204 30 225
                                    

الذكرى الأخيرة لم تمض دون ترك الكثير و الكثير من الأحمال الثقيلة ، أشعر بضيق يعاند تنفسي ، و قد أصيب داخلي النفسي بانتكاسة بعدما خرج من الحال الصعبة الأولى.
في لحظات انتفاضة السواد الأولى ، بت أسمع صوت تنفس قريبا جدا من أذني ، و أشعر به حارا يلاطف رقبتي ، ثم أخذ تدريجيا الإحساس بدفء يحيط بي يفد إلى مداركي ، تحمحمت في باطني ، بيد أن أحدا لم يسمعني ، و كأن من في قربي نائم أو لا يستطيع تبادل الأحاديث الباطنية

="دينا..هل انتهت الذكرى؟"=

عرف محدثي على أنه جاي ، الغريب في الأمر أن وقت غيابي عن الوعي بالخارج منذ بداية الذكرى الأخيرة قصير جدا ، و لا يسمح له بأن يغفو عميقا كما يبدو عليه

="نعم...أين أنت؟"=

="هنا"=

أحقا تقول؟ اعذرني ، حسبتك تكلمني من فوق القمر.
غاب دفؤه عن زيارة جسدي ، و بدأ وقع خطوات يتلاعب بأفكاري ، أريد مناداته ، أرى كل شيء غريبا جدا

="جاي! أين تذهب؟"=

="أذهب لرؤية بقية الفريق ، أتريدين أي شيء؟"=

جاي الهادئ لطيف جدا ، إلا أنني أستلطف الغاضب منه أكثر ، لذا أحبذ استفزازه في بعض الأحيان

="أخبرني بما تفعلون..مزعج أن يفهم الجميع كل شيء و أنا لا أفهم أي شيء!"=

="أشاهد و سونغهون و جايون ذكرياتك في الخارج ، هيسونغ يبحث مع البقية عن مدونتك ، و نتبع خطة لتحضر الذكريات بشكل أسرع ، يجب أن تثار عواطفك"=

أقال حقا كامل الحقيقة و دون مشاكل!؟ لا أصدق ما أسمع!
ما يقوله يفسر في عقلي الكثير و الكثير من المعضلات ، و يصيبني بإحراج قاتل ، أتمنى ألا أشاهد منذ الآن ما يظهرني غبية ، فأنا لا أشاهده وحيدة ، ماضي الأسود ينتشر على نطاق واسع

="ألهذا كنت نائما بجانبي؟"=

="لا ، كنت متعبا بعض الشيء فنمت ، سآتي بعد قليل ، حسنا؟"=

="أخبر هيسونغ أن المدونة في الشرفة"=

و بأسرع من ذي قبل ، تجمعت قطع الصورة المفقودة ، لم تثر عواطفي هذه المرة ، و قد سئمت هذه الحال من الانتقالات المتكررة.
إذا فأنا لم أفهم ما قال ، أو أنه ذاته لا يفعل.
تشكلت صورة حديقة مركز المدينة ، و في إحدى فترات الشتاء أو الخريف ، ذلك لأن أخضرها داكن مطرز ببني تراب مسقي بالأمطار ، و تزين الصورة جذوع الأشجار العارية.
تراءى لي خيال طفل يتراكض معاندا للرياح القوية غير آبه بحركاتها.
هائما على وجهه ارتمى فوق العشب باكيا ، ليس لهذا الطفل أي اسم بين معارفي ، مجهول الهوية حاضرا.
تمحورت الرؤية حول تمسك أصابعه الصغيرة الناعمة بصامد العشب ، ثم توسعت لتشمل شابة تحاول التواصل معه ، عرفت بعد لحظات أن الشابة آنفة الذكر هي أنا ، قبل عامين أو يزيد عن اليوم ، فالفستان الذي أرتديه أضعته منذ قريب لتلك المدة ، و قد كنت برفقة هوني ، من ليس بالطول الذي أعرفه ، أراه أقصر بقليل

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن