تحذير: الفصل يحتوي على بعض المشاهد الحادّة والألفاظ القوية.
.......«شكلكم كدا عايزين تتخانقوا وأنا قطعت عليكم اللحظة.. صح؟»
تساءلتْ شاهندة الجالسة بمقاعد السيارة الخلفية بابتسامةٍ سمِجَةٍ، وعيناها تدوران ذهابًا وإيابًا على خالد الجالس بمقعد القيادة يقود السيارة بصمتٍ رغم اضطراب صدره وأنفاسه الثائرة، ولصديقتها ندى الجالسة بالمقعد بجوار خالد تلتصق بالباب ناظرةً أمامها بصمتٍ وجسدها يرتجف نسبيًا؛ خوفًا مما حدث قبل قليلٍ، بمَ ستعلّل وقوفها مع نبيل لخالد الآن؟ وماذا ستقول لخالد؟ مَن هو نبيل من الأساس؟
«عايزين نتخانق؟ لا أنا بس اللي هتخانق، ولو سمعت صوتك بتقاطعينا لحد ما أفهم المدام المحترمة بتاعتي كانت بتعمل إيه مع الواد دا هقلب عليكِ أنتِ كمان يا شاهندة!»
ردّ خالد أخيرًا بعدما التزم الصمت لدقيقةٍ يزيد من اضطراب ندى الجالسة بجانبه تخشى الالتفات والنظر له حتى، كان يقود السيارة ببطءٍ متعمِّدًا ليزيد وقت تواجده معها بالسيارة منتظرًا تحدُّثها وتفسيرها لكل ما رآه وحدث دون أن يكلّف نفسه السؤال حتى، وهذا ما لمْ تكن ندى تريده، تعلم أنه صامتٌ ينتظر حديثها هي، يريدها أن تعترف بكل ما حدث معها له دون أن يسأل، وهذا هو الصحيح، يريدها أن تفسِّر له ليصدِّقها، يريدها أن تخبره بما يقلِقها ليساعدها، لا يريدها أن تكذب، أن تخدعه، أن تُخفي عليه شيئًا قد يعرفه بطريقةٍ غير مناسبة مثلما حدث للتو، ولكن هذا ما لا تفهمه ندى، لا تعي أنّ خالد يريد ثقتها، يريد أن تصارحه ليساعدها ويدعمها، يريدها أن تثق في تغيُّره لأجلها.
«لا بأقول لك إيه؟ أنا مش ندى علشان تكلّمني بالأسلوب دا فوق لنفسك يالا!»
هتفتْ شاهندة تجيب حِدّة نبرة خالد بحدّة أكثر منها، كانت تحذِّر خالد بنبرةٍ عاليةٍ عشوائيةٍ تناظر انعكاسه في المرآة الأمامية للسيارة بغضبٍ، فاتسعتْ عينا خالد بتفاجؤٍ من أسلوبها في الرد، كان يعلم أن شاهندة أجرأ صديقات ندى وأكثرهنّ تبجُّحًا، ولكنه لمْ يتوقّع أن تصل لهذه الحالة، بينما عضّتْ ندى وجنتها من الداخل بقلقٍ أكبر من ازدياد غضب خالد تنظر له بطرف عينها، لتنتفض حينما التفّ خالد قليلًا يرمق شاهندة بغضبٍ يردُّها بصراخٍ:
«يالا؟ أنت واعية للي بتقوليه؟ أنا أكبر منك بخمس سنين ودا يخلّيكِ توطّي صوتك وأنتِ بتكلّميني على الأقل.»
«بس، بس دي صاحبتي يا خالد ماتتعصبش عليها!»
تدخّلتْ ندى بعدما التفتت بكامل جسدها على مقعدها تواجه خالد بنبرةٍ خافتةٍ، ولكنّ الآخر رمقها بطرف عينه بنظرةٍ تحذيريةٍ جعلتها تلتفت لمواجهة شاهندة في الخلف سريعًا قائلةً بعتابٍ:
أنت تقرأ
لأنني أنثى (الكتاب الثالث) |+١٦|. ✔️
Spirituellesقالوا أنني امرأة، والرجالُ قوّامون على النساء. - الجزء الثالث من رواية (مذكرات مراهقة). - عن قصة حقيقية رُويَتْ من أفواه أبطالها. الجانب الدرامي المُناضل مني: {ندى الشحات}. الغلاف من تصميمي. ما بالرواية من أحداث نقلتُها بعد أخذ الإذن المُثبت من أصحا...