198 28 136
                                    

أخذت الرؤية تروح بعقلي إلى مكان آخر ، أقاوم و أقاوم لدثر هذا المشهد ، بيد أن ارتسامه أقوى و أقوى من أي قوة مناهضة.
موقع الذكرى فصل دراسي ، أجلس إلى جانب جاي في أحد المقاعد ، عرفت إثر بعض التدقيق في أشقر إحدى خصلات شعري أن الزمان يعود لسنتي الدراسية الأولى في الثانوية ، فأنا و في ذات العام و بمرور شهرين اثنين كنت قد أعدت لونها إلى البني ، و لمجهول السبب.
كان جاي يكلم أحد الشبان ، أظن اسمه جايهو ، حدث و قابلته كثيرا هذا العام في متجر الحلويات ، و أذكر أنه قد تخرج منذ عام من الثانوية.
داهم سؤال ما خاطري ، كيف لم أفكر من قبل؟ كم عمر جاي؟
أكتشف يوما بعد يوم أن غبائي مرض ، يستفحل في دماغي بمرور الوقت ، و لا حلا ناجعا يمكن أن يفيد في أمره

_"ماذا ستفعلين العام القادم دونه؟"

لم أنصت للأحاديث التي ساقت المجموعة إلى جملة جايهو هذه ، إلا أنني فهمت من إشاراته أنه كان يكلمني ، ذاكرا جاي

_"سأجد شابا آخر"

يا إلهي أكنت وقحة هكذا فعلا؟
كان جاي يضحك فيما سبق جملتي تلك ، ثم أخفى ابتسامة ثغره إثرها و ضرب رأسي بكتاب صغير التقطه من على الطاولة أمامه.
أسندت رأسي إلى كتفه فيما تلى ، كان النعاس واضحا جليا في جميع حركاتي ، و هو كان يداعب بذراعه كتفي ، مظهرنا هذا يبدو لطيفا بحق ، أهذه علاقة يمكن أن تخرب؟ كيف فعلنا هذا؟

_"لا تمزحي معي هكذا"

_"حاضرة ، أتريد شيئا آخر؟"

كنت أتكلم كالمخدرين ، كما أشاهد الآن مخدرة لا أجد أي منفذ نحو نجاتي من هذه العاصفة.
قرب وجهه من أذني ، يبدو أنه سيهمس ، لا أحد يمكن أن يحسد جايهو على موقفه هذا

_"ممم ، ما رأيك بقبلة؟"

_"لو سمعنا أي معلم سنقبل أرض الخارج أنا و أنت"

تمكنت أخيرا من تجاهل الغيوم الوردية التي جاء قلبي بها هذا اللقاء ، و رحت أعيد السواد مالك مداركي ، و أحاول استراق السمع إلى أحاديث من يحيطون بجسدي الواقعي

_"جونغوون ، أليس ممكنا الكلام الباطني؟"

استهل صوت هوني الوفود نحو دواخلي ، الصوت الذي ما يكاد يعبر سمعي إلا و يزرع في قلبي شتى أنواع الورود ، و ينثر في أحاسيسي عطورا نضرة ، أسلوب لفظه يروقني جدا ، حتى لو كان يسخر ، و ها قد جاء الآن بفكرة ما ، أتمنى أن تكون ناجحة

_"جرب ، أظنه ممكنا ، لا يجب أن نسمح للصمت بأن يحيط بها ، سوف يعاود سحر الذكريات بسط سيطرته"

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن