نجمي الخامس

526 60 255
                                    

طلبت من جايك مرافقتي نحو الفصل إلا أنه رفض طلبي بتهذيب.
أعاد ذلك لأنه لا يعرف أحدا من مجموعتي الصغيرة و لأن الوقت لا يسعه الآن لفعل أي شيء.
لكنني بالطبع لم أسمح له بالرحيل قبلما أخذت منه وعدا قاطعا بالعودة القريبة.
أمام باب الفصل وقفت وحيدة، خائفة لا أؤتي بأي حركة ، فالباب مغلق.
لو طرقته و دخلت الآن ، سينظر الجميع نحوي..ألن يكون هذا مخيفا؟
ماذا لو وقعت مثلا؟

="ماذا تفعلين هنا؟ ها؟ لماذا لست في الصف؟"=

="جااي..لا أصدق أنك هنا!"=

="ماذا بك عزيزتي؟ هل أنت بخير؟"=

اهتمامه العظيم هذا يزرع في رأسي تساؤلين ملحين اثنين ،
لماذا لا يتحول كل من حولي إلى جاي فجأة؟
و لماذا لا يختفي من في محيطي و يظهر أصدقائي هؤلاء؟

="الباب مغلق!"=

="حسن ، اطرقي الباب و ادخلي بهدوء ، لن ينزعج أحد"=

="هل أنت متأكد؟"=

="مئة في المئة ، دعينا نفعلها معا"=

تسلل دفء غير مفهوم إلى يدي ، ثم بدأ يحيط بكفي كاملا.
شمعة ابتسامته أضاءت خيالي..بدأ مبسمه يتوضح شيئا فشيئا.
هو ضخم كذلك، يزيدني طولا بشكل واضح.
بيد أن ما أتمنى لم يتحقق ، فملامحه لم تظهر كاملة.
كانت تلك مجرد لحظة عابرة استطعت فيها رؤية مبسمه و تهيأ ما هو عليه بشكل كامل.
ثم ما عدت أذكر من وجهه ما رأيت.
ليتني أستطيع الهرب مني إليك!

="هل أنت جاهزة؟ سنفعلها معا!"=

="نعم!"=

طرقت الباب ، لم أتردد و لو لثانية.
فهو بقربي ، و طالما هو كذلك ، فلا مكان للخوف بيننا.
كان المعلم ما يزال يقف في وسط الصف ، لم يبدأ الدرس بعد.
ابتسم لي ، دفعة جاي الطفيفة من ورائي كانت الشيء الوحيد الذي شعرت به

="اعتذري منه ، بسرعة!"=

_"آسفة أستاذ"

_"لا بأس ، تفضلي"

أسرعت الخطا نحو مقعدي.
الشاب الذي سألته عن درس الرياضيات فيما سبق كان يتابعني ، تلاقت أنظارنا ، فابتسمت اضطرابا.
رد ابتسامتي بمماثلة ، أرى نفسي بلهاء الآن في عينيه.
جلست أخيرا ، و بدأت أبحث عن خيال جاي الذي رافقني خارجا.
لم أجد شيئا ، أهو قد رحل أم أنه لا يرى إلا في حال كنت وحيدة؟

="جاي ، ألا تزال هنا؟"=

="هنا عزيزتي ، سأعود مع هيس مساء ، نيكي!"

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن