|٢٣|لأنَّها أنثى - النهاية 1.

6.6K 471 388
                                    

تحذير: قد يحتوي الفصل على بعض الكلمات القوية والجريئة، والمشاهد العنيفة.. وأعتذر جدًا عن بعض الشتائم السوقية بها ولكنّها لخدمة الحوار.


في اليوم العالميّ للمرأة، أنتِ قوية لأنكِ أنثى. هابي نسوان داي يا بنات وإن شاء الله الفصل والرواية والنهاية يكونون ذكرى جميلة لكم بناتي الجميلات المُزّات.❤️
........

تستهوينا الحياة الدُنيا ساحبةً عقولنا عن التفكير في الآخرة وما سيُقابلنا بها كثيرًا. فتجد الكثير من العقول لا زالتْ تميل للجهل، لا تزال تهتم لألسنة البشر من حولها، تستمع لما يُقال عنها خارجًا من أفواههم سوءًا كان أم حُسنًا، وتضطرب قلوبهم وتعصف الأفكار بأذهانهم لما يستمعون له. فيتخذون أسوأ القرارات ويسيرون في أكثر الطُرق تعثُّرًا خلف أقوال الناس وأهوائهم. لا يعلمون أنَّها دُنيا فانيةٌ وبشرًا زائلون، وتلك الألسنة التي تؤرجحهم في جميع الاتجاهات ستحترق مُتبخِرةً في الآخرة بعدما تسحب صاحبها معها كذلك بالاعتراف عن سوء أفعاله.

من العادات ما قَتل، ومن التقاليد ما شوَّه ودمَّر. وأصبحتْ النفوس تتألَّم مُصيبةً أصحابها بالوجع أضعاف أوجاع جسده الملموسة. تجد البعض لا زالوا يسيرون خلف عادات وتقاليد وُجِدَ بعضها -وليس المُعظَم أو الجميع- لتدمير القلوب وتحطيم الأنفاس. خاصةً أنفاسُ الأنثى.

لأنَّها أُنثى، كان يجب عليها الخضوع للزواج مُجبرةً كقاصرٍ قانونيًا في زمنٍ ستُهدَر فيه حقوق الأنثى إن تزوَّجتْ قاصرًا لا حول لها ولا قوّة ولا حقوق تدعمُها كونها لمْ تصل للسنّ القانونيّ بعد. فكانت ندى هي الضحية هذه المرة؛ أحبَّها خالد، ابن عمِّها الذي يكبُرها بخمس سنواتٍ، حينما كانت لا زالت ببدايات السابعة عشرة من عُمرها، أراد التقدُّم لخِطبتها، مشكورًا سديد الرأي لأنَّه لمْ يُرِد الدخول معها في علاقةٍ غير شرعيةٍ خاصةً كون البعض قد يعتبرون مشاعره شيئًا من البيدوفيليا تجاهها في هذا السنّ. وافقتْ ندى رغم الظروف، والجميع تفاجأ حينها بإحضار جدِّها المتوفِّي -مؤخرًا- لمأذونٍ شرعيّ ومحاميّ تواطآ معه في تزويج قاصرٍ دون السنّ القانونيّ زواجًا عُرفِيًا لا يضمن لها ذرةً من حقوقها، بل قد يتسبَّب لأنثى ضعيفة الحيلة مثلها بالعديد من المشاكل المُستقبلية. الجميع خضعوا لطُغيان الجدّ الذي كان مُتأثِّرًا بعادات ليس لها مصدرٌ ويرضى بها ذوي العقول السليمة؛ فقط لأنَّه اعتقد أنّ لا خِطبة لخالد وندى ستكون حلالًا، اعتقد أنّ عقد قرآنهما في هذا السنّ هو الحلال والصائب، بدلًا من أن ينصحهما بوضع الحدود بينهما خلال فترة الخِطبة هذه حتى يأذن الله بزواجهما مُستقبلًا في وقتٍ تكون ندى قد وصلتْ فيه للسنّ القانونيّ حتى.

افترى مَن قال أنَّ زواج الأنثى يصلُح عند بلوغها حتى وإن كان سنُّها لا زال صغيرًا، يبُثُّ الأفكار السامَّة في عقول أمثال جدّ ندى، ويدفعهم لاتخاذ أسوأ القرارات بحق الإناث القُصَّر كما ندى؛ ليس بالضرورة وجوب الزواج عند البلوغ جسديًا واكتمال أعضاء الجهاز التناسليّ؛ فبعض الإناث يبلُغن في سنٍ صغيرةٍ وتختلف الظروف من مكانٍ لآخر، ولكن هذا لا يعني أنَّها ما إن تبلُغ، فستُصبِح مؤهلةً للزواج وتحمُّل مثل هذه المسؤولية. أمَّا الذين ينادون بزواج القاصرات، لا يسعون إلّا لإنشاء مجتمعٍ من الجاهلية؛ فالأم عِماد الأسرة، يجب أن يكون لديها ثقافات متعددةٌ. فكيف للقاصر أنْ تربي جيلًا وتحمل أعباء أسرةٍ وأمثالها يلعبون في الشارع؟ كلُّ الأسانيد التي يستند إليها المطالبون بزواج القاصرات ليس لها أساسٌ من الصحة، وتعليم المرأة من شأنه رفع سن الزواج؛ حتى يتكوَّن لديها الإدراك والوعي بالمسؤولية التي ستُلقى على عاتقها، وتستطيع تربية أبنائها تربيةً صحيحةً حينها.

لأنني أنثى (الكتاب الثالث) |+١٦|. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن