|١١|سأجعلكِ ملكي الآن ولآخر يومٍ بعمركِ.

5.7K 490 456
                                    

- تحذير: يحتوي الفصل على بعض المشاهد الحادّة والتصرُّفات العنيفة التي قد لا تناسب صِغار السن.
.......

الحب دواءٌ لدائه، سلاحكم ذا الحدين. يصيب دون الاهتمام لأي فارقٍ قد يضعه البشر. تشعره لذيذًا، يعطي معنى آخر لحياتك، يمنح قلبك أسلوبًا جديدًا للخَفقان، خَفقانٌ يحبُّه عقلك، تضطرب له معدتك. حتى يزيد عن حدّه إن وضع الطرف الآخر حدودًا له، ينقلب حينها للهوس، معنًى آخر للداء، الحد السيء من السلاح، المعنى الخاطئ للحياة، أسلوب الخَفقان السلبيّ للقلب، خفقانٌ يضطرب له العقل، وتتألم منه المعدة.

حبُّ أمير لمريم ابنة خاله المُتوفَّى الصُغرى كان قد وصل لمرحلةٍ خطيرةٍ، لمنحنى آخر رأته مريم هوسًا، لذلك رفضته. خافتْ منه، كما بدأ جسدها الآن في الارتجاف رعبًا أمام نظراته هذه، بعدما طرق باب منزلها وهي وحيدةٌ به تتحدّث مع شروق هاتفيًا، والتي كانت تستنجدها لحمايتها من والدها الذي كان يريد تعريضها إجبارًا لعملية الخِتان، وكلتيهما لا تجدان مُنقذًا لهما يمنحهما الحلول بعد ندى التي سجنها خالد بشقةٍ له بعيدًا عن منزل عائلتهما لا يسمح لأحدٍ بزيارتها أو رؤيتها حتى، خاصةً بعد ما حدث لها. وارتجاف مريم مع ملامحها الخائفة لمْ يزِد أمير الواقف أمامها سوى استمتاعًا، يسألها:

«مالك؟ خايفة مني ولا إيه؟ دا إحنا حتى هنبقى عريس وعروسته قريب جدًا.»

تمتم أمير هامسًا وصوته ينحف كالفحيح أمام وجه مريم مباشرةً، فحاولتْ الأخرى دفعه مجددًا بكل ما امتلكته من قوةٍ في هذه اللحظة تصرخ في وجهه بوحشيةٍ:

«دا بعينك يا أمير، بعينك يا زبالة يا حقير لو بقيت مراتك وسيبتك تلمسني! أنت إيه يا أخي؟ مافيش عندك دم ولا إحساس؟ اتكسف على دمك بقى وأنا رفضتك بدل المرة عشرة، اعرف بقى إني مش عايزاك يا أخي وسيبني في حالي.»

كانت ملامحه تهتزُّ تجهُّمًا مع كل كلمةٍ تخرج من فمها بصراخٍ يصطدم ببشرة وجهه رغم فارق الطول الكبير بينهما، حتى وصل لحالةٍ مخيفةٍ من الغضب يضغط على يديها خلف ظهرها أكثر إلى أن تأوهتْ بصوت عالٍ تحاول دفعه بعيدًا عنها، ولكنه استمر في إيلامها وبيده الأخرى يقبض على ذقنها ورقبتها بقوةٍ آلمتها مُلصقًا جبينه بجبينها وجسده يحجز جسدها أكثر محققًا التلامس الذي يجعله منتشيًا بقُربها، ابتسم فجأةً يجيبها بهدوءٍ:

«لو رفضتيني ١٠٠ مرة يبقى هتقبليني في المرة الـ١٠١، ولو كنتِ مفكّرة إني هستسلم أو هسيبك لعبد الله اللي راجع بكل جرأة عايز يتجوّزك وياخدك مني يا مريم تبقي ماتعرفينيش كويس، ماشي؟»

صرخ أمير بالأخيرة بنبرةٍ أرعدتْ خلاياها يدفع ذقنها بكفه أكثر ضاربًا رأسها بالحائط بقوةٍ حتى أطلقتْ صرخةً مُتألمةً وسقطتْ دموعها التي حاولتْ كبحها أمامه منذ رؤيتها له، ظهر ضعفها يُرضي نفسه أخيرًا، فأنزل كفّه يملّس به على رقبتها في احتكاكٍ أصابها بقشعريرةٍ تقزّزتْ منها، فرفعتْ ساقها أخيرًا تركل ركبته بقوةٍ، حتى ابتعد عنها منحنيًا يتأوّه، فاستغلتْ مريم الفرصة تركض تجاه مكنسةٍ يدويةٍ كانت قد لمحتها بقربهما ممسكةً بها، وقبل أن تستدير كان قد طوّق جسدها من الخلف بذراعيه الطويلتين يحتويها بجسده الكبير وكأنها لعبته مبتسمًا من خلفها يتحدث بأذنها بنبرةٍ أرعبتها:

لأنني أنثى (الكتاب الثالث) |+١٦|. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن