«روح يا (مازن) هات لنا كريبات، ٤ شاورما فراخ ليا أنا ومريم وشاهندة ولوچي، وواحد بطاطس سوري لندى، وهات ٢ بيبسي، وشويبس لندى طبعًا بس رُمان جولد بدل ما ترميه في وشك زي المرة اللي فاتت، وهات ٢ شويبس كمان ليمون نعناع، هيتبقّى ٢ جنيه ابقى جيب لنفسك بيهم أي حاجة.. ولا أقول لك، هات لنا بيهم لبان ترايدنت!»
وقف المدعوّ مازن طويل الجسد أزرق العينين أمام أربع فتيات يتلقّى الطلبات من الفتاة الجالسة بمنتصفهنّ تمدُّ له بعض النقود و لاتنظر له بابتسامةٍ بريئةٍ، فرمقها الآخر بجمودٍ لثوانٍ وكأنّ ما قالته لمْ يعجبه أبدًا، ثم رمش رمشتين يسحب النقود من يدها الممدودة ورمقها بصمتٍ مجددًا لمْ يطُل حتى تأفّف بقوةٍ يستدير ناظرًا خلفه للمارّة من الطلاب في ساحة المدرسة في هذا الوقت من الاستراحة بين الحصص، ظلّ يرمق المارّة بهدوءٍ حتى مدّ ذراعه فجأةً يسحب أحد الفتيان من ثيابه تجاهه يأمره:
«خُد يالا روح هات الطلبات دي من برا المدرسة قبل ما البريك يخلص!»
رفع الفتى نظارته الطبية على عينيه يركّز النظر بتوترٍ لمازن الذي يكبره سنًا وجسدًا؛ فمازن رغم كونه في الصف الثالث الثانويّ مثلهم إلّا أنه يبلغ الحادية والعشرين من عمره نظرًا لاضطراره لإعادة بعض الصفوف الدراسية لأكثر من سنةٍ راسبًا بها. وكِبر جسد مازن الرياضيّ قليلًا جعل الفتى يبتلع لُعابه هازًا رأسه بإيماءةٍ مطيعةٍ يأخذ النقود منه راكضًا بها لخارج المدرسة يحضر ما أملاه مازن عليه من طلبات.
أمّا عن مازن فقد التفت ينظر للفتيات الأربع وخاصةً التي كانت تملي عليه طلباتهنّ بأريحيةٍ قائلًا بينما يتأفّف:
«مش علشان بحبك يا (شروق) تستغليني بالطريقة دي، والله أكرهك.»
«ماتقدرش!»
«حصل.»
ردّها بابتسامةٍ واسعةٍ، فقهقهت الفتيات الأخريات، عدا شروق التي اكتفتْ بابتسامةٍ بسيطةٍ رغم لمعان عينيها بطريقةٍ تعبّر عمّا بقلبها تجاه هذا الفتى الفاشل دراسيًا أمامها، والذي تكون على علاقة حبٍ معه منذ ما يقارب السنتين يعِدها بالتقدُّم لخِطبتها بعد أن ينهيا هذه السنة الدراسية ويتخرّجا من الثانوية، حبُّه لها فاق مقدرته وكان سببًا في محاولته للنجاح في السنة الدراسية الماضية؛ فقبل أن يقع مازن بحب شروق كان قد رسب في الصف الثاني الثانوي لسنتين متتاليتين، وكان الحب بينهما هو المنقذ له في السنة الماضية حتى نجح بها، وها هو الآن معها بالصف الثالث الثانويّ زميلًا لها بالمدرسة رغم أنه يكبُرها بثلاث سنوات.
تنهّد مازن بعدها قالبًا عينيه باللامبالاة من قهقهة الفتيات الثلاث صديقات شروق، ثم تقدّم منهنّ متسائلًا بينما يحشر كفّه في جيب سرواله بهدوءٍ:
أنت تقرأ
لأنني أنثى (الكتاب الثالث) |+١٦|. ✔️
Spiritualقالوا أنني امرأة، والرجالُ قوّامون على النساء. - الجزء الثالث من رواية (مذكرات مراهقة). - عن قصة حقيقية رُويَتْ من أفواه أبطالها. الجانب الدرامي المُناضل مني: {ندى الشحات}. الغلاف من تصميمي. ما بالرواية من أحداث نقلتُها بعد أخذ الإذن المُثبت من أصحا...