كادت إيلين أن ترد،ولكن قطع حديثها صوت طرق شديد على الباب ليخرج كلاً من أسر وسراج أسلحتهم بينما اختبئت إيلين خلف أسر ليقوم بطمئنتها، واتجه سراج نحو الباب لفتحه وما أن شاهد الطارق قام بإرجاع سلاحه لمكانه ثم نظر لأسر ليطمئنه
قام سراج بفتح الباب قائلاً
-إتفضل يا مراد
-إيلين فين؟
توجهه أسر نحو الباب وإيلين تسير خلفه ليتسائل سراج
-عايز منها ايه؟
-دي حاجة متخُصكش
-والله مش حابب اكون قليل ذوق بس إنت في نص بيتي يا مراد ودلوقتي هى أمانة هنا فـ إحترم نفسك
-عايز ايه يا مراد؟
-فين إيلين يا أسر؟
ظهرت إيلين من خلف أسر لتقول بنبرة حادة
-عايز ايه يا مراد وإزاي ليك عين تيجي هنا؟
نظر لها مراد بإشتياق غير مبالي لأحد مما اثار غضب أسر
-وحشتيني أوي يا إيلين
-وحشتك؟أمشي يا مراد وبطل تقل من كرامتك بقا، وتبقى تحب واحدة تقدر مشاعرك الجميلة دي، بس ياريت تحبها بجد
-بس أنا حبيتك بجد يا إيلين، سامحيني، وصدقيني هتغير وهتلاقي مراد تاني غير اللي تعرفيه خلينا نبدأ من جديد
-اللي عايز يتغير بيتغير يا مراد صدقني مش بيستنى حد يغيره،وياريت تبعد عني وتشوف حياتك بقا، وحاجة تاني لو هتتغير إتغير لنفسك عشان بكمية الحقد دي مش هتقدر تكمل حياتك.
قامت إيلين بتركه ثم إتجهت للداخل ليصيح أسر شامتاً
-اظن الرساله وصلت يا مراد
-هخليك تندم يا أسر
ظهرت إبتسامة أسر المتهكمة،ليغادر مراد غاضباً، ثم أغلق سراج الباب ودلفو للداخل، وكادت منال أن تكمل حديثها، ولكن توقفت عندما قام أسر بالرد على هاتفة وبدأ صوته يعلو بغضب
-يعني ايه يا متخلفين يعني ايه قتل نفسه أنا مش سايب اتنين فوق دماغه، عشان لو حصل أي حاجه
إستمعت إيلين لصوت أسر الغاضب من الغرفة فقامت بالتوجه نحو الخارج لتتسائل ما أن رأت تشنجات وجه أسر الغاضبه
-مالك يا أسر؟
قام أسر بوضع يديه على جبهته لا يعلم كيف سيخبرها بخبر كهذا وما أن ظهر القلق على إيلين قال بهدوء
-إيلين....
قامت ايلين بهز رأسها، تحثه على إكمال باقي حديثه ليكمل شاعراً بغصة في حلقة فـ مهما حدث يبقى والدها
-البقاء لله والدك مات
كانت ملامح إيلين ساكنة والجميع ينظر لها بحُزن ظناً أنها حزينة، بينما هى كانت مدهوشة لا تعلم ما يعتريها من مشاعر الآن هل حزينة،ام لا يفرق معها؟ إنتشلها أسر من أفكارها بتساؤله القلق
-إيلين إنتِ كويسه؟
-ربنا يسامحة
إندهش الجميع لرد فعلها عدا ليان التي خرجت من الغرفة وقد إستمعت لحديث أسر لتقول بقلق
-إيلين إنتِ كويسة؟
-آه كويسة،أسر لو سمحت عايزه أنزل اقعد على البحر شوية
اومأ أسر برأسه لتتجه إيلين نحو الداخل وقامت بتبديل ملابسها ثم إتجهت نحو الخارج مع أسر..
..............................
كان رحيم جالساً بالحديقة، يُمسك هاتفه وهو يتحدث لشقيقة
-ايه يا وليد في أي أخبار جديدة؟
-ماجد إنتحر،وعرفنا مكان إيلين ورجالتنا وراها وفي أول فرصه هناخدها ونقتل أسر ونيجي على هنا علطول إتطمن
-مستنيك يا وليد ومستني الخبر في أقرب وقت إنت فاهم
...............................
ما أن ترجلت إيلين من السيارة،ركضت نحو الشاطئ كـ طفلة ترى البحر لإول مرة، كانت تشعر بالسعادة تغمرها رغم الأشياء التي حدثت معها، البحر صديقها الاول كانت دائماً ما تلتجئ إليه، لهذا ما آن تراه تشعر بالراحة..
ظلت تتأمل البحر بشرود لا تعلم كم طال شرودها ثواني، دقائق، ساعات وفي هذا الوقت إنتبهت لحالتها لتنظر لساعة يديها، فوجدت أنها تقف منذ حوالي ساعتين،لتنظر حولها لترى أسر بجوارها ينظر لها لتصيح محرجة
-أنا أسفة عارفة إني تعباك معايا
-تعبك راحة
-إحنا ممكن نمشي
بالجهة الاخرى كان مراد يقف على بُعد أميال،وهو يراقبهم ثم تذكر حديثة مع والده اليوم الذي أخبره برغبة جدة التي أصبحت تتكرر هذه الفترة كثيراً وهى زواجة من ندى وعند رفضة وجد هجوم من والده لم يعتادة والذي هدده بأنه سيمنعه من الميراث وبسبب معارف والدة الكثيرة سيوقفه عن العمل،وقد علم مؤخراً بأنه هو من أخبر رئيسة في العمل عن إيلين مما آثار غضبه،خرج من شرودة ثم تنفس بعمق ليتجة نحوهم عازماً على استرداد إيلين له..
كانت إيلين تتحدث مع أسر ثم إنتبهت لمراد القادم نحوهم فقالت هامسة
-مراد !
التفت أسر لما تنظر له ليجد مراد يتجه نحوهم، لُيخرج سلاحة سريعاً مصوباً تجاهة مراد الذي توقف مكانة مدهوشاً، بينما وقفت إيلين أمام أسر سريعاً
................................
كانت المشفى يملئها حالة من الهرج والمرج، بعد أن قام مدير المشفى باختيار اكفئ الأطباء بعد علمهم بحضور إصابات بطلق ناري، مشدداً على الاطباء
بـ أن حياة تلك الأشخاص مهمة جداً وبعد إستعدادتهم وإحضار نقالات طبية أمام باب الطوارئ لإستقبالهم أتت سيارة الاسعاف سريعاً لينزل المسعفين من العربة ثم اتجهو لفتح الباب فنزل أسر ممسكاً بيديها، يكاد قلبه يخرج من مكانة من فرط قلقه، وهو ينظر لوجهها الشاحب بينما نزل مراد من سيارة الاسعاف الاخرى وهو مصاب..
بدأو بإدخال كلاً منهم غرفة العمليات ليجلس أسر على الارض مستندأ على الحائط أمام غرفة العمليات
،ينظر نحو تلك الغرفة، يكاد يقسم أن روحه هى من بالداخل، كان يتنفس بصعوبة يشعر بالإختناق يصيب صدره غير قادراً على التنفس، لا يستطيع لمجرد التفكير بخسارتها،لقد ضحت بنفسها من أجله وقفت أمامة، بدأت الدموع تتراكم على غشاء عينيه متذكراً ما حدث
Flash back..
التفت أسر لما تنظر له ليجد مراد يتجه نحوهم، لُيخرج سلاحة سريعاً مصوباً تجاهة مراد الذي توقف مكانة مدهوشاً، بينما وقفت إيلين أمام أسر سريعاً..
وفي أقل من ثوانٍ كان أسر قد أطلق النار على الشخص الذي يقف خلف مراد، مصوباً سلاحة نحوه ليخرج صوت طلق ناري في هذا الوقت فوقع طريحاً للأرض بينما كان مراد يظن أنه سيصوب نحوه لينتبه لعينيه،مهما حدث فقد قابلهم مثل تلك المواقف كثيراً،يعلم تلك النظرة جيداً فقام بـ الالتفات سريعاً.. ليبدأ الاطلاق الناري من كلا الطرفين، حاول مراد ان يحتمي بشئ وبدأ بالاطلاق نحوهم بينما كانت إيلين تشعر بـ أن نهايتها قد اقتربت وكان أخر شئ رأته قبل أن تفقد الوعي نظرات أسر القلقة عليها..
بعد مُدة لا بأس بها من تبادل الطلق الناري كان قد وقع ثلاث رجال مسلحين،ليهرب الباقي عند استماعهم لصوت صافرات الشرطة، ليتجه كلاً من مراد وأسر نحو إيلين سريعاً لطلب الاسعاف..
back..
فاق أسر من شرودة عند رؤيته إغلاق الضوء الأحمر وهذا يعني أن العملية قد إنتهت ليدعو الله ان تكون بخير، ثم وقف سريعاً ما أن خرج الطبيب ليقول بنبرة يشوبها القلق
-طمني يا دكتور
ما أن أخبره الطبيب بوضعها الصحي وأنها أصبحت بخير شكر الطبيب ليتنهد براحة، اخرج أسر هاتفة ليتحدث مع سراج
-سراج اتصرف بـ أي طريقة عشان حادثة النهاردة،مينفعش اتحجز
-ده كان تبادل طلق ناري يا أسر،الموضوع كبير،ومش هايتقفل بالسهولة دي،اللي أقدر أعمله دلوقتي اني أحاول آجل الموضوع على قد ما اقدر
-ماشي اتصرفلي بقا شوف حد من المعارف عنده طيارة خاصة لازم اسافر ألمانيا حالا،مش هاسيب ابن****يفلت باللي عمله
-ماشي يا أسر
ما أن أنهى اتصاله وجد شقيقته تتصل عليه فقام بالرد متسائلاً
-ايه ياحبيبتي إنتِ كويسة؟
اتى صوت ياسمين منهاراً عبر الهاتف متحدثة بنحيب وصوت باكي
-الحقني يا أسر بابا، بابا يا أسر عمل حادثة هو وماما وماتو
وقع الخبر على أسر كـ دلو ماء بارد في شتاء قارص البرودة لينتبهه لصوت شقيقته الباكي بألم مزقة
-بابا مات يا أسر، سندي مات
ثم أكملت بمحيب أكثر عبر الهاتف جعلت الدموع تسيل على وجنته
-وماما،أنا كلمتها من يومين قالتلي هانزل وأعوضك كل الفتره اللي غيبتها، ماتوا وسابوني يا أسر، الاتنين في يوم واحد..
ما أن انتهت من حديثها بدأت تبكي بينما كان حال أسر يُدمي القلب فـ هو ولأول مرة لا يدري ما يجب فعله، يشعر بالتشتت وقلة الحيلة ليقوم بمحادثه سراج مجدداً ليخبره بضرورة ذهابة لـ لندن مباشرة ولم يخبره السبب فقط قام بتوصيته على إيلين وعدم تركها أبداً إذا حدث له أي مكروة
بعد مرور اسبوع...
كان يجلس في المنزل هو وشقيقته بعد أخذهم لعزاء والدهم ووالدتهم،أصبحت ذقنة نامية، وجهه شاحب يحاول التماسك أمام شقيقته ليمدها بقوة لا يمتلكها في الاصل،كانت شقيقتة تبكي وتصرخ كل ليلة كـ طفلة صغيرة تركها والدها،لم يقم بتركها قام بمراعتها، حاول أن يُخرجها من حالتها الحزينة رغم حزنة ولكن بلا فائدة، فأصبح الحديث قليل، كانو يتناولون بعض لقيمات صغيرة ليقدرو على إكمال يومهم
خرج اسر من شرودة منتبهاً لياسمين، التي بدأ صوت شهقاتها يعلو شيئاً فشيئاً فاتجه نحوها ليحتضنها محاولاً تهدئتها...
..............................
كانت إيلين مستلقية على الفراش متذمرة بضيق
-خلاص يا طنط زهقت من القاعدة هنا يا تاخدي إذن من الدكتور عشان نمشي يا هاهرب أنا
-تهربي !! إستهدي بالله يابنتي الدكتور كتبلك على خروج بكرة
-خلاص إتخنقت بجد، مش هاقدر أقعد ساعة كمان هنا، مش هاتفرق النهاردة من بكرة لو سمحت عايزة أخرج
-حاضر هخلي سراج يكلم الدكتور
إبتسمت إيلين برضا، فـ بعد أن إستيقظت قامت منال برعايتها، بعد أن تأكدت من شكوكها فقد أخبرها سراج أنها إبنة رجل الأعمال ماجد البحراوي راوياً قصتها لتتأكد من شكوكها فـ هذا الشبهه كان يقلقها ولكن منذ علمها بإنها ابنة شقيقتها دائماً ما ساورها شكوك حول كذب ماجد بشأن موتها
ورغم دهشة إيلين من هذا الاهتمام إلا أنها كانت سعيدة بشدة فـ لاول مرة يراعها أحد بهذا الحُب دون أي مقابل، وعندما تسائلت عن سبب هذا الاهتمام، جاوبتها أنها ستخبرها بكل شئ عندما تتحسن صحتها، حيث أخبرهم الطبيب بـ أن راحتها النفسية أهم حافز لكي تتجاوب مع العلاج..
-طنط منال هو أسر فين، غريبة يعني إنه مجاش طول الفترة اللي فاتت
لم تُرد منال إخبارها بما حدث معه لتقول
-قال إن عنده شغل مهم ياحبيبتي، و أول ما يخلصة هايجي علطول، ولوقتها سراج هيكون مهتم بحمايتك
-حمايتي؟ ليه هو في حاجة
-قصدي إن أسر وصاه عليكي وإنه يخلي باله منك
لم تُعلق إيلين فـ هى تشعر بالقلق عند تذكر ما حدث، يوجد شئ يخبرها بإن رحيم خلف هذا الامر
فاقت إيلين من شرودها على صوت طرق الباب لتقوم منال بفتحه لتجد الممرض يدخل مخفياً وجهه، لكن مهلاً هى تعلم هذا الوجهه تحاول الضغط على ذاكرتها، تريد أن تتذكر أين رأته وأخيراً تذكرت وياليتها لم تتذكروما أن وجدته يقترب بدأت ملامح الرعب تكتسي ملامحها!!!
أنت تقرأ
أمواج العشق
Romanceيظُنها الجميع فتاة ثرية، مدللة، وحيدةٌ والدها وتُغدق بالدلال.. ولكن ما لا يعلموه أنها تُعاني من أب قاسي لا يعلم الرحمة.. ذهبت ليان لصديقتها إيلين لتطمئن عليها وأثناء ذهاب ليان لمكتب والد إيلين إستمعت له بالصدفة يتحدث بهاتفه بما لم يتوقعة أحد وما أ...