فتيان النجوم~ENHYPEN

♓

توقفت الصورة لحظة أجاب جاي ريكي ، ثم تناثرت أجزاؤها كرمال تطير مع رياح عاتية ، و أخذت ببطء تستبدل بألوان جديدة ، الذكرى الأخيرة _كما يفترض_ ما تركت لي مجالا فأرتاح و ألملم قواي العقلية ، أو أنادي أيا كان فيحثني على المتابعة.
تشكلت ساحة المدرسة الإبتدائية ، هناك حيث كنا نلعب و تقام في بعض الأوقات مسابقات غريبة ، هذه المرة أنا واحدة مع الذكرى ، خيال غير مرئي يشاهد و يستطيع الحركة ، سرت بين الجموع المتغافرة ، عرفت أنهم يكرمون فائزي مسابقة ما ، استدرت عائدة ، وجدت طفلة صغيرة الحجم تستلقي على الأرض إلى جانب بركة مياه كبيرة اصطناعية ، أفهم أنها حلبة سباق قوارب مستعارة.
اقتربت من الطفلة أكثر ، كانت تحمل بقلب مكسور قاربا مكسورا ، تحمله إلى أعلى لوهلة ، ثم تعيد ضربه بسطح المياه ، غريبة حركاتها المتململة.
لم يمر الكثير من الوقت ، اقترب منها طفل صغير آخر ، أبيض البشرة لطيف الهالة ، جلس إلى قربها ، فاعتدلت تنظر إليه بحرج

_"لا تحزني ، خسرت أنا أيضا.."

_"تعب هيس كثيرا ليصنع القارب..لكنهم كسروه ببساطة"

لم يكن مزاج الطفل الآخر معكرا مثلما كان مزاجها ، لم تحتمل بطبيعة الحال صمودا أكثر مما أظهرت ، أخذت تبكي بحرقة و كأنها من تعب في صنع ما كسر

_"من هيس؟"

_"أخي الكبير"

زاد اقترابا منها بخجل ، ثم حمل القارب من بين يديها يتفحص علته دون فائدة ترجى ، و تابعت هي البكاء تتشهق سريعا بطريقة مؤذية

_"اسمي سونغهون..ماذا عنك؟"

_"دينا"

_"لا تبكي دينا..كسر قاربي أيضا"

نهض سونغهون من على الأرض ، و مد يده يدعو دينا لتنهض بعده ، دينا تلك ، من يفترض أنها أنا ، و من بدأ الشك في أننا واحدة يعتمر قلبي ، تلك الفتاة محظوظة جدا لامتلاكها كل تلك الذكريات ، فكيف تخاطر بها و تمسي وحيدة؟

_"نحن الصديقان الخاسران ، أعطني حضنا!"

أشرقت ضحكتها أخيرا ، و أبرزت جمال وجنتيها المبتلتين المنتفختين.
ابتسم و استقبل بين يديه تلبيتها دعوته ، طفلان رقيقان و لطيفان ، هذا كل ما أرى

_"أنت الطالب الجديد في فصلنا..أليس كذلك؟"

_"بلى"

مشت إلى قربه متمسكة بأصابعه ، ابتعدا عن الجموع التي تنتظر تتويج الفائزين المزيفين ، و ذهبا يتوجان من بحق قد فازا ، الجائزة قد تتلف ، و قد تبقى ، لكنها لا تقارن بصديق العمر.
خرجا من بوابة المدرسة ، و أخذا يمشيان في محيطها يحملان القارب بيأس يأملان في ترحاله