الفصل الثالث عشر

1K 62 0
                                    


كان ماجد يجلس على مكتبه يفكر بما سيحدث إن لم يجد إيلين خلال يومين واثناء هذا صدر رنين هاتفه ليجد أن جاسر هو المتصل فقام بالرد سريعاً
-ها ياجاسر لقيتها؟
-في أسيوط يا باشا
-اسيوط !!
-إحنا كُنا مراقبين ليان هى حاولت تشوشنا بس عرفنا نجيبها في الاخر وحاليا قدام البيت اللي موجودين فيه ، ومستنيين أوامر حضرتك
-الموضوع ده لو تم على خير ليك عندي مكافأة كبيرة أوي يا جاسر حاول بس تعرف كل حاجه عندك كده ،و إيلين بتعمل ايه هناك ومتخليش ليان او إيلين يشوفك عشان هيعرفوك علطول
-تحت أمرك يا باشا
-وحاول تمسك إيلين وهى لوحدها عشان تعرف إن إحنا وراها، ومش هتعرف تهرب مني تاني
.................
كانت إيلين جالسه بشرود،فقد قررت أن تترك كل شئ وتذهب،وقفت إيلين وأمسكت بعلبة الدواء التي بجوارها واخذت منها ثم بدلت ثيابها وأمسكت بالسماعات لتضعها في أُذنها ثم إتجهت نحو الخارج وكان أسر خلفها والذي قام بالنداء عليها ولكن إيلين
لم تنتبه له حيث كانت تشغل الموسيقى بصوت صاخب فقام بوضع يديه على كتفها لتنتفص بذعر
فقام أسر بابعاد يديه قائلاً
-اهدي ده أنا
إنتشلت إيلين السماعات من أُذنها لتقول
-إتفضل في حاجه
-انتي كويسة؟
-ايوة
أتى مراد في ذالك الوقت من خلفها ليقول
-إيلين
التفتت إيلين له ثم اردفت ببرود
-في حاجه؟
ابتسم مراد لها بغرض استفزازها ليقول
-روحي استريحي اليوم بكرة هيبقى طويل
قامت إيلين بتركهم ثم أكملت سيرها بضيق وتلك العيون تراقبها !!
....................
ليان بغضب وهى تدور بالغرفة
-ليلى أنا عايزة أتكلم مع مراد إيلين مش هاتعمل حاجة غصب عنها
-ليان أنتِ عارفة مراد كويس، وأنا مش هاقدر اقولة حاجه في الموضوع ده
ليان بانفعال اكبر من حديثها
-إيلين تعبت كتير في حياتها، وكفايه لحد كده أنا كنت مأمناكي عليها يا ليلى، ومش عشان مصلحة مراد تأذي إيلين
تحدثت ليلى بضيق هذه المرة
-ليان أنا عملت اللي عليا وبعدين انتي كمان عارفة مراد كويس، عايزة تتكلمي في الموضوع كلمية هو أنا ماليش دعوة،  أنا مراد مش بيسمحلي أتدخل فـ  أي قرار ياخده
استمعت إيلين لحديثهم من خلف الباب وهى تشعر بالصدمة وعزمها على الذهاب يزداد
.................
نظر أسر نحو مراد الذي ينظر للأفق فقال
-مش ناوي تتكلم وتقولي خطبتها ليه؟
-هتعرف بعدين
-وايه جو بنحب بعض ده !!
-دي تمثيلية أكيد مبحبهاش
-هنتكلم في الموضوع ده يامراد
-أكيد هنتكلم..
إتجهت إيلين نحو غرفتها، وهى تشعر بحزن شديد يداهمها بسبب تلك الحالة التي وقعت بها، ليس لديها أحد ليُساندها فـ هى لا تعلم أي شئ متعلق بعائلة والدتها سوا ان والدتها لديها شقيقة ولا تعلم مكانها، وأقارب والدها جميعهم لا يتحدثون معه، لا أحد سوا ليان، ظلت تفكر بحالتها وهى تشعر باليأس والشفقة على نفسها إلى ان شعرت بالضجر فـ قررت الي ذلك الوقت ستذهب لتستنشق بعض الهواء النقي،
التقت إيلين بـ ليان في الردهه فـ اتجهت ليان نحوها لتتسائل بحنان
-إيلي انتي كويسة؟
-كويسة هاطلع اتمشى شوية اتخنقت من المكان هنا
أمسكت ليان بيديها لتقول
-تحبي أجي معاكي؟
-عايزة ابقى لوحدي شوية
-ماشي لو احتاجتي حاجة كلميني
اومأت لها إيلين، وأكملت سيرها نحو الخارج،ظلت تسير دون وجهه محددة مستمتعه بنسمات الهواء التي تداعب وجهها غافلة عن تلك العيون التي تراقبها، وبعد فترة لاحظت إيلين سير أحد خلفها فقامت بالنظر خلفها وكادت أن توبخة، ما أن علمت هويته كادت أن تصرخ بشدة ولكنه قام بتكميم فاهه سريعاً ليقول محذراً
-ششش مش عايز أسمع صوتك
فرت دمعه هاربة من إيلين من شدة الضغط النفسي الذي تمُر به مخبرة ذاتها بأن نهايتها قد اقتربت على يد والدها فلن يسامحها تلك المرة على فعلتها أبداً فقالت بصوت يكاد يكون مسموع ما أن ابعد جاسر يديه عن فمها
-جاسر!
-احنا وراكي دايماً بصي هناك كده
نظرت إيلين لما يشير له فوجدت سيارتان دفع رباعي فقالت محاولة التماسك أمامه
-عايز ايه؟
-ماجد باشا حابب يعرفك إنك مهما هربتي مش هتقدري تهربي منه وخليكي عارفه إن عنينا عليكي
ثم قام بامساك هاتفه ضاغطاً على بعض الازرار ليعطي الهاتف لإيلين
-اتكلمي
قامت إيلين بامساك الهاتف و وضعته على أُذنها لتستمع لاكثر صوت تبغضة بـ هذا العالم
-حبيبة بابا ينفع اللي عملتيه ده! تهربي من البيت كده وتقلقيني عليكي، الغيبه طولت المرة دي بس متقلقيش بكره بالكتير هتبقي معايا وهنرجع زي الاول ياحبيبتي
صرخت إيلين بانفعال رافضة عودتها مجدداً
-انت واحد مريض نفسي، أنا مش هارجعلك ومحدش هيقدر ياخدني من هنا غصب عني
-اهدي كده ده انتي تعبانه حته وطالعه من المستشفى
صمت ماجد لثوانِ قبل ان يقول مهدداً بنبرة تعلمها إيلين جيداً
-لو مطلعتيش مع جاسر النهارده تاني يوم هتترحمي على عيلة البنت اللي قاعدة عندها
-أنا بكرهك
قام جاسر بأخذ الهاتف منها بعد أن اغلق ماجد ليقول
-اجهزي الساعة 8 هانيجي ناخدك وطبعاً الباشا عَرفك اللي هيحصل لو اعترضتي
قام جاسر بتركها بينما خارت قُوة إيلين الهاوية لتجلس على الارض تبكى..
.......................
كان الجميع جالس على مائدة الطعام الى أن أردف محمد بتساؤل
-فين إيلين يا ليلى؟
رفعت ليلى منكبيها دليلاً على عدم معرفتها فجاوبت ليان
-طلعت تتمشي
إلتفت لها مراد ليقول متسائلاً بنبرة باردة رغم قلقة من الداخل
-طلعت من امته؟
-يعني حوالي ساعة
كاد مراد أن يذهب لرؤيتها ليجدها امامة تقول بنبرة جافة وملامح باهتة
-جيت مفيش داعي
اتحهت ليان نحوها من أن رأت حالتها لتقول بقلق
-إيلين ايه اللي حصل انتي كويسة؟!
-كويسة أنا طالعة أرتاح شوية
أمسكت ليان بيديها لتقول باصرار
-انا كمان هطلع معاكي
اتجه مراد نحوهم ليقول
-خليكي يا ليان انا هتكلم مع إيلين
قامت إيلين بتجاهلهم لتتجه نحو الأعلى بينما ذهب مراد خلفها
-إستني
تجاهلته إيلين ودلفت لغرفتها وجلست على الفراش
مراد محاولاً التحكم باعصابة
-لما أقولك تستني يبقى تستني
-هتعمل ايه يعني هتكلم ماجد بيه وتقوله إن بنتك هنا، عارف يا مراد أعمل اللي تعمله، أنا ارجعله ولا أني اتخطب لواحد زيك
-لو خلصتي كلامك، أنا اساساً عارف ان الحرس بره وبيراقبك
نظرت له إيلين بانفعال لِما جعلها تعايشة منذ قليل رغم معرفته بوجودهم وما يُمكن أن يحدث
أخرجها مراد من شرودها مكملاً حديثة
-محدش يقدر ياخدك من هنا
نظرت إيلين لساعة يديها قائلة بتهكم
-قدامهم عشر دقايق ويوصلو، إطلع بقا عشان هغير هدومي
-مش هاتمشي من هنا محدش هيقدر ياخدك غصب عنك
-ومين قال إنه غصب عني أنا هاروح معاهم بمزاجي اطلع لو سمحت ومتعملش مشاكل

إتجة مراد للخارج ليمسك بهاتفه قائلاً
-ليان عايزك هستناكي برة
إ

تجهت ليان نحو الخارج لتجد مراد أمامها فتسائلت بقلق
-في حاجة يا مراد إيلين كويسة؟!
-الحرس بتاع أبو إيلين جه وهايخدها بعد عشر دقايق
وضعت ليان كف يدها على فمها لتكتم تلك الشهقة التي صدرت منها ثم قالت برعب بان على تقاسيم وجهها
-ازاي وعرفو مكانها منين؟
-منك يا ليان كانو بيراقبوكي ياحبيبتي
-مراد إيلين لازم تهرب حالاً
-رفضت
-يعني ايه ده ممكن يقتلها
-يعني ايه ممكن يقتلها !!
-يا مراد إنت متعرفش أي حاجه عن الراجل ده، ده مريض نفسي، مبتشوفش كان بيعمل ايه مع إيلين.. إيلين عانت كتير في حياتها، وانت زودتها لما غصبت عليها إنكو تتخطبو أرجوك يا مراد حاول تنقذ إيلين من الإنسان ده
-إيلين أمانه معايا نادي أسر وخليه يطلعلي أوضة إيلين
ليان بتساؤل يشوبة القلق وهى تسير جواره نحو الداخل
-هتعمل ايه؟!
أفصح مراد عمّا يدور في ذهنه
-هنومها لحد ما اخلص من الحرس اللي برة عشان متعملش مشكلة
-واثقة فيك
إتجه مراد نحو الأعلى بعد أن جلب مخدر من غرفته، ليذهب نحو غرفة إيلين دالفاً إياها دون استئذان
كانت إيلين تغلق ازرار القميص لتجد مراد أمامها لتقول بغضب بعد أن اغلقت قميصها
-يخربيت قلة الذوق والوقاحة بتاعتك يابني أدم إنت داخل سوق
وضع مراد القليل من المخدر على محرمة قطنية بينما كانت إيلين تراقب ما يفعلة برهبة لتقول
-إنت بتعمل ايه؟
سار مراد نحوها ليقول بأسف زائف
-إنتي اللي خلتيني أعمل كده
تحركت إيلين للخلف تلقائياً لتردف وقد تملكها القلق
-مراد إنت هلتعمل ايه ابعد عني والله اصوت
كان بالفعل قد أصبح أمامها ليُمسك بها بإحكام وهو يقول
-نامي ولما تصحي كل حاجه هتبقى تمام
إرتخى جسد إيلين لتقول وهى تقع بين يديه
-هيقتلوكو يا مراد لازم أمشي معاهم

أمواج العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن