🌖

197 31 175
                                    

ابتلع الخوف دواخلي إذ نعت نفسه بكابوس أخي ، ما عاد يهمني مقصده ، دفعته بهوان سريعا و رحت بكل ما لدي من طاقة أركض عائدة نحو البناء ، لا أعرف إن كان يتبعني ، لكنني أضعه في رأسي احتمالا أكيدا.
أبطأت من سرعتي إذ رأيت خيالا يعسكر أمام الباب ، عالمي في تلك اللحظة تحطم كاملا فوق رأسي ، هذا الشاب ذاته!
في غياهب أي كابوس أتوه؟
عاث الذعر داخلي خرابا لا يصدق ، لست أجد في رأسي ذرة عقل تساند في لحظة كهذه.
تجمع الحنق في حلقي ، وجدت الدموع تنهمر من عيني فجأة ، و الصوت يخرج من فمي دون وعي

_"أنقذوني!"

لا أعرف إلى أي درجة يصدر صوتي عاليا ، لكنه أرهب الشاب أمامي كما لو أنه يعايش ظهور الأشباح.
انتشر الصوت واسعا في خضم هدوء الصباح المعتاد ، و أظنه وصل الأحياء المجاورة.
أحسست بما يلامس كتفي ، يضغط عليه بقوة ، التفت فجأة لأجد الشاب ذاته خلفي يحاول احتجاز حريتي فإغلاق فمي.
فهمت الآن ، هناك نسختان منه!
حاولت دفعه عني ، لكن قوته البالغة ظلت تحول دون ذلك حتى دثرت فجأة ، أفلتني تزامنا مع هرب نسخته الثانية ، و راح يفر بعيدا.
التقطني جسد آخر ، غير أنه حنون هذه المرة ، و قد أخفى رؤيتي في حضنه المعتم قبلما اكتشفت هوية صاحبه

_"هل أنت بخير دينا؟"

صوت سونغهون عبر عذبا إلى مداركي فأحال عليها السلام أخيرا ، و طرد منها كامل الخوف لحظة تداخل في دفء حضنه.
مسحت أدمعي بهدوء بعدما حررت جسدي ، وددت أن أشكره على إنقاذه لي ، بيد أن صوت خطوات بطيئة قاطع أفكاري.
استدرت أواجه منبع الصوت ، يصدر عن جهة هرب النسختين ، تجمدت إذ تعرفت إلى جاي

_"هربا"

الكلمة الوحيدة التي نطق في دربه إلينا ، يبدو غاضبا ، أتمنى ألا يكون غضبه علي.
وصل موقفنا ، شعرت بالإحراج نتاجا لشيء أجهله ، ما فعلته كان بالغ الغباء ، أظن هذا السبب.
لم ينظر نحوي للحظات إضافية نشاهده خلال مضيها يعبث بهاتفه

_"ماذا ستفعل جونغسونغ؟"

_"يجب أن نسأل الخبراء ، لقد طفح الكيل"

ازدردت ريقي ، من يقصد بما يقول؟ أنا؟ أسيتخلى عني؟
دس هاتفه فجأة في جيبه ، ثم حول إلى وجهي ناظريه ، أثقل على رأسي الحمل شعور بالذنب ، فما عدت أقوى على رفعه

_"سأقتلك"

نبرته مرتاحة مريحة ، هو يمازحني ، إلا أن دواخلي في اللحظة لا تحتمل ، عادت تتخوف مستقبل فعله و مشاعره ، سيعرف بكل هذا ، و هذا محرج!
تراجعت خطوة نحو الخلف مطأطئة رأسي ، استرقت النظر إلى هوني إذ شعرت بابتعاده ، لحظته باسما يغادر نحو البناء بهدوء ، أين تذهب!؟

فتيان النجوم~ENHYPENحيث تعيش القصص. اكتشف الآن