تحذير: يحتوي الفصل على بعض الأفكار الجريئة والألفاظ السوقيّة والحادة.
.......أتعلم يا أبي العزيز؟ لو كان الناس يختارون آباءهم لاخترتُك أنت من بين جميع مَن بهذا العالم. لمْ أجد أحدًا يُشبهك يومًا، كُنتَ لي قمرًا أضاء ظلام لياليَّ، كُنتَ دواءً لجروحِ دهري، كنت سَكنًا وطُمأنينةً لقلبي من مصائب الدنيا ومَن عليها، كُنتَ الوسيلة التي أقاوم بها بؤس الحياة وخيانة الرِفاق.. كُنتَ حبيب القلب والروح. كُنتَ يا أبي.
كُنتَ أبي.
والآن أصبحتُ لا أريد ما قد يربطني بك. لا أريد دمائي التي تحمل چيناتك. لا أريدك أبي.
فلا والد يؤذي طفلته التي ربَّاها قريبةً منه بهذه الطريقة، أحبَبتني كما لمْ تُحبَّ أحدًا من قبل، فلمَ جرحتَ جسدي بهذه الطريقة؟ لمَ كشفتني لرجلٍ دنيءٍ قطع جزءًا لا يتجزّأ مني؟ لمَ أثرتَ فضيحةً لي بهذا الشكل وأنا التي لمْ يسمع عنها أحدٌ سوءًا من قبل؟ لمَ وضعتني بموقفٍ مهينٍ كهذا؟ لمَ جعلتَني مُحاطَةٌ بنظرات الشَفقة من الجميع؟ لمَ أهنتَني أمام مَن رغبتُه زوجًا لي بهذه الطريقة أبي؟
خِتان الأنثى لمْ ولن يكون أمرًا طبيعيًا أبدًا مهما تناقلت الأجيال. أن يُقطَع جزءٌ من جسدها بهذه الطريقة لن يكون يومًا سهلًا على أيّ فتاةٍ تحمُّله. فلا سامح الله ولا عفا عن شخصٍ يضع ابنته، فتاته، أو امرأته في موقفٍ كهذا باسم العادات والتقاليد؛ فلا عادات تستحقُّ أن تتألّم فتاةٌ جسديًا ونفسيًا من أجلها بهذه الطريقة. لا تقاليد تحلِّل ما حرَّمه الدين والسُنَّة.. أو نهى عنه إن كان فيه ضِرار.
قيل أن الخِتان للذكور فقط، أمّا الأنثى.. فقد كان في المدينة امرأة تختِن الإناث، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تنهكي؛ فإن ذلك أحظى للمرأة وأحبُّ إلى البعل». رواه أبو داود وصحَّحه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود".
(خِفاض) الأنثى مُباحٌ، ولكنّه ليس فرضًا وليس سُنة، وإنمّا هو تكريم للمرأة، إن فعلتْها "راضيةً لا مُجبَرةً من قِبل الأب أو وليّ الأمر" فهو خيرٌ، وإن لمْ تفعل فهي ليست فرضًا ولا سُنةً ولمْ ترتكب ذنبًا بحياتها لرفضها.
شروق كانت رافضةً أن تتعرّض للخِتان كما رغِب والدها، لمْ ترتكب ذنبًا بذلك، وليس عليها لومٌ أو معصيةٌ لوالدها. بل كلُّ الخطأ يقع على عاتقه؛ فقد حمَّلها وجعًا لن يُشفَى أو يُداوَى يومًا بسهولةٍ، وستبقى هذه الذِكرى مُخلَّدةً في رأسها تُنغِّص عليها لحظاتها الهادئة ما إن تتبادر لعقلها. لا سيّما الأضرار الخطيرة التي قد تتعرّض لها شروق مستقبلًا..
فإن لمْ يتمّ الخِتان بطريقةٍ صحيحةٍ ما يُسمى (الخِفاض السُنيّ) كما نصح رسول الله وعلى يد طبيبٍ ماهرٍ لا مُمرِّض زاول المهنة من نفسه راغبًا في بعض الأموال الزائدة لمعيشته كما حدث مع شروق، فقد تحدث العديد من الأمراض والحالة النفسية السيئة للأنثى، أسوأها: نقص الخصوبة، وأحيانًا يصل الأمر للعُقم، كما يحدث للفتاة عند الجِماع ألمٌ شديدٌ، بل قد يتضاعف احتمال الوفاة عند الولادة للمرأة المختونة بطريقةٍ خاطئةٍ، بالإضافة لاحتمال الإصابة بالناسور*، لا سيّما حدوث التهابات بصورةٍ مستمرةٍ لمجرى البول، مع حدوث ألمٍ شديدٍ أثناء العادة الشهرية للفتاة. أمّا عن أكبر الأضرار.. فهو البرود الجنسيُّ للفتاة عند الجِماع.
أنت تقرأ
لأنني أنثى (الكتاب الثالث) |+١٦|. ✔️
Spiritualقالوا أنني امرأة، والرجالُ قوّامون على النساء. - الجزء الثالث من رواية (مذكرات مراهقة). - عن قصة حقيقية رُويَتْ من أفواه أبطالها. الجانب الدرامي المُناضل مني: {ندى الشحات}. الغلاف من تصميمي. ما بالرواية من أحداث نقلتُها بعد أخذ الإذن المُثبت من أصحا...