|٧| تمزقتْ روحها قبل جسدها.

6.4K 446 561
                                    

تحذير: يحتوي الفصل على بعض الأفكار والألفاظ الجريئة.
.........

ليستْ كل اللحظات مقدَّرةً للسعادة، قوانين الحياة تتبَع إرشادات القدر، وإرشادات القدر مطبوعةٌ في كتاب حياتك قبل ميلادك حتى، وحياتك ليستْ كالطريق المستوي، تملؤها المطبّات التي ستتعرّض لها لا مفرّ.

بعض هذه المطبّات نقترب منها بأنفسنا، بصفاء النوايا والرغبة في المساعدة، لعمل الخير نريد خوضها، ولكن ليس كلُّ من يفعل خيرًا يلقى خيرًا في هذا الزمن.

أرادتْ ندى تقديم المساعدة بصفاء النوايا لتلك السيدة التي سقطتْ بعدما التوى كاحلها بما تحمله من حقائب، لمْ تكن تريد سوى تقديم الخير لها بواقع كونها السبيل الوحيد بهذا الشارع الفارغ لمساعدتها، ولكنّها لمْ تلقى خيرًا لخيرها. أخذتها تلك السيدة لشِباك صائدٍ فتك بها.. بل ولمْ يكتفي هذا الصائد بالاعتداء على فريسته جنسيًا وجسديًا فقط، التقط لها صورةً ضعيفة الجسد والحيلة فاقدةً وعيها من شدة ما تعرّضتْ له من اعتداءٍ وأرسلها لزوجها، أرسلها لحبيبها وابن عمها الذي تركها وذهب في سبيله لإبعاد هذا الصائد عنها للأبد.

إلّا أن خالد لمْ يكن يعلم ما ينوي نبيل فعله فيما بعد، لمْ يتوقّع حدوث شيءٍ كهذا لحبيبته وزوجته، التي لمْ تصل لعامها الثامن عشر بعد حتى.

ابتسم نبيل وبدتْ ملامحه الأجنبية الوسيمة بشعةً بمساوئ ما فعله لتلك المسكينة الممددة أمامه لا حول لها ولا قوّة، وضع هاتفه في جيب سرواله يغلق سحابه معيدًا ربط حزام سرواله، استمرتْ عيناه في رمق جسد ندى الهامد أمامه بلمعان يمرُّ على تفاصيل جسدها الواضحة بقطعتيّ ثيابها الداخليتين الممزقتين، كان طولها ونحافة جسدها نسبيًا يمنحاها جسدًا بمنحينات أقرب للأجانب المثاليين، واهتمامها بنظافة جسدها المُعتادة جعل نبيل راضيًا أكثر عن فعل هذا بها، أو بالأحرى تذوّقها كما أخبرها قبل أن يفعل هذا.

ضيّق عينيه يقترب من السرير بعدما بدأ صدر ندى يعلو ويهبط بشكلٍ أكثر مُلاحَظةً للناظر بعد سكونها التام منذ فترةٍ، كانتْ كمَن يصارع للتنفُّس وملء رئتيه بأوكسچينهما رغم دلالات جسدها التي توحي بفقدانها وعيها، فانحنى نبيل بظهره يقترب من جسدها يضع كفّه على صدرها المكشوف يستشعر نبضات قلبها الثائرة وكأنها كانت تركض لأميالٍ، حينها تنهّد ممرّرًا كفّه ببطءٍ مُستفزٍ على جسر نهديها نزولًا لبطنها حتى توقّف على حافة حوضها يمرّر إصبعه السبابة على جلدها هناك ذهابًا وإيابًا وابتسامته تتسع كلّما انتفض جلد ندى أسفل لمساته، وكأنّه يتسلّى بأحد الألعاب المُتحرّكة.

قهقه فجأةً يصعد على السرير بجوارها ساحبًا جسدها من ذراعيها المُرتخيين حتى جرّها للوسادة في مقدمة السرير يضع رأسها عليها، ثم استلقى بجوارها على جانبه يواجهها مزيحًا خصلات شعرها القصيرة الملتصقة بعرق وجهها للخلف بكفّه وكأنها تعيق طريقه لتأمُّل ملامحها المتألّمة رغم فقدانها وعيها، ودون سابق إنذارٍ قرّب وجهه من وجهها يطبع قُبلةً سطحيةً على شفتيها، ثم ابتعد مُقبِّلًا أرنبة أنفها يحادثها بلغته الإيطالية وكأنها تسمعه:

لأنني أنثى (الكتاب الثالث) |+١٦|. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن