تحذير: يحتوي الفصل على بعض الأفكار والمشاهد الجريئة التي قد لا تناسب صغار السن +١٨.. فإن كانت مثل هذه المشاهد تؤثر بكم لا تقرأوها بدايةً من إشارات التحذير.
.......العِناد.. صفةٌ تودي بصاحبها لما لا تُحمَد عُقباه، تجده سهل السير في البداية، ولكنّك تُنهيه بأسوأ النتائج. لا يجلب العِناد سوى البؤس لصاحبه، خاصةً إن كان صاحبه متمسِّكًا به رغم النتائج.
تقلَّد والد شروق، المهندس أحمد الحُسيني مديرٌ مشاركٌ بأحد أكبر شركات المقاولات في محافظته، ذلك المُتعلِّم المُكافح صفة العِناد، وجد أنّ خِتان الإناث أمرًا طبيعيًا رأى شقيقاته، والدته، زوجته والعديد من نساء عائلته قد تعرَّضن له في صغرهنّ حينما كان البعض يظنّون أنّ الأمر سُنّةٌ مستحبَّةٌ عن رسول الله، فترسَّخ في عقله منذ الطفولة وحتى الآن أنّ الخِتان ضروريّ لنسائه، بما فيهنّ ابنته المُراهقة التي لمْ تكمل عامها الثامن عشر بعد، فحارب لإجبارها عليه، حارب نفسه، مجتمعه، ابنته ورفضها، زوجته، ثمّ مكانته كأبٍ عرّض ابنته بنفسه لهذه الجريمة البشعة في حق الدين والقانون والأنثى قبل كل شيءٍ. بل وجعل ممرضًا لمْ يتلقّى شهادة ممارسة الطب مَن يُجري لابنته هذه العملية.
لا أحد يعرف لمَ كان والد شروق مُصِرَّا على إجراء عملية الخِتان لصغيرته التي ربّاها مُتعلِّقًا بها أشدّ التعلُّق، ولكن كل ما كان واضحًا أنَّه تربّى متزمِّتًا صارمًا في آرائه، ولربما أثار رفض شروق ووالدتها لهذا الأمر غيظه، فأصرّ أشدّ الإصرار على تعريض ابنته لهذه العملية البشعة، لا سيّما مجيئ ندى وتهديدها له من قبل بإبلاغ الشرطة إن أجبر ابنته على شيءٍ كهذا، الأمر الذي يدفعنا لقول أنّه أخذ الموضوع كتحدٍ أدّاه ولو على سيف رقبته.
وبالفعل أصبح هناك سيفٌ على رقبته، وربما غرفةٌ مغلقةٌ عليه للأبد.
فبعد أن اتصل مازن بالشرطة وأبلغهم بما حدث كان الممرض قد نهض عن الأرض محاولًا إمساك مازن وضربه حتى يستطيع الهرب قبل وصول الشرطة، ولكنّ الآخر عاجله بلكمةٍ عنيفةٍ كسرتْ له عظمة أنفه حتى صرخ الممرض متوجِّعًا يرتمي أرضًا، حينها التفت مازن يواجه والد شروق الذي كان لا زال مرتميًا أرضًا ينظر أمامه بصدمةٍ ألجمتْ لسانه وكأنه أدرك الآن فقط سوء ما فعله بابنته، أدرك للتو أن جزاءه سيكون الأسوأ.
حينها نظر مازن لباب الغرفة التي تتمدّد بها شروق فاقدةً وعيها وقلبه يعتصره ألمًا، كان يحاول كبح خياله من نسجها تتألّم بالداخل، تنهار بعد استيقاظها ومعرفة ما حدث لها. فإن كان مازن ذلك الشاب غير المُكترث لأي شيءٍ بالحياة، فإن شروق هي الوحيدة التي تعيده للحياة، تعيده لإدراك أهمية ما يفعله، ما يدرسه، وكل خطوةٍ يقوم بها في سبيل الوصول للمثالية المطلوبة والتي ستُأهِّله للتقدُّم والزواج منها فيما بعد. ولكن.. لمَ يشعر بهذا الألم الشديد؟ ألهذا السبب كانت مختفية طوال اليومين الماضيين لا تجيب اتصالاته أو رسائله حتى؟ ولمَ لمْ تخبره بما يحدث معها؟ لمَ لمْ تستنجده؟
أنت تقرأ
لأنني أنثى (الكتاب الثالث) |+١٦|. ✔️
Espiritualقالوا أنني امرأة، والرجالُ قوّامون على النساء. - الجزء الثالث من رواية (مذكرات مراهقة). - عن قصة حقيقية رُويَتْ من أفواه أبطالها. الجانب الدرامي المُناضل مني: {ندى الشحات}. الغلاف من تصميمي. ما بالرواية من أحداث نقلتُها بعد أخذ الإذن المُثبت من أصحا...