⭐⭐

337 45 79
                                    

فاغرة فاهي أراقب ابتسامة جدتي ، تعرف بكل شيء أريد معرفته و لن تخبرني بأي شيء، ذلك لأنها تعرف أن مصلحتي تكمن هنا ، في جهلي.
ركضت باتجاه باب البناء حيث ينتظرون، غاشية من غضب و شعور بالضعف احتلت رؤيتي.
توقف العالم للحظة ، بؤرة خوف في جوفي أخذت تنمو فتنمو ، سمعت صوت ارتطام ، و نال من كل بقاع جسدي الألم لوهلة ، ثم ما عدت أشعر بشيء ، سواد حالك

="دينا!"=

نداء واحد تجمع في مخارج أحرفي ، ثلاثة أحرف استطاعت فقط أن تعبر آخر منحى ما قبل انعدام الإحساس نحو الهواء ، اندفع من داخلي الصوت حتى سمعته وحدي خافتا ، و ما فهمه أحد

_"جاي"

_____....~.~...._____

موسيقى رنانة غريبة ، كمقطوعة بيانو غربي ثقيل و قديم.
ثوان و استحالت ضربات مألوفة حادة ، كصفير عصفور غرد.
انقشع الضباب ، و انشقت الظلمة مظهرة طرف شيء مكعب أبيض ، خلته ثقيلا سيقع فوق رأسي لوهلة ، ثم شد انتباهي منه رجل يقف قريبا جدا ، يظهر لي وجهه من أسفل ، و اخضرار ثوبه.
أخذ الرجل يتلاعب بشيء ما يعلو رأسي، و يتبع أنبوبا ما متصلا بيدي.
خوف تولد بشكل مفاجئ داخلي ، حسبته مجرما يحاول قتلي ، إلا أنني ليس في إمكاني ما يردعه عن هذا المبتغى.
ثانية ، اثنتان ، انتبه لعيني المفتوحتين ، ثم لمس وجهي فتحركت بشكل طفيف كرد فعل مباشر رافض.
ابتسم لي ، يبدو و كأنه بطل أحد أفلام الرعب التي شاهدتها من قبل

_"بالشفاء العاجل"

بالشفاء العاجل؟ عم يتحدث؟ و هل لجملته هذه معنى أصلا؟
ابتعد الرجل من محيط السرير ، رقبتي تؤلمني جدا ، فما استطعت الحراك ، لكنني استطعت إجالة عيني في المحيط بحثا عن أي مرشد.
وجدت ستائر زرقاء في طرف الغرفة ، و شيئا ثقيلا أبيض يقبع فوق صدري ، حاولت تحريك يدي ، إحداهما معلقة بالأنابيب الدقيقة ، و الأخرى محتجزة داخل الشيء الأبيض

_"دينا! كيف تشعرين عزيزتي؟ كلميني!"

صدر الصوت بشكل مفاجئ من يميني ، استيعابي بطيء العمل جدا ، و أكاد أجزم بأن رأسي قد تضاعف حجما حتى وصل عشرة أضعاف ما كان عليه.
يد لامست وجهي و حركته ليواجه من في قربي ، شاب أعرفه ، أعرفه تمام المعرفة..

_"جاي؟"

ابتسم ، ثم قبل جبيني مباغتا الرجل الأخضر بقربه.
كان يبدو متعبا ، و قلقا كما لو كان يفقد أمام عينيه شخصا يكن له حبا جما.
ربت برفق على رأسي ، و تلاعب ببعض من خصلات شعري ينظمها ، لا أرى شكلها الآن ، لكنني أتوقع أنها باتت تقف كفروع شجرة ميتة

_"خذني من هنا!"

_"ألم أقل من قبل أنك ساذجة؟ سآخذك طبعا ، لن أتركك"

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن