🌟🌟🌟

411 46 128
                                    

أقف وحدي ، معدومة الإحساس بمرور الوقت ، حافية القدمين ألامس رمالا ذهبية دافئة ، نسمات الهواء الرطب تداعب جسدي ، و أشعة الشمس المسلطة على كامل المنطقة تمدني بالراحة.
شعور لا يوصف ، بيد أنه ليس جديد التولد.
زرت شاطئا واحدا في حياتي مرات عديدة ، أعني شاطئ مدينتنا ، و هذا حسب ما أعرف ليس هو.
و مع هذا ، قد زارت صورة الآخر ذاكرتي فيما سبق.
خطوت نحو الأمام ببطء شديد ، و مع كل خطوة ، كان الماء يغطي من ساقي جزءا أكبر.
إحساس ليس بمماثل للبلل ، إلا أنه قريب منه بعض الشيء ، يشبه الأمر ضعف ذاكرتك في استعادة صورة ما.
احتجزت في صدري نفسا عميقا ، ثم حررته بالتزامن مع ملامسة المياه لأطراف فستاني الأحمر القصير.
مررت بكل هذا فيما سبق ، و لكن أين؟
أرغب بما يغني حواسي أكثر ، لذا سرت أعمق ، ثم توقفت إثر إحساسي براحة يد تعانق ذراعي.
حاولت أن ألتفت ، إلا أنني تصنمت تماما ، و من في الخلف كان ثابتا يثبتني في مكاني.
أبعد شعري عن كتفي الأيسر ، ثم حاوطت ذراعاه خصري.
وددت رؤية وجهه ، فكان لي ما أردت إذ بات مجاورا لوجهي.
أخذ تأمله حضوري من المشهد ، عيناه صغيرتان حادتا المرسم ، و وجهه محدد كما لو كان رسما ما ، نحيل الوجه ، واثق الهالة.
تذكرت الآن ، كان هذا حلما سابقا.
طرب نابضي هذا لم ألحظه سوى لمرة واحدة سابقة ، و لا يسعني ذكرها الآن ، فأنا أخاف أن يكون الحدثان مرتبطين

_"لا تفعلي هذا بي ، حسنا؟"

ازدردت ريقي ، و بات علي التنفس صعب التطبيق.
هذا الصوت..
حاولت أن أبتعد عنه لكن قبضته كانت محكمة حولي ، و كأن القدر معه يرفض تماما هذه الفكرة.
قبل وجنتي بهدوء شديد ، ثم فسح بعض المجال فيما بيننا لأستطيع التنفس بشكل طبيعي أولا ، و ثانيا ليسحب وراءه ذراعي من حيث كنت أقف عائدا بي إلى الشاطئ.
ما يثير ريبتي حقا أنني خانعة تماما أستجيب له ، لا رأي لي فيما يفعل.
ولا مخلوق غيرنا يطأ أي بقعة مرئية ، و كأننا قد ابتلعتنا كرة زجاجية أو ثقب أسود إلى عالم آخر مختلف.
وددت سؤاله عما يحدث ، لكن الاضطراب قد سرق معه كل قدرة لي على النطق.
لم يكن يبتسم ، شفاهه لم تأخذ أي شكل موجه ، اتبعت الطريق المعاكس لما سلكناه إلى هذه البقعة ، فعاد و استوقفني معيدا جسدي إلى عناقه القسري ، ثم رفعني إلى أعلى لهنيهة ، و كأنه يعبر عن استنكاره تحركي

_"رغبتك الجامحة في فعل ما تريدين ، و تنازلك أمامي عنها ، هذا ما كنت أظنه الرابط فيما بيننا ، بيد أنني كنت مخطئا ، فقد تعلقت بك أشد مذ تمسكت أكثر بما تريدين"

سراب الشاطئ تشظى في سواد عيني لحظة أنهى جملته.
كان هذا حلما آخر مزعجا ، كان يجب أن أعرف بحقيقته سهلة الولوج إلى ذهن أي كان ، و لكنها لم تقرب ذهني طوال الوقت.
فتحت عيني بهدوء شديد ، لا ضوء حقيقيا يمر من بين جفني ، فالليل لا يزال حاضرا في غرفتي.
الغرفة خالية من أي أصوات ، و الساعة الآن قد قاربت الثالثة صباحا.
لا أثر في للنعاس ، لقد ول تماما و كأنني استيقظت ظهرا.
نهضت من بين الأغطية المكثفة ، و ذهبت أبحث لي عن مخرج بارد للهواء الحار المختزن ، خاصة و أن الدفء قد زاد من ألم يسكن جبيني ، حيث يتوضع جرح كبير اكتشفت أمره قبلما نمت ، و اكتشفت كونه ما أثار غضب جاي أمام الباب.
فتحت باب الشرفة ، و خرجت إليها أتأمل سكون الليل و نسماته الباردة.
مع أنني من محبي الصباح ، و لكن الهدوء المبالغ فيه هذا يسحرني تماما.

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن