- قد يحتوي الفصل على بعض الألفاظ السوقّية والمشاهد الحادة.
.......
«مش هتحِنّي بقى؟ دا الحيوانات بقت أحنّ عليا منك يا قشطة.»
جعّدتْ مريم ملامحها باشمئزازٍ من صوته الذي اقتحم أذنيها فجأةً يعكّر صفو يومها بأكمله من صباحه، تجاهلتْ سيره يحاول اللحاق بها وأسرعتْ خطواتها ترتدي ثيابها المدرسية وترفع حقيبة ظهرها على كلا كتفيها كي لا تقع إن احتاجتْ للركض هربًا من هذا المُلاحِق لحياتها. ولكنه لمْ يستسلم، وبخطواته الطويلة كان قد أصبح يسير إلى جانبها ممسكًا بمرفقها يوقِفها رغمًا عنها قائلًا:
«اقفي بس هقول لك كلمتين وأوصلك للمدرسة بدل ما تمشي الطريق دا كله لوحدك، الشوارع مابقتش أمان يا مريومتي.»
«ما هي مابقتش أمان بسبب أمثالك، ابعد عني يا أمير واصطبح وقول يا صُبح، مش كل يوم أصطبح بوشك وتقفل لي يومي!»
ردّته مريم بحدةٍ مكشِّرةً ملامحها تسحب ذراعها من يده تكمل سيرها، فتجمّدتْ ملامح أمير لوهلةٍ اسودتْ فيها عيناه بعد هذه الإهانة الصباحية التي تلقّاها منها رغم أنها ليستْ المرة الأولى التي يتلقّى فيها كلامًا سامًا منها، ولكنّ وجهه لمْ يلبث أن عاد لوضعه الطبيعيّ مبتسمًا ابتسامته الشهيرة والجذابة، فأمير هو ذلك الشاب الذي تجذبك ملامحه وابتسامته رغم عدم كونه خارق الجمال لمعايير الجاذبية المطلوبة.
سار خلفها حتى أصبح في محاذاتها، فتأففتْ مريم بانزعاجٍ مقرِّرةً تجاهله وادعاء عدم وجوده مكملةً طريقها لمنزل ندى حيث تنتظرها كل يومٍ أمام بوابة منزلها لما يقارب النصف ساعةٍ لتذهبا للمدرسة معًا، ولكن فور وصولها تفاجأت بوقوف ندى أمام بوابة منزلها ترتدي سروالًا من الچينز وسترة جلدية سوداء لا تناسب جسدها غارقةً بعرضها وطولها، تلف حجابها الأسود بطريقةٍ عشوائية حاملةً حقيبة ظهرها على كتف واحدٍ، والأغرب في الأمر أنها ترتدي نظارتها الطبية ولأول مرةٍ تراها مريم بها في الشارع أمام الناس؛ فندى من النوع الذي يكره النظارة الطبية ويخجل من ارتدائها رغم كونها شيئًا طبيعيًا.
تقدّمتْ مريم تجاه صديقتها بينما توقّف أمير على مقربةٍ منهما لعلمه من هي ندى، ومَن هو زوجها أيضًا، حينها نظرتْ له ندى بتقززٍ قبل أن تدير عينيها لمريم متسائلةً بحدةٍ:
«الزبالة دا بيعمل إيه هنا؟»
ابتسمتْ مريم على سؤالها وطريقة نظرها لأمير وكأنه عدوّها اللدود، فاقتربت منها تجيبها بينما تمسح على كتفها بخفةٍ وكأنها أدركتْ عدم طبيعية حالة ندى اليوم من مظهرها فقط:
«قابلني وأنا نازلة وكان عايز يوصلني، رفضت بس لزق فيا وجيه ورايا ماعرفتش أعمل إيه سيبته بقى وكأنه مش موجود.»
أنت تقرأ
لأنني أنثى (الكتاب الثالث) |+١٦|. ✔️
Spiritualقالوا أنني امرأة، والرجالُ قوّامون على النساء. - الجزء الثالث من رواية (مذكرات مراهقة). - عن قصة حقيقية رُويَتْ من أفواه أبطالها. الجانب الدرامي المُناضل مني: {ندى الشحات}. الغلاف من تصميمي. ما بالرواية من أحداث نقلتُها بعد أخذ الإذن المُثبت من أصحا...