💫

351 47 54
                                    

فورما أظلمت الرؤية من حولي ، شرع ببطء خياله يرتسم وحيدا يقف عند الشرفة ، ينظر نحو السماء.
يتضح تدريجيا بمرور الوقت كما لو كان قمر صنعي يرصده لي ، و يقترب منه شيئا فشيئا ليكبر الصورة.
شكله واضح تماما ، يبدو و كأنه صورة دائمة الولوج تستعيدها ذاكرتي بسهولة.
ليس الغضب عنوان ملامحه ، فملامحه تائهة في أثير النجوم التي تربطنا ، و أثير حياتنا من الممات الأول و حتى الأخير.
أبطأت من حركة تنفسي ، ثم تنازلت عن محاولات النوم ، تخليت عن فكرة تنفيذ أوامره.
فتحت عيني على ظلام دامس يحتل الغرفة ، أبعدت عني الأغطية ثم تسللت بسرية تامة من السرير ، متجهة نحوه أروي نيران قلقي عليه.
لم أستطع فتح باب الشرفة بخفوت ، فهو ثقيل الحركة إلى حد ما ، و إذ بي أرى خيالا لا يبدو واضحا كما فيما نسج دماغي من حلم يقظة قبل قليل ،  تواجده موثوق به.
أغمضت عيني مرة أخرى ، نجح الأمر و استطعت رؤيته كما المرة الفائتة ، لكنه هذه المرة ينظر نحوي.
اقترب مني ، و أخذ يتلمس كتفي على نحو درامي مولد للتوتر ، لم أرد فتح عيني ، أستمتع برؤيته واضحا على هذه الشاكلة ، يبدو عظيم الجمال

="أتتساءلين كيف عرفت بالحادث؟"=

استمر الحال كما السابق ، لم أحاول فتح عيني أو التجاوب معه على الرغم من أن انتظاره ليعود عن الصمت قد طال حقا.
دخل هو الغرفة و عاد لي بعد برهة بسترة كبيرة الحجم.
أحاط بها جسدي ، فاستجبت لما يفعل و ساعدته في ارتدائها

="أعرف بكل ما تشعرين به أينما كنت ، قلبك هذا يشي بك دائما ، أعرف لحظة تتألمين ، و لحظة تفرحين أو تحزنين ، و لحظة يعجبك أي كان"=

كان يتكلم بانفعال متستر عليه داخل قناع من هدوء مريب ، و يشير إلى موضع قلبي مع كل عبارة يتفوه بها ، و كأنه يلومني على القدرة التي يملك.
أن يكون لك رقيب على مشاعرك و أحاسيسك أجمع مرعب بحق ، و غير قابل للتجاهل خاصة في مثل سني.
لكن هذا لم يكن جل ما أخافني ، فهو قد قال جملة أخيرة يستقصد بها مسير الكلام بأكمله ، عندما أعجب بأي كان!
فتحت عيني تخوفا ، كان يجب أن أبدو له جزءا من الحديث حتى دون رؤيته

="لحظة واحدة جاي! ما الذي تعنيه؟ أنا لم أعجب بأحد"=

="قلت أنني أعرف بكل شيء ، لا ضرورة للمراوغة"=

احتار متنفسي ، و ما عاد يجد طريقة لأداء واجبه على نحو صحيح.
اغرورقت مقلتاي ، و باتت الرؤية ضبابية إضافة إلى كونها مظلمة.
الذنب شرع يأكل أجزاء من صدري ، و حنق المظلوم يندفع في أحشائي ، و لا يتركان لي معا أي سبيل للدفاع عن نفسي

="لماذا لا تصدقني؟"=

="ديدو الساذجة ، أنت مراهقة ، سأتقبل الأمر ، لكنني أحتاج بعض الوقت"=

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن