فتيان النجوم~ENHYPEN

🌕

لم أكلم أمي في أمر السفر بعد ، لم تحضر في البيت مذ أعلمها هيسونغ برفضنا الهادئ لقراراتها ، كما لم يعد إليه هيسونغ أيضا ، أعلمني جاي منذ اليوم الأول بأنه باق في بيته ، رافضا أن يلتقي بغيره ، ثم أخبرني منذ قليل أنه يتجهز للاتحاد مع روحه النجمية ، و أن العملية كاملة ستتم بعد قليل.
أبي يحضر ضيفا مخفي الظل على البيت ليس يغير في عاداته شيئا ، تمنيت لو أن ما حدث قد حرك فيه مشاعر ما ، لكنني و آسفة بت أؤمن أنه قد دثر كل متعلق بالمشاعر منذ زمن سحيق.
لا أدري لماذا أفكر في كل هذه الأشياء في لحظات استيقاظي الأولى ، إلا أن كلا منها وحيدا في تمام وعيي قادر على إيذائي ، و أنها معا قادرة على قتلي ، فكرة السفر تشعرني كما لو كنت دون رأي ، لا أعرف بحق ما يحدث ، لا أميز الصحيح من الخاطئ ، و لا أميز ما أريد.
أما أمر هيسونغ ، فيخيفني بقدر ما يزرع داخلي السعادة ، يخيفني لأنه يتغير ، يتجهز لشيء كبير على ما أرى ، و يسعدني لأنه سيعود ذاكرا لكل شيء قريبا.
الساعة بلغت الخامسة فجرا ، و أنا وحيدة تماما الآن ، أبعدت الأغطية أهم بالنهوض ، انتشرت رعشة محببة في كامل خلايا جسدي إذ أحسست ببرودة الصباح.
ذهبت إلى الحمام ، تجهزت لبدء يومي ، ثم عدت إلى غرفتي أسرح شعري ، أشعر بجاي متحمسا ، و كأنه يستقبل إنجازا ما.
هلعت إذ دوى صوت ارتطام في كل البيت ، أرد الصوت لباب البيت ،  كما لو أن مداهما من الحرب العالمية الثانية من فتحه.
بت قلقة بسبب مصير الخطة التي يتبعها كل من جاي و هيس الآن ، و بسبب مصيري مع زائر باكر الصباح المفاجئ هذا.
رحت أسترق النظر من فتحة باب غرفتي الضئيلة ، رأيت أمي أمام باب الشقة ، و أبي يقف مقابلا لها بملابس النوم ، يبدو أنه مثلي تماما قد تنبه للدوي الذي شق صمت المنامة القاتل.
قررت أن أتجسس على الاثنين ، إلا أن علو صوت كل منهما قد سمح لي بسماع كل شيء و دون استراتيجيات غبية

_"لديك غيري! ماذا تريد بي!"

أبي لديه غير أمي ، ليس مثيرا للاهتمام حقا ، فهو و منذ البداية متوقع ، علاقتهما منذ البداية مخلخلة

_"غيرك؟ و من قال أنني رأيتك يوما جزءا من حياتي لأرى غيرك الآن!؟"

ليس ردا مناسبا ، لكنه جيد على أي حال ، أنتظر أن ينقض أحدهما على الآخر بفارغ الصبر ، لا ، أنا أمزح ، لا تنقصنا مصائب جديدة الآن.
عاد صرير الباب ليخترق محادثتهما العقيمة هذه ، ظهر في نطاق بصري هذه المرة جسد هيسونغ ، تجاوز الاثنين متجاهلا وجودهما و توجه نحو غرفتي.
هربت بسرعة من وراء الباب لئلا يلاحظ ما كنت أفعل ، استأذن بلطف ثم دخل يتأملني أقف كالبلهاء في وسط الغرفة ، سيشك بي دون ريب

_"الوقت مبكر ، من أيقظك؟"

_"لا تهتم ، كيف حالك هيس؟"