدت هاتف فريدة بجوارها، فقامت بالنظر مره اخرى لرحيم الذي ينظر لها يطالعها بأهتمام كاد ان يخترقها والذي قال موجهاً حديثه لـ مي
-مي تقدري تاخدي إيلين أوضتها واضح إنها خلصت أكل
تحدثت والدة رحيم هذه المرة لتقول
-خليها تقعد معانا شويه يا رحيم من ساعة ما اتجوزتو مش بتنزل خالص
-سمعتيني يا مي
وقفت مي بجوار إيلين التي همت بالنهوض شاعرة بخيبة الامل فمن المؤكد أنها لن تستطع الهرب من هنا
رافقت مي إيلين لغرفتها واغلقت الباب بعد ذلك بينما في الاسفل..
تسائلت دانة
-رحيم هاتروح الڤيلا بتاعتك امته؟
-كمان يومين
كانت هايدي تراقب تعابيرة المتهجمة لتقول بفضول تغلب عليها
-رحيم هو ايه حكاية البوليس اللي جه النهارده ده!!
نظرت لها فريدة لتقول بملل
-هو انتي لازم تدخلي في كل حاجة كده؟
نظرت لها هايدي بغضب بينما نهض رحيم ليقول
-تصبحو على خير
إتجه رحيم نحو الاعلى وما أن دلف للغرفة وجد إيلين جالسه على الاريكه والتي صاحت بغضب ما أن رأته
-أنا مش هاسمح بالهبل اللي بيحصل ده يزيد عن كده،ياريت تسيبني في حالي وتخليني أمشي إزاي أصلا تسمح لنفسك تتجوز واحدة مش عايزاك!!
-ياحبيبتي،اخيراً شوفت اليوم اللي بتفكري فيا..
ثم أقترب منها أكثر حتى أصبح أمامها مباشرة ويقول
-متفكريش فيا ياحبيبتي ولا توجعي دماغك بيا،أنا هاضطر أبقى برة النهاردة عشان عندي شغل ياريت متعمليش مشاكل لحد ما أجي
أشاحت إيلين بوجهه عنها لتقول بعدم تصديق
-مريض والله
-عندي ليكِ مفاجأة بكرة هاتعجبك أوي
إيلين بتوتر ظهر على تقاسيم وجهها
-هاتعمل ايه،اياك تأذي حد
ظهرت إبتسامة متسلية على وجهه رحيم ليقول
-كله لمصلحتك يا حبيبتي
قام رحيم بتركها، و اتجه نحو الخارج بينما جلست إيلين على الأريكه مرة اخرى بقلة حيلة وقد بدأت معدتها تؤلمها من التوتر الذي امتلكها
..................
كان أسر يجلس على الفراش ناظراً لهاتفة ينتظر تلك المكالمه بفارغ الصبر وبالفعل وجد اسمها يضئ الشاشة فقام بالرد عليها
-مين؟
-أنا فريدة يا أسر
-فريدة مين؟
بينما على الجهة الاخري بدأت فريدة تشعر بالتوتر لتقول
-فريدة يا أسر إنت لحقت تنساني ولا ايه؟
ظل أسر صامتاً لعدة ثواني ظنت هى بالجهة الاخرى أنه أغلق الخط ليقول أخيراً
-بعتذر يافريدة حصلت كام حاجة بس، عشان كده مش مركز،المهم إنتِ روحتي؟
-اه من بدري، أنا بس حبيت أشكرك على طريقتي وأتمنى توافق نفطر الصبح مع بعض
ظل أسر صامتاً لعدة ثواني لتتسائل فريدة
-أسر سامعني؟
-تمام كنت بشوف بس ورايا حاجه ولا لأ
-هبعتلك اللوكيشن
-لا خليني أنا أختار المكان
-اوكي مستنية،باي
اغلق أسر معها شارداً  إذا كانت تلك الطريقة الصحيحة للعثور على إيلين أم لا، فـ هو لا يحب إستغلال أحد في عمله يشعر بالضيق الشديد من نفسه، هو الآن يفعل ما فعله مراد بـ إيلين، إذاً لماذا كان يبغض تصرف مراد وها هو الآن يفعل نفس الشئ!!!
دلف مراد في ذلك الوقت ويبدو على وجهه الارهاق والغضب ليتسائل اسر
-ايه اللي حصل؟
-محصلش
-براحتك
قام مراد بتجاهله واتجه نحو الحمام لاخذ دوش بينما قام أسر باخذ قراره، لن يُدخل فريده بتلك اللعبه فقام بأرسال رسالة لها ليخبرها بأنه طرئ له عمل عاجل وسيضطر للسفر غداً وبعد ذلك قام بالاتصال على علي
-علي عايزك تعرفلي رحيم الرفاعي ساكن فين
علي بهدوء:-ساكن في ***
-و إنت عرفت منين بالسرعه دي!!!
-عاصم كان معايا وهو بيكلم مراد وبيقوله
قام أسر بتدليك رقبته بضيق
-تمام يا علي وفكرني لما أخلص من موضوع إيلين أهتم بعاصم، عشان تصرفاتة الغبية دي وإنه بيتكلم في الشغل قدام أي حد عادي
-تمام يباشا
اغلق أسر معه وقد قرر أن يكمل عمله بنفسه كما يفعل دائماً، وبعد أن إنتهى من بعض المكالمات الهامة التي يمكن أن تساعدة إتجه نحو الفراش ليغفو بعمق
.................................
دلف جاسر للمكتب بعد استمع لصوت ماجد يأذن له بالدخول
-ماجد باشا رحيم بيه بره ندخله ولا ايه
-إنت مستني ايه دخلة بسرعة
بعد خروج جاسر دلف رحيم ليقول ماجد سريعاً بترحيب وهو يقف
-اهلاً يا رحيم باشا
جلس رحيم على المقعد الجلدي ليقول
-أقعد
جلس ماجد على المقعد المقابل له متسائلاً بفضول
-ايه سبب الزياره المفاجأه دي؟
-إيلين
ماجد وقد بدا عليه التوتر
-مالها
قام رحيم بالقاء ملف يمسكة بيديه ليقول
-بقت عندي
نظر ماجد نحو الملف باهتمام ثم قال
-من امته؟
قام رحيم بوضع قلم أمام ماجد ليقول
-مش مهم من إمته، المهم وقع على الورق ده
-ايه ده؟
-عقد جوازي أنا و إيلين
-معني كده شغلي هيرجع زي الاول؟
رحيم بنبرة هادئة أثارت غضب هذا القابع امامه
-كل واحد بياخد نصيبة يا ماجد إخلص إمضي
ماجد بتساؤل يشوبة الغضب
-قصدك ايه بالكلام ده، إحنا متفقين إنت هتاخد ايلين و أنا شغلي هيتظبط
-أنا إديتك فرصتك بس إنت مستغلتهاش صح، أنا حبيت أوجب معاك وخليتهم يصبروا شوية والكورة دلوقتي بقت في ملعبك، يعني الشحنة بتاعتك أنت اللي هتقرر هتدخل البلد إمته وهتسلمها لاصحابها إمته، وبالنسبه للمرشد اللي موجود وسط رجالتك ياريت تخلص منه في أسرع وقت وتشيل الورق اللي هيوديك في ستين داهية ده من المكتب أو تخلص منه عشان لو الورق أتمسك البوليس مش هايلحق يمسكك عشان، هاتكون خلاص بح وإنت فاهم كده كويس
-وانت عرفت منين بحكاية الورق!
رحيم ضارباً المكتب جوارة بكف يديه قائلاً بغضب
-فوق كويس لنفسك ولشغلك إحنا عارفين كل حاجة بتحصل معاك، العيون عليك بقت كتير الفترة دي ونهايتك قربت، الورق اللي شايلة في المكتب تخلص منه في اسرع وقت ومش عايز أسمع حاجه تاني عنك اليومين دول
ظل ماجد صامتا ليصيح رحيم بنفاذ صبر
-إخلص إمضي على الورق
اخذ ماجد القلم والأوراق وبدأ بالتوقيع بينما كان رحيم يبتسم..
صباح اليوم التالي..
كانت إيلين جالسة على الاريكة وهى تضم قدميها لصدرها، تنظر الى الفراغ شارده فيما حدث مسائاً
Flash back..
تقف بالشرفة وهى تدعو الله بسرها أن يُخرجها من هنا بأسرع وقت وأثناء هذا إنتبهت لرحيم الذي أصبح جوارها صائحاً بنبرة بدت لها مريبة
-بقيتي ملكي
نظرت إيلين له لتقول بتهكم
-ليه شايفني عربية ولا ايه!!
نظر رحيم لعينيها مباشرةً صائحاً بابتسامه جعلتها تشعر بالرهبة
-أنا أي حاجة بتدخل الڤيلا دي بتبقي ملكي ومحدش يقدر يلمسها او يأذيها...
ثم صمت ليقوم بلمس وجنتها بأطراف أصابعة مستغلاً صدمتها
-بس أنا سامحتك لما إنتِ بهدلتي الاوضه هنا، ومتعرفيش جاهدت قد ايه عشان أفضل هادي ومأذكيش عشان زي ما قولتلك إنتِ آخر حد أفكر آذيه، بس مش معنى كده إنك تكرري الموضوع ده تاني عشان المرة الجاية هبقى وحش أوي بس مش معاكي هيبقي مع صاحبة عمرك إنتِ فهماني؟
كانت إيلين تستمع له وهي تعجز عن الرد لا يخطر ببالها اي شئ سوا أنها الان بين يد شخص مريض بـ Obsessive love"الحب الاستحواذي"..
back..

أمواج العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن