✴✴✴

220 31 196
                                    

تنازل الحلم عن كامل رؤيتي شيئا فشيئا، و بدأ يضمحل كسراب مع مرور الثواني.
كنت لا أزال نائمة ، و قد احتل رؤيتي حلم جديد.
رأيت بادئ الأمر الفضاء حالك السواد المرصع بعديد و غريب الأضواء ، ثم بدأت تقترب الرؤية حتى اتضحت لي الشمس ، و من بعدها كواكب غريبة تدور ما حولها ، و أخيرا كوكب الأرض كما في صور المجلات و المواقع الالكترونية ، أرى بلدانا فمدنا من أعلى ، مبان عالية حديثة المظهر تنبثق منها أنوار في وسط ظلام الغروب ،
يستمر المبصر في الدنو أكثر حتى وصل حيا شبيها بحينا، و يتوقف لحظة تأكدت من أن ما أبصرها شرفة منزلنا، و بان لي من النافذة جسد جاي مائلا إلى السرير ، أحسبه نائما ، يظهر رأسي أيضا مسندا إلى حضنه.
هيئتنا الفوضوية هذه أقرب إلى هيئة طفلين لطيفين متعبين منها إلى هيئة شابين ، لسنا بالغين على أي حال.
بدأ يتهشم كل ما بنته غرابة القدر في رأسي إذ بدأ جاي يتحرك.
و فجأة ، أفتح عيني و إذ بي بقربه ، أراه بشكل طبيعي على العكس مما كنت قبل قليل أرى

_"جاي.."

_"هل أخبرك؟"

احتجز وجهي ما بين راحتيه ، و قد اقترب على نحو مجنون يبحث عن استنباط أي معلومة من مجرد ما تأخذه ملامح وجهي من شاكلة ، لا أستطيع إجابته الآن ، فأنا لا أعرف إن كان يعني من فهمت ، أو يعني أحدا آخر

_"من تعني؟"

_"من كان في الحلم..أعني نفسي"

و ماذا عن أنني لا أفهم كيف أحاط علما برؤياي؟
سرقني التفكير للحظات ، التفكير في أنه ذاته من كان في الحلم ، و مثلي تماما، لم تكن لديه قدرة الحركة بادئ الأمر

_"نعم..أخبرني.."

_"يا إلهي! نجحت تجربتك دينا!"

ضمني إلى صدره بحماس متقد متأن و بفرح عارم ، لا أميز أي تجربة يقصد ، لكنني سعيدة ، و لمجرد فكرة أن الفرح قد زاره في يوم من الأيام و لسبب من الأسباب

_"أي تجربة؟"

_"لا عليك ، نامي الآن ، و أنا وضعت خطة منذ اليوم لأخبرك بكل شيء ، واحدا تلو الآخر ، يوما بعد يوم ، لتستعيدي عن طريقها ذاكرتك"

أوهل ذكر النوم بالله عليكم؟ أي نوم هذا سيزور مداركي و قد أشعلها الحماس؟
ينبغي علي إيجاد حجة مقنعة أبقيه بفعلها قريبا مني ، و أحصل كذلك على موافقة لأبقى مستيقظة

_"جاي! أنا جائعة! لا أستطيع النوم!"

_"محبوبة جاي الصغيرة جائعة؟ لتصبر قليلا ، سيحضر لها جاي ما تأكله"

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن