|١٤|لن يرضى بها زوجةً له.

5.3K 513 647
                                    

تحذير: يحتوي الفصل على بعض الألفاظ القوية.
........

قراراتنا الخاطئة، نتخِّذها بأوقاتنا الخاطئة؛ فالخطأ لا يُحدِثه سوى خطأٌ آخر. تسير الدائرة في اتجاهٍ غير مرغوبٍ فيه بدلًا من الدوران بشكلها الطبيعيّ، نجده طريقًا محفوفًا بالمخاطر، الآلام، اللحظات القبيحة، حتى ينتهي بأسوأ النتائج.

قيل أن التريُّث هو سبيل النجاة من مخاطر هذه الطرق، سِر بطيئًا فيها، فكِر بجهدٍ أكبر قبل أن تخطو خطوتك التالية؛ فربما تفكيرك يُحتِّم عليك العودة خطوةً لا التقدُّم بنفس هذه الخطوة.

ندى لمْ تمنح عقلها فرصةً للتفكير، لمْ تبذُل جهدًا قبل النطق بقرارها في الانفصال وطلب والطلاق من خالد؛ وذلك لأنّها لمْ تملك جهدًا لتبذله. طاقتها تبدّدت في خِضمّ ما عانتْه من مآسٍ، ما اضطُّرّ جسدها لتحمُّله في سنّها هذا، وأيضًا تعرُّضها للخيانة من شخصٍ كـنبيل اعتبرتْه صديقًا لها يومًا وكنَّتْ له بعض المشاعر في صِغرها أثناء عيشها مع أسرتها في سوريا قبل مجيئها لمنزل عائلة والدها في مصر.

فما أسوأ أن تأتيك الطعنة من شخصٍ قريبٍ لقلبك!

على عكس ندى واضطراب أنفاسها بعدما نطقتْ بتلك الجملة تطلب الطلاق من خالد تضغط وجهها بصدره أكثر وكأنّها تريد اختراق جلده فلحمه فأضلاعه والاختفاء خلفها من هول أفكارها، كان خالد ساكنًا رغم اضطراب أنفاسه ودقّات قلبه هو الآخر لثوانٍ، التقط نفسًا قويًا ارتفع صدره ومعه رأس ندى التي ارتجفتْ لوهلةٍ بخوفٍ من ردِّه حينما قبضتْ يده على كتفها يضغطها ضد عناقه أكثر مجيبًا طلبها بهدوءٍ تامٍ مُغلِقًا عينيه:

«لا..»

«لا إيه؟»

«لا، مش هطلّقك.»

ردّها بنفس الهدوء يحرّك فمه وكأنه يمضغ شيئًا مُبتلعًا لُعابه، فضيّقتْ ندى عينيها تُبعد كفّها المفرود عن صدره تحاول إبعاد رأسها كذلك، ولكنّها وجدتْ نفسها مُحتجَزةً بعناقه لتتأفّف قائلةً بضيقٍ جعل خالد يرفع حاجبه ولا زال مُغمَض العينين:

«خالد أنا مش بأهزغ (بأهزّر)، طلقني يا خالد وكل واحد فينا يشوف حاله بعيد عن التاني.»

«طيب نامي دلوقت، وبكرا الصبح نصحى نتطلّق كلنا جامد أوي.»

أجابها هادئًا وأنفاسه تبدأ في الانتظام رغبةً في تذوّق طعم النوم ولو لدقيقةٍ بعدما حُرِم منه ليومين كاملين، ولكنها ندى.. ولأنّها ندى نفضتْ جسدها بقوةٍ تبتعد عن عناقه جالسةً بجواره بدلًا من التمدُّد ودموعها تسقط بصمتٍ في ظلام الغرفة، ورغم استمرارية استقرار يد خالد على ظهرها مفرودةً إلّا أنّها استنشقتْ ماء أنفها بصوتٍ مسموعٍ تتحدّث ودموعها تسقط مُحمَّلةً بآلام قلبها-:

لأنني أنثى (الكتاب الثالث) |+١٦|. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن