تحذير: يحتوي الفصل على بعض المشاهد الجريئة والألفاظ القوية.
سؤال قبل البدء يهمني إجابته: هل ما يجذبكم لهذه الرواية هي فكرتها وطريقة السرد أم أنّها عن أحداث حقيقية؟
.......قد يدفعك فضولك لفعل بعض الأمور الغبية، خاصةً إن كنت تشبُع فضولك دون التفكير في ما تُقبل عليه أو حتى نتائجه. وفي هذه الحالة تأكّد أنك ستتعرّض لنتائج سيئة، وربما الأسوأ.
فضول نبيل دفعه للإقدام على أخطر الخطوات وأغباها في حياته. فبدلًا من هربه لمحافظة الأقصر بجنوب مصر عند صديق والده مُتخفيًا من الشرطة وبراثن خالد كما أمره والده، قرّر الذهاب لزيارة ندى في المشفى الذي ترقد به.
غباءً كان أم تهورًا، يغضب عليه والده أو يمسك به خالد ويُنهي حياته، لمْ يفكّر نبيل في شيءٍ سوى أنّه يريد رؤية ندى، يريد تفحُّص ملامحها للمرة الأخيرة قبل رحيله، يريد لمسها ورؤية نتيجة اعتدائه عليها بها.
ابتسم نبيل وهو يرفع قلنسوة سترته الشتوية الرمادية على رأسه مخفيًا بها شعره البنيّ الكثيف وملامحه الفاضحة لكونه ليس مصريًا كما الجميع حوله، التقط نفسًا عميقًا ينظر لسائق السيارة التي خصّصها والده له لتوصله لأقرب محطة قطارٍ سيأخذه لمحافظة الأقصر - نظرةً خاطفةً، بعدما اتفق مع السائق يعطيه مالًا أكثر كي لا يخبر والده أنّه أحضره هنا، السائق لمْ يعرف مَن هو نبيل وما فعله بندى ولمَ يذهب لمحطة القطار، كل ما عرفه هو أنّه سيحصل على المزيد من المال؛ لذلك وافق على عدم إفشاء سرّ نبيل لوالده وأحضره إلى هذه المشفى ببساطةٍ.
فتح نبيل باب السيارة وخرج منها أخيرًا يُغلق سحاب سترته واضعًا كفّيه في جيبيّ سرواله الچينز الأسود يُخفِض وجهه قليلًا للأرض كي لا يرى أحدهم ملامحه، خاصةً بعدما علِم من صديقه إبراهيم الذي شاركه جريمة ما فعله بندى بهذه الشقة - أنّ ندى بهذا المشفى، وهو نفسه المشفى الذي يعمل فيه والدها.
تقدّم من البوابة الأمامية بهدوءٍ متخطِّيًا رجل الأمن، وبسهولةٍ ولحسن حظّه استطاع عبور بهو الاستقبال دون أن يعترض أحدٌ طريقه بسبب انشغال الموظّفين بالمشفى بدخول أربع شباب تعرّضن لحادث سيرٍ خطيرٍ. صعد الدرَج ينظر لأبواب الغرف في الطوابق التي كان يتجوّل بها بحريةٍ وكأنّه لا يخشى رؤية خالد له أو أي فردٍ من عائلة ندى قد يشكُّ به، كان نبيل ذلك الشخص الجرئ غير المبالي، ولدرجةٍ غير طبيعيةٍ.
استمر بالنظر لأرقام الغرف حتى وصل للطابق الثالث يقف أمام غرفةٍ مكتوبٌ بجوار بابها على لافتةٍ زرقاء صغيرةٍ "غرفة الرعاية المشدّدة" بالعربية والإنجليزية أيضًا، فابتسم نبيل باتساعٍ ينظر من نافذة الباب الدائرية الصغيرة لجسد ندى المُمدّد على السرير الطبيّ بالداخل والأجهزة والإبر منغرزةٌ بجلدها. مدّ كفّه يفرده على النافذة وعيناه تراقبان جسدها شبه الهامد أمامه بسعادةٍ، وأخيرًا رآها قبل ذهابه، والآن يحتاج للمسها، يحتاج لتحسُّسها.
أنت تقرأ
لأنني أنثى (الكتاب الثالث) |+١٦|. ✔️
Espiritualقالوا أنني امرأة، والرجالُ قوّامون على النساء. - الجزء الثالث من رواية (مذكرات مراهقة). - عن قصة حقيقية رُويَتْ من أفواه أبطالها. الجانب الدرامي المُناضل مني: {ندى الشحات}. الغلاف من تصميمي. ما بالرواية من أحداث نقلتُها بعد أخذ الإذن المُثبت من أصحا...