🌠🌠🌠

276 43 177
                                    

بدأت أختنق جراء دقائق طوال جليدية تمر ، أظنها قد تجاوزت الثلاثين عددا الآن.
لا أحد تجرأ على مخاطبتي في أي موضوع بعد ما طرحته جدتي عن نجمتي و بعدما نوه هيس بأنني لا يجب أن أعرف حرفا إضافيا ، و دون أي مبررات.
و لذا ما عاد في وسعي سوى أن أصمت و أتابع محادثات جايك و صن الغريبة عن فيلم قد شاهداه معا ، و لم أسمع باسمه من قبل

="أنتم! لقد مللت!"=

="جاي لا يسمح للملل أن يمس بفتاته ، ها قد جئت!"=

و بكل غباء كدت أقفز من مكاني لحظة أطل ، أود أن يضمني إليه فيرمي من جوفي العاتم كل ذكرى ، أود لو أفقد في دفء عناقه كل ما يعد هما.
ركض ناحية السرير حالما لاحظ نوبة جنوني يحاول إخمادها قبلما تقتلني ، منعني عن الحراك ، و أعاد جسدي إلى حاله الأولى ، ثم جلس إلى الجزء الأيمن من السرير قريبا مني.
قلقه هذا ، كلمة فتاته تلك ، ابتسامته التي استقبلت ضياعي ، ثم اختفت عقابا على ما فعلت ، و الكثير الكثير من التفاصيل التي ليست في سواه.. لو لم يقتلني جنوني سيفعل هذا الشاب و أنا واثقة

="دينا! ستؤذين نفسك!"=

="أنا المخطئة ، ما كان يجب أن أفرح بك، أتعرف؟ لا تزال خطة الهروب من البلاد قائمة"=

بالنسبة للسبب وراء ما قلت ، فهو غير واضح غير طبيعي ، كل الأمر أنني أردت قلب كفة الميزان كما أحب ، فلا أبدو كطفلة بلهاء مذنبة.
أما هو ، فما استطعت توقع مستقبل حركاته ، كما لم أتلقف تماما حقيقة ما يدور داخله في هذه اللحظة ، فملامحه لا تملك عنوانا واضحا ، و هو ثابت قريب يحدق في وجهي

_"انتظري حتى تشفي و أنفرد بك!"

همس بصوت خافت بالكاد مر نحو مسمعي ، اعترتني رعشة غريبة ، ليست وليدة الخوف من تهديداته وحيدا ، بل هي أيضا تجاوب جسدي مع المسافة التي تقلصت إلى حد مخيف ما بين وجهينا

="ألم أقل لك ألا تلجأ إلى التهديدات؟"=

="أنا لا أهدد ، أنا أبلغ"=

حاولت بتغيير الموضوع إعطاءه فرصة كي يخلق ما بيننا مسافة أكبر ، لكنه و على العكس مما ظننت ، تابع ما كان يفعل قريبا جدا.
قال أنه يبلغ ، ما الذي يمكن أن يفعله؟ أسيقتلني مثلا؟

="خائفة؟"=

كان سؤاله بمثابة صاعقة أصابت مداركي فأيقظتها ، كنت قد غفلت عن أمر مهم جدا ، قلبي هذا يشي بي ، إذا فقد حدث و علم جاي بكل ما خالجني من مشاعر في ذات اللحظة.
لا أعرف إن كان هذا واضحا بالنسبة له ، لكن ما حدث الآن كان واحدا من أكثر اللحظات إحراجا في حياتي..
ميز في داخلي اضطرابا إذ اقترب مني ، و خوفا نفيته و ضمرته إذ أظهر لي غضبه الكامن الخامد

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن