«اصحي بقى حرام عليكِ، هتأخر على يوم تخرُّجي كمان بسببك.»
صعد السرير جالسًا على ركبتيه يُحاول إغلاق أزرار قميصه بيدٍ، وبالأخرى يهزُّ كتفها بقوةٍ بعدما اعتاد على نومها الثقيل، ولكنّ الأخرى عبستْ بنومها مجعدةً ما بين حاجبيها تتذمّر صارخةً بنعاسٍ مُغلقة العينين:
«خمس دقايق بس يا خالد وهصحى.»
«يعني الخمس دقايق دول هما اللي هيفرقوا معاكِ؟ هتشبعي نوم بيهم يعني؟»
تساءل خالد بضيقٍ ناهضًا عن السرير يغلق زرّ قميصه الأخير، ففتحتْ هي عينًا واحدةً تنظر له بنعاسٍ هازةً رأسها بنعم، ثم أغلقتْ عينها تتقلّب في نومها ساحبةً الغطاء على كامل جسدها تمنحه ظهرها تغطُّ في النوم مجددًا، حينها نظر لها بغيظٍ واتجه لدورة المياه الملحقة بغرفته في شقة والديه القديمة التي انتقل معها للعيش بها بعد ما حدث لها مؤخرًا من جدها، عاشا معًا لما يُقارب الخمس أشهرٍ رحلت هي بعد في منتصفهما عودةً لمدينة مسكنهما دمياط تؤدي اختباراتها النهائية للصف الثاني الثانوي، وحينما أرادتْ البقاء بمنزل والديها بعد الاختبارات، أقام خالد قيامته حتى أعادها له في القاهرة لتبقى معه حتى تخرُّجه من الجامعة، أي حتى هذا اليوم.. يوم حفل تخرُّجه رسميًا من أكاديمية الشرطة واستلامه لشارته ومسدسه.
ولكنها تعيق يومه المُنتظر بنومها الطويل والثقيل دائمًا، فلا يستطيع الذهاب من دونها للحفل بعد أن توسّلته لأسبوعٍ كاملٍ ووعدها بأخذها معه للحفل، أوليست هي مَن أراد الذهاب معه؟ لمَ تنام الآن؟
تنهّد خالد بقوةٍ يخرج من دورة المياه مجددًا بعدما نسي لما دخلها ذاتًا، ثم حمل فرشاة شعره وبدأ بتمشيطه، وقف أمام مرآة طاولة الزينة المُقابلة للسرير يضع ربطة عنقه ناظرًا لانعكاسها على السرير بالمرآة بشرودٍ، ثم ضيّق عينيه للحظةٍ يستدير مقتربًا من الفراش حتى جلس على طرف السرير، مرّر كفّه بخفةٍ على جبينها يزيح خصلات شعرها للخلف مدققًا النظر لتفاصيل وجهها وكأنه يراها للمرة الأولى، إلى أن جذبت انتباه عينيه بتحريكها لشفتيها بنعاسٍ وكأنها تحاول التلفُظ بشيءٍ، فاستمر بالنظر لشفتيها بتركيزٍ لبعض الثواني حتى أدرك نفسه أخيرًا مبتلعًا لُعابه، رغم ازدياد قُربهما من بعضهما طوال فترة بقائهما بمفردهما في هذه الشقة بعيدين عن العائلة ومدينة منشئهما بأكملها، إلّا أنه كان يحاول جاهدًا السيطرة على نفسه بقُربها كي لا يفقد سيطرته وتحدث بينهما نفس العلاقة التي حدثت بفندقٍ كانا برحلةٍ به، ومن بعدها تغيّر الكثير بحياتيهما، تعرّضا للكثير من المشاكل والأحداث التي هو في غِنى عنها حاليًا، ولكنها لا تساعده في التحكم بنفسه، بل اعتيادها على وجوده كزوجةٍ له بعقد قرآنهما جعلها تعامله بقُربٍ يزداد تدريجيًا، أصبحت تنام إلى جانبه على سريره وبغرفته يوميًا بدلًا من البقاء في الغرفة التي خصّصها لها، تنام بعناقه رغم كونه عاري الصدر أغلب الليالي بطبيعة كرهه لارتداء القمصان أو تغطيه جذعه العلويّ، حتى قضاؤهما لبعض الليالي الترفيهية معًا كانت تتقرّب منه بتلقائيتها المُعتادة، غير مدركةٍ أن هذه التلقائية تثيره تجاهها أكثر، يحاول إبعادها كي لا يحدث شيءٌ بينهما إن فقد سيطرته، ولكن جانبًا أوسع منه يرغب بتلقائيتها هذه، يرغب باندماجها معه، باعتبارها إياه زوجها رغم عدم إقامتهما للزفاف بعد، ورغم كل الظروف.
أنت تقرأ
لأنني أنثى (الكتاب الثالث) |+١٦|. ✔️
Spiritualقالوا أنني امرأة، والرجالُ قوّامون على النساء. - الجزء الثالث من رواية (مذكرات مراهقة). - عن قصة حقيقية رُويَتْ من أفواه أبطالها. الجانب الدرامي المُناضل مني: {ندى الشحات}. الغلاف من تصميمي. ما بالرواية من أحداث نقلتُها بعد أخذ الإذن المُثبت من أصحا...