238 31 156
                                    

فاضت بي المشاعر في لحظة من اللحظات ، مشاعر بالنسبة لدواخلي مألوفة ، و غريبة عنها في ذات الوقت.
غاب عني النظر و تهت في أروقة الذكريات.
أغمضت عيني إذ أحسست بشفتي جاي ، و الآن أفتحهما على غرفة أخرى ، قديمة الطراز ، جدرانها خشبية ، و تحوي في منتصفها سريرا أصفر الخشب أبيض الفرش.
صرير صدر بشكل مفاجئ أفاقني من صدمتي ، فتح الباب إثره ، و دخلت شابة، لم تلحظني لانفعالها ، أو لأنني غير مرئية بالنسبة لأي كان ، لا أدري.
جلست الشابة على الأرض مسندة جذعها إلى الجدار ، و راحت تبكي بحرقة ترفع وجهها إلى أعلى ، الفتاة تشبهني..تشبهني جدا..
تملك ذات شكلي ، حتى أن فستانا أبيض ترتديه يعود لي استملاكه.
أهذه أنا؟
دنوت منها بعض الشيء علها تلحظني ، لكنها كانت في أحزانها غارقة لا تستسيغ إدراك أي شيء ، حتى نداءاتي المطولة ، لا تراني و لا تسمعني.
سمعت صوت خطوات يعلو فيعلو ، ظهر جسد شاب في الغرفة ، لم أحتج كثيرا من الوقت لأحدد هويته ، هو جايك.
وقف للحظات يتأمل مظهر الفتاة حزينا ، ثم جلس مجاورا لها و ضمها إليه بحنو

_"لا تبكي ، سنقنعه"

_"سئمت كل ما يحدث جايون"

_"لا تقولي هذا ، هو يحبك ، و يخاف عليك"

كانت تنتحب ، أما هو ، فكان يمتص برقته موجات عقلها العصبية.
استنتاج هوية من يقصدان هين علي جدا ، و لا يحتاج ذكاء أو تفكيرا مطولا

_"يخاف علي؟ أوهل أنا طفلة خرقاء ليعاملني هكذا؟"

صوتها الحاد أكسب جسدي رعشة إذ ارتفع ، و لكنه على ما أرى لم يزعج جايك أبدا، ذراعه تتمادى في دفع جسدها إليه ، و هي تتناغم معه كرضيع في حضن أمه

_"هدوء ، كل شيء سيكون بخير ، سأكلمه أنا"

_"لا تفعل جايون ، لن يجدي الكلام"

تباعدت في تلك اللحظة عنه ، و نهضت عن الأرض ، توجهت إلى حيث السرير ، ثم رفعت واحدا من الأغطية و دست جسدها ضمنه.
خرج جايك من الغرفة بعدما أصدر تنهيدة يائس ، و أقف أنا مشاهدة لا أحرك ساكنا.
تابعت الفتاة ما بدأته من مناحة حالما غاب ظل جايك ، و هنا قررت الحراك ، خطوت خارج الغرفة ، وصلت ممرا ضيقا غريبا ، و ظهر لي مباشرة جسد جاي مقابلا لي ، يبدو و كأنه يسترق النظر إلى الفتاة في الغرفة ، لا أدري ، لكنني شعرت بالانزعاج لحظة رأيته يهتم لأمرها..أكثر مني!

_"دينا!"

هلعت أود الرد عليه ، ظننته يناديني أنا ، حسبته يستطيع رؤيتي ، لكن خروج الأخرى من الغرفة أسكتني.
هذه أنا بالفعل إذا ، و هذا المشهد قطعة مفقودة من قطع الذاكرة.
وقفت تستند إلى حاجب الباب ، و تنظر مباشرة إلى جاي ، قاطب الحاجبين غاضب الملامح.
سحبها إليه ، مرت عبري و كأنني خيال غير موجود ، احتضنها بعنف غريب ، و لم تنبس بحرف

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن