نجمي الرابع

628 61 109
                                    

مرت حصة الرياضيات كقطيع أفيال بطيئة من فوق صدري.
رنين الجرس إعلان حريتنا قد أطل أخيرا.
لا أصدق أن مدة بقاء الأستاذ في الفصل تقاس بمجرد الدقائق.
تنفست الصعداء ، لقد فهمت هذا الدرس كحدث نادر التكرار في حياتي.
كنت أجهز نفسي للرحيل ، بيد أنني و بسبب الإطالة في معاركنا مع الأرقام و المعادلات ، لم ألاحظ أننا لا نزال في بداية اليوم المدرسي

="جاي! سوف أموت!"=

="اصبري ، و تذكري أن يوم غد إجازة"=

صبر صبر صبر،
أسمع هذه الكلمة أي درب اخترت،
علي أن أصبر عاما لأصبح فردا مستقلا لا يجد أنوفا في حرم حياته،
و علي أن أصبر عاما لأتخلص من جحيم الثانوية،
و عاما لأهرب من مدينة العجائز المقيتة هذه،
و ساعات لأعود إلى سريري الآن

="هيس! سوف أموت!"=

="هدوء يا صغيرة..هيس هنا!"=

هيس هو الأفضل!
دائما هنا ، هو الموجود دائما ليعتني بقلبي المتعب.
و مع أنني تعرفت إليه في الليلة السابقة فقط

="نيكي! سوف أموت!"=

="ما رأيك أن ننام؟"=

و نيكي هو الأكثر ذكاء فيما بيننا كما ذكرت مسبقا

="أيعني هذا أنك تتجاهلينني؟ و أنت ماذا قلت؟"=

دسست وجهي بين ساعدي فوق الطاولة أمامي.
كان هذا الحل الوحيد لأحافظ على ما تبقى لي بين الطلاب من مصدقين بأنني عاقلة،
فأنا سأنفجر ضحكا بعد دقائق.
جاي قد ارتدى قناع المتسلط و انتهى الأمر ، لكنه لا ينفك عن إضحاكي حتى في أكثر حالاته جدية

="يسعدني هذا"=

توقفت عن الضحك حالما عبر صوته نحو استيعابي.
لم أفهم بالضبط ما يعنيه ، لكنه بالتأكيد متعلق بي.
أحسست به غير غاضب ، هو مبتسم.
و ما أعلن عنه نابع من الواقع

="ما الذي يسعدك جاي؟"=

="يسعدني أنك تضحكين ، و الآن ، أنت بالتأكيد على حال أفضل"=

أتريدني أن أبكي إذا؟
جاي ، هو رجل الفعل ، أو شبح الفعل لو صح الوصف.
ابتسمت بخفوت ، ثم تنازلت عن أفكاري السوداء و توجهت نحو أحد المقاعد قريبا مني.
و بما أن جاي شخصية تجد الصحيح في الأفعال قبل الأقوال ، سوف أفعل ما طلب لحظة التقينا للمرة الأولى.
كنت أحمل في يدي واحدا من كتبي ، ترددت و بشدة قبلما أقدمت على هذه الخطوة ، لكنه يعرف ما يطرح.
كنت أقترب من أحد الشبان و أراقب يدي ترتجفان.
وقفت أمامه مباشرة فنظر في وجهي، لم أكن أقوى على مجاراته ، لذا أبقيت الأرض وجهة نظري الوحيدة

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن